تحديات الهيدروجين الأخضر في عُمان... تعرف عليها

23 سبتمبر 2024
الحكومة العمانية تسعى إلى تطوير قطاع الطاقة (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تفاؤل وتوسع**: سعيد البلوشي متفائل بمشروع الهيدروجين الأخضر في الدقم، مع امتيازات حكومية للشركات. تهدف عُمان لإنتاج مليون طن من الهيدروجين بحلول 2030، مع استهلاك 4% فقط من الأراضي المخصصة حتى الآن.

- **تحول عُمان إلى مركز إقليمي**: تسعى عُمان لتصبح مركزاً إقليمياً للتزوّد بالوقود البحري، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي. تهدف لخفض تكلفة الإنتاج وتسهيل الإجراءات، مع تحديات تنافسية من الهيدروجين الأزرق.

- **تحديات وامتيازات**: تواجه الصناعة تحديات مثل تكلفة الإنتاج والتقنيات الحديثة، لكن تتميز بامتيازات تنظيمية ونقاء الطاقة. يتوقع الخبراء زيادة دخل السلطنة وتقليل اعتمادها على النفط، مع شركاء جاهزين في أوروبا.

يُبدي أحد العاملين في مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر في ولاية الدقم العُمانية، سعيد البلوشي، لـ"العربي الجديد"، تفاؤلاً كبيراً بالخطوات الواسعة التي تتخذها السلطنة في هذا المجال، الذي رأى أنه سيقلب موازين الطاقة في السلطنة، خاصة في ظل الامتيازات التي تقدمها الحكومة للشركات العاملة عبر مناطق امتياز مخصصة.

يأتي تفاؤل البلوشي في وقت تسعى فيه الحكومة العُمانية لتحقيق هدف طموح بإنتاج مليون طن من الهيدروجين بحلول عام 2030، وفقاً لما أعلنه مدير عام شركة هايدروم عُمان، عبد العزيز الشيذاني، خلال مشاركته في مساحة صوتية بمنصة إكس، نظمتها الجمعية الاقتصادية العُمانية في 4 سبتمبر/أيلول الجاري.

وتشير إحصائيات حديثة صادرة عن هايدروم عُمان في يونيو/حزيران الماضي إلى أن السلطنة استهلكت 4% فقط من الأراضي المخصصة لمشروعات الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة حتى الآن، مما يفتح آفاقاً واسعة للتوسع في هذا القطاع الواعد.

ويعزز من هذه الآفاق ما كشفه تقرير المفوضية الأوروبية لشهر سبتمبر الجاري عن تخطيط الاتحاد الأوروبي لفرض ضرائب الكربون على سبع سلع أساسية، بما فيها الهيدروجين الرمادي، بحلول عام 2026، ما يعني أن صناعة الهيدروجين تتلقى دفعة إضافية من الدول المستوردة للطاقة.

التحول إلى مركز إقليمي

في هذا الإطار، أشار الشيذاني إلى استهداف حكومة السلطنة لأن تصبح عُمان مركزاً إقليمياً للتزوّد بالوقود البحري من خلال المنتجات المتوقعة من الهيدروجين وتحويلها إلى أمونيا وميثانول، وأكد أن عُمان يمكن أن تحقق الريادة في هذا المجال، من خلال الاستفادة من موقعها الاستراتيجي المتوسط بين أهم ميناءين بين أوروبا وآسيا، روتردام وسنغافورة.

ولفت الشيذاني إلى أن هناك جهوداً لخفض تكلفة الإنتاج، باعتبارها أبرز تحديات صناعة الهيدروجين الأخضر، من خلال تسهيل الإجراءات وتيسير عمل المشتركين والمطورين، موضحاً أن عُمان تحاول الاستفادة من تجارب الدول التي اتخذت قرارات عكسية أو استباقية تسببت في تراجع صناعة الهيدروجين فيها.

ويرى الشيذاني أن صناعة الهيدروجين الأخضر تواجه تحدياً كبيراً حول تنافسية هذا القطاع مع القطاعات منخفضة الكربون الأخرى أكثر من تنافسيته مع القطاعات المُلوثة، ومن هذه القطاعات الهيدروجين الأزرق.

وحسب مدير عام شركة هايدروم عُمان، فإن الشركة تمثل الحكومة العُمانية في تعاقدات صناعة الهيدروجين، ولكن من تمثّلها في الشراكة مع الشركات العالمية الأخرى هي شركة أوكيو للطاقة البديلة.

تحديات وامتيازات

يؤكد الخبير الاقتصادي العُماني خلفان الطوقي، لـ"العربي الجديد"، أن صناعة الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان تواجه تحديات مماثلة لتلك التي تواجهها هذه الصناعة على مستوى العالم، وأبرزها ارتفاع تكلفة الإنتاج مقارنة بالوقود الأحفوري، إضافة إلى حداثة التقنيات المستخدمة وصعوبات في عمليات الشحن والنقل.

غير أن عُمان تتميز بعدة مزايا تجعلها في موقع متقدم في هذا المجال، حسب الطوقي، موضحاً أن السلطنة قامت بتنظيم بيتها الداخلي، من خلال تحديد مناطق الامتياز ووضع الإطار القانوني والتنظيمي اللازم، كما حددت شكل الشراكات المطلوبة وأعدت الشريك العُماني ليكون جاهزاً للمشاركة في هذه الصناعة الواعدة.

وفي السياق ذاته، تؤكد الدراسات الأولية أن نقاء الطاقة في عُمان يعد من بين الأعلى على مستوى العالم، وهو ما أيدته منظمة الطاقة الذرية، ما يمنح السلطنة ميزة تنافسية مهمة في هذا المجال، حسب الطوقي.

وإزاء ذلك، يتوقع الخبير العماني أن تسهم صناعة الهيدروجين الأخضر في زيادة دخل السلطنة وإيراداتها، ومن شأن هذا التوجه أن يمكّن عُمان من الانتقال التدريجي نحو الطاقة النظيفة، مما سيقلل اعتمادها على النفط والغاز بشكل تدريجي، ويجعلها لاعباً أساسياً على المستوى العالمي في المشاريع المعتمدة على الطاقة النظيفة.

شركاء عُمان

يلفت الطوقي إلى وجود شركاء جاهزين لصناعة الهيدروجين الأخضر بسلطنة عُمان على مستوى أوروبا، مما سيسهل عملية التصدير مستقبلاً، مرجحاً ألا تواجه السلطنة تحديات كبيرة في التعامل مع السوق الأوروبية، خاصة أنها تعتمد حالياً بشكل أكبر على السوقين الصيني والآسيوي في مجال النفط والغاز.

ومن المتوقع أن تزدهر الصناعات في السلطنة نتيجة توفر مصادر الطاقة المتنوعة، سواء التقليدية أو المتجددة، وهو ما يؤكد الطوقي أنه سيجنب عُمان أي أزمات محتملة في المستقبل، ويعزز من قدرتها على مواجهة التحديات المتعلقة بقطاع الطاقة.
أما فيما يتعلق بأثر الصناعة الجديدة على أسعار الطاقة في السلطنة، فيتوقع الطوقي انخفاضاً كبيراً فيها، ويعزو ذلك إلى الاستفادة المزدوجة من إنتاج الهيدروجين الأخضر، سواء من ناحية التصدير أو من ناحية استخدام الطاقة في المشاريع الصناعية والإنتاجية داخل عُمان.

المساهمون