استنفر تسرب نفطي مريب في السواحل السورية، الأسبوع الماضي، كلاً من تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية، بعد أن أشارت تقارير إلى أنّ البقعة النفطية قد تصل إلى سواحل دول متاخمة وتهدد العديد من الأنشطة فيها، ولا سيما السياحة والصيد.
وقال رئيس وزراء جمهورية شمال قبرص التركية، أرسان سانر، إنّه شُكِّلَت خلية أزمة لمراقبة التسرب النفطي من الجانب السوري نحو سواحل بلاده.
وأضاف سانر، في بيان، أوردته وكالة "الأناضول"، مساء الاثنين، أنّ مراقبة التسرّب تجري بالتنسيق والتعاون مع تركيا، مشيراً إلى أنّ جميع الوزارات والمؤسسات المعنية تشارك في خلية الأزمة التي تعمل جاهدة للحيلولة دون وصول التسرب النفطي إلى سواحل قبرص التركية.
وذكر أنّ فريقاً فنياً مختصاً من تركيا سيصل إلى بلاده، الثلاثاء، للتباحث مع المسؤولين في الإجراءات الواجب اتخاذها للحيلولة دون تضرر قبرص التركية من التسرب.
وتربط بين جمهورية شمال قبرص التركية وسورية المطلتين على البحر الأبيض المتوسط، حدود بحرية، حيث تبلغ المسافة بينهما 160 كيلومتراً.
ومساء الاثنين، نقلت وكالة "الأناضول"، عن نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، قوله إنّ بلاده ستتخذ التدابير اللازمة قبل وقوع كارثة بيئية نتيجة التسرب النفطي من الجانب السوري نحو سواحل جمهورية شمال قبرص التركية.
وأشار أوقطاي إلى أنّ الكوادر الجوية والبحرية لقيادة خفر السواحل التركية تخطط لتنفيذ جولات جوية وبحرية لمراقبة التلوث الحاصل في البحر.
وفي دمشق نقلت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام، عن وزير الكهرباء غسان الزامل قوله، أمس الاثنين، إنه شُكِّلَت لجنة للتحقيق في الحادثة والوصول إلى الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى التسرّب.
ولا تزال أسباب التسرب النفطي غير معلومة بشكل دقيق، فبينما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مسؤولين في قطاع الكهرباء قولهم إنّ "تصدعاً واهتراءً" في أحد خزانات الفيول أدى على ما يبدو إلى حادثة التسرب، مرجحين أن يكون الحادث عرضياً و"ليس ناجماً عن عمل تخريبي"، إلا أنّ مصادر محلية تقول إنّ غسل ناقلات النفط الإيرانية لخزاناتها قبالة الشواطئ رفع من نسبة التلوث.
وكانت صور التقطتها أقمار اصطناعية بعيد حادثة التسرّب، قد أظهرت بقعة نفطية بطول 36 كيلومتراً قبالة الساحل السوري، لكن صوراً أحدث تشي بأنّ بقعة النفط قد تكون أكبر من ذلك بكثير.
وأكدت السلطات القبرصية، أنها تلقت من "الوكالة الأوروبية للسلامة البحرية" صورة التقطت عبر قمر اصطناعي تظهر وجود "بقعة نفطية محتملة" بين قبرص وسورية.
وبينما أثارت بقعة النفط المريبة قلق مسؤولين أتراك وفي قبرص الشمالية حيال تضرر السياحة وانشطة الصيد، قال وزير السياحة والبيئة في جمهورية شمال قبرص التركية، فكري أتا أوغلو، إنّ التسرب النفطي القادم من السواحل السورية، سيتجاوز مياه بلاده دون الوصول إليها.
وأضاف أوغلو، في حديث لـ"الأناضول"، اليوم الثلاثاء، أنه منذ تلقي معلومات عن توجه التسرب النفطي نحو سواحل بلاده، اتُّخِذَت التدابير اللازمة وانتُقِل إلى حالة التأهب.
وأوضح أنّ مسؤولي بلاده أجروا مباحثات هاتفية مع وزيري البيئة والتخطيط العمراني، والنقل والبنية التحتية التركيين، لمناقشة سبل مواجهة الأزمة المحتملة.
وأشار إلى إصدار الوزيرين التركيين تعليماتهما بشأن تقديم الدعم اللازم لسلطات قبرص التركية، مع إرسال فرق مختصة من أجل ذلك، مضيفاً: "تلقينا معلومات تفيد بأنّ التسرب النفطي سيتجاوز مياهنا دون الوصول إلينا، وهذا أمر يبعث على السرور لدينا".