تعاني تربية النحل في إدلب، شمال غربي سورية، من مشاكل عديدة أدت إلى تراجع الإنتاج خلال السنوات الأخيرة، رغم ما تمتاز به من غنى بالأشجار ونباتات تجعلها بيئة مثالية لتربية النحل، وتعطي أنواعاً متعددة من العسل.
وخلال الآونة الأخيرة، بدأت مهنة تربية النحل بالتراجع بسبب قلة المراعي وضيق المساحات الجغرافية وترحيل النحل إلى أماكن ومراع غير مناسبة له، فضلا عن تسمّم النحل بفعل المبيدات الحشرية ذات الفعالية طويلة الأمد، التي ترش للخضار والنباتات، مثل اللانيت القاتل للنحل، وهو ما أدى إلى نفوق العشرات من الخلايا وتضرر النحّالين.
النحّال عبد الكريم شحادة، وهو نازح مع نحله من بلدة كفر سجنة في ريف إدلب الجنوبي إلى ريف إدلب الشمالي، قال، لـ"العربي الجديد"، إنه فقد العديد من الخلايا بسبب نقل خلايا النحل من الأراضي الزراعية إلى الجبال بسبب رش المبيدات.
من جانبه، أكد قاسم شحادة، وهو مربي نحل، أنه فقد أكثرمن 15 خلية نحل نتيجة رش المبيدات الحشرية، في الوقت الذي لم يكن هناك أي تعويض لتلك الخسارة، رغم تقديم عدة شكاوى بهذا الخصوص.
ويواجه النحالون عدة مشكلات في عملية الحفاظ على حياة نحلهم، أبرزها قلة تنوع وكثافة المراعي، وعدم توفر الظروف البيئية والمناخية المناسبة، وغلاء الأدوات اللازمة لتربية النحل.
بدوره، أوصى مصطفى عمو، رئيس الوحدة الإرشادية ببلدة تلعادة بريف إدلب الشمالي، المزارعين بتأجيل عملية رش المبيدات إلى أوقات المساء، بعد أن يكون النحل قد عاد إلى خلاياه، وتخف فعالية المبيد السام حتى صباح اليوم التالي.
وسبق أن صرّح مدير "جمعية النحّالين السوريين" في إدلب ياسر العبد الله، لـ"العربي الجديد" عن وجود 350 نحالاً و70 ألف خلية من جبل الزاوية في إدلب إلى جرابلس في الشمال الشرقي بريف حلب، واعتبر أن هذا العدد قليل جداً مقارنة بالسابق، إذ خسرت المنطقة نصف مقدراتها في عامي 2020 و2021.