وقعت ليبيا وإيطاليا ثمانية اتفاقات تعاون بعد مباحثات بين الجانبين انطلقت أمس الثلاثاء، في العاصمة طرابلس، بمشاركة رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني ووزير الشركات والصناعة أدولفو أورسو منتدى الأعمال الإيطالي - الليبي، في نشاط هو الأول من نوعه في ليبيا منذ أكثر من عشر سنوات.
ووفقاً لتفاصيل أوردتها وكالة "أدنوكرونوس" الإيطالية للأنباء عن مصادر إيطالية، تتمحور الاتفاقات الثمانية على:
1 - مذكرة تفاهم في مجال التعاون من أجل التنمية
تهدف إلى تنظيم أنشطة الوكالة الإيطالية للتعاون من أجل التنمية "AICS" في ليبيا، وإضفاء الشرعية على وجودها في الدولة وضمان الحفاظ على علاقات رسمية مع السلطات الليبية. وتجدر الإشارة في هذا المقام إلى أن قدرات Aics على العمل في ليبيا في الوقت الحالي محدودة للغاية، وذلك أيضًا بسبب استحالة إطلاق مفاوضات مع السلطات الليبية المركزية والمحلية، وتوقيع عقود خدمات وأعمال وتوريد وإدارة موظفيها ومكاتبها في البلاد، كذلك فإنها مستبعدة حالياً من الحصول على تصاريح من السلطات الليبية لتنفيذ مشروعات تعاون مموّلة من قبل الاتحاد الأوروبي.
2 - مذكرة تفاهم بين وزارة الحكم المحلي الليبية وغرفة والتجارة
تهدف مذكرة التفاهم الموقعة بين وزارة الحكم المحلي الليبية وغرفة التجارة الإيطالية - الليبية المشتركة إلى دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الإيطالية والليبية، ودفع التعاون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة الليبية والإيطالية، علاوة على تسهيل تطوير المشاريع المشتركة ونقل التكنولوجيا وخلق بيئة مواتية لنمو الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وتشمل مجالات التعاون الأخرى تنظيم الفعاليات وتقديم المساعدات الفنية والقانونية وتبسيط الإجراءات المصرفية والجمركية. ومن المقرر إنشاء لجنة مشتركة للإشراف على تنفيذ الأنشطة، وعقد اجتماعات قطاعية شهرية بين ليبيا وإيطاليا لإنشاء شراكات جديدة. مدة الاتفاقية ثلاث سنوات مع إمكانية التجديد.
3 - اتفاقية بين Simest والمصرف الليبي الخارجي
جرى التوقيع أيضاً على اتفاقية بين مؤسسة Simest والمصرف الخارجي الليبي وغرفة التجارة الليبية الإيطالية: وتلتزم الأطراف الموقعة دعم وضع أسس لتطوير العلاقات التجارية بين إيطاليا وليبيا بهدف إحداث زيادة كبيرة في الاستثمارات الثنائية وتعزيز القدرات التنافسية للشركات من خلال دعم عملية نقل التكنولوجيا. وتهدف الاتفاقية أيضاً إلى دعم تشغيل "آلية Simest الإفريقية" في ليبيا، وهي أداة تمويلية بقيمة 200 مليون يورو من أجل تطوير العلاقات التجارية بين إيطاليا وأفريقيا، المنصوص عليها في خطة ماتّي.
4 - مذكرة تفاهم بين الاتحاد العام لغرف التجارة
هذه المذكرة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين إيطاليا وليبيا وتشجيع فرص الصفقات والاستثمار. وتضع الاتفاقية إطار تعاون يهدف في المقام الأول إلى تعزيز تنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة. وتحقيقاً لهذه الأهداف، فإن هذه الاتفاقية تنص على: تبادل المعلومات ووفود رجال الأعمال، ونشر المهارات الفنية والتقنيات وفرص التدريب، وتطوير المشاريع والمبادرات المشتركة، وتشكيل فريق عمل يضم ثلاثة ممثلين من كل جانب لإدارة الأنشطة المنصوص عليها في الاتفاقية.
Tripoli, il mio intervento al Business Forum Italia-Libia. pic.twitter.com/qTQ614b272
— Giorgia Meloni (@GiorgiaMeloni) October 29, 2024
5 - اتفاق بين وكالة التجارة الإيطالية ومركز الصادرات الليبي
من المقرر توقيع اتفاقية تعاون بين وكالة التجارة الخارجية الإيطالية "Ice" ومركز ترويج الصادرات الليبي بهدف تحفيز التبادل التجاري والاستثمارات بين إيطاليا وليبيا، وعلى وجه الخصوص من خلال دعم الشركات الإيطالية في بحثها عن شركاء تجاريين جدد في قطاعات رئيسية، مثل المنتجات الزراعية-الغذائية والطاقة والتكنولوجيا الصحية وصناعة الأدوية والإسكان والبنى التحتية والتدريب الإداري للمصدرين.
6 - خطاب قبول بين هيئة إدارة الطريق السريع إمساعد – رأس إجدير وشركة توديني
من خلاله ستعلن الهيئة الليبية رسمياً، وبتفويض حكومي، قبولها التعاقد مع الشركة الإيطالية لتنفيذ المشروع بمجرد التحقق من توافر شروط الضمان المالي والتشغيلي التي لم تحدد بشكل نهائي بعد.
7 - اتفاق صحي مع شركة GKSD القابضة الإيطالية
يهدف إلى تطوير فرص استثمارية في ليبيا لـ GKSD، التي تتبعها مجموعة سان دوناتو الصحية وتعمل أيضاً في قطاعات أخرى تشمل الطاقة والبنى التحتية. وتلتزم الحكومة الليبية، بموجب هذا الاتفاق، دعم GKSD في افتتاح أفرع لها في ليبيا من أجل تنمية التعاون في المجال الصحي (مستشفيات ومراكز رعاية صحية فائقة الجودة وتدريب وبحث علمي) وفي تطوير بنى تحتية ومشاريع في مجال توليد وتوزيع الطاقة الكهربائية، علاوة على الكفاءة الطاقوية ومعالجة النفايات.
8 - مذكرة بين هيئتي الطيران المدني الإيطالية والليبية
الهدف تقريب هذه الأخيرة من المستويات القياسية للطيران المدني الأوروبي. وتنص المذكرة على بدء رحلات الناقل الوطني الإيطالي ITA Airways في ليبيا.
وقد تناولت حلقات النقاش آفاق التعاون الثنائي بين البلدين في قطاعات الطاقة والصناعات الزراعية والرعاية الصحية والأدوية والبنى التحتية والتصميم، فقد خصصت جلسة أخرى لاستعراض أوجه الدعم العام، المقدمة من قبل وكالة التجارة الخارجية الإيطالية "Ice" والمؤسسة الإيطالية للضمان الائتماني "Sace" والمؤسسة الإيطالية للخدمات المالية والتسويقية للتجارة الخارجية "Simest"، للشركات الإيطالية التي تنوي الانخراط في ليبيا.
وعلى هامش منتدى الأعمال، عقدت ميلوني اجتماعاً ثنائياً مع رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة. وقد تركزت المباحثات على مناقشة مختلف مجالات التعاون الثنائي المتنامي بين البلدين، مع تأكيد الرغبة المشتركة في التعاون بهدف تأسيس شراكات قائمة على المساواة مع الدول الأفريقية في إطار المشاريع المهمة التي أطلقتها خطة ماتّي للتنمية في إفريقيا.
A margine del Business Forum, ho avuto un incontro bilaterale con il Primo Ministro del Governo di Unità Nazionale libico, @Dabaibahamid. La discussione si è focalizzata sui diversi ambiti di una cooperazione bilaterale in continua crescita.
— Giorgia Meloni (@GiorgiaMeloni) October 29, 2024
Tra i settori della collaborazione… pic.twitter.com/qx0qXyY3gW
تحديات ليبيا وأهمية حفتر
من جهتها، ذكرت البروفيسورة ميكيلا ميركوري، أستاذة تاريخ وثقافات ومجتمع البلدان الإسلامية بجامعة بادوا الإيطالية، أن ليبيا لديها العديد من الإمكانات الجديرة بالاستكشاف لصالح إيطاليا، إلا أننا بحاجة إلى الأخذ بالاعتبار أجواء سياسية غير مستقرة تقسم البلاد، التي تخضع للنفوذ الأجنبي، إلى معسكرين: أحدهما تابع لتركيا، على سبيل المثال، والآخر للروس المرتبطين بزعيم برقة خليفة حفتر.
ورأت ميركوري، في مقابلة أجرتها معها صحيفة "إل سوسّيدياريو" الإلكترونية الإيطالية اليوم الأربعاء، أن هذا هو المجهول الذي يلقي بظلاله على خطط إيطاليا وعلى خطة ماتّي، وعلى وجه الخصوص على تنمية الاستثمارات التي يرغب منتدى الأعمال في طرابلس أن يكون منصة إطلاق لها.
ورداً على سؤال عن توقف عمليات بناء مطار طرابلس التي كانت تنفذها شركات إيطالية بناءً على فرضية وجود تدخلات أجنبية من شأنها عرقلة المصالح الإيطالية، أشارت الأكاديمية وخبيرة شؤون الشرق الأوسط الإيطالية، إلى أن كونسورتيوم Aeneas كان قد فاز في عام 2017، إبان حكومة السراج، بعقد لبناء مطار طرابلس، الذي اعتبر أحد أهم المشاريع المقررة لإنعاش البلاد اقتصادياً.
وقد بررت السلطة الليبية توقف المشروع بعدم توافر أمور فنية ضرورية لمواصلة العمل. وأشير هنا إلى أن الكونسورتيوم الإيطالي قد جلب 50% من الخامات ونفذ جانباً كبيراً من أعمال البناء. وقد دارت، في هذا السياق، أقاويل حول توقع تركيا، التي لها العديد من المصالح في طرابلس ووقعت عدة اتفاقيات مع السراج، أن يعهد إليها بجزء من عمليات إعادة الإعمار التي تتعلق أيضاً بالمطار.
وأخيراً، رأت ميركوري أن تحرك صدام حفتر في الأشهر الأخيرة بقواته المدعومة من قبل الروس نحو واحة غدامس في محاولة للوصول إلى طرابلس، وكذا قراره إغلاق أحد أكبر حقول النفط في البلاد "حقل الشرارة"، كل ذلك ألقى بظلاله على تباطؤ المشروعات المطروحة على الطاولة.