أوقفت سلطات تونس الثلاثاء عميد هيئة البياطرة التونسيين أحمد رجب، بعد التحقيق معه على خلفية قضية رفعها ضده وزير الفلاحة والصيد البحري عبد المنعم بالعاتي.
وأعلنت هيئة البياطرة التونسيين عن توقيف رجب عقب التحقيق معه من قبل فرقة أمنية مختصة، بتهمة إثارة البلبلة ونشر أخبار كاذبة من شأنها الاعتداء على حقوق الغير وفق المرسوم 54 المثير للجدل.
واستدعي عميد البياطرة إلى التحقيق بعد إدلائه بحوار صحافي لجريدة "الصباح" المحلية تناول فيه الوضع الصحي للقطيع الحيواني في البلاد ومماطلة الوزارة في مراجعة تعريفة التوكيل الصحي الذي يتم بموجبه تلقيح قطعان الماشية من قبل البياطرة.
وعبر مجلس العمادة الوطنية للأطباء البياطرة في بيان له عن استغرابه من تحويل أحمد رجب للتحقيق. واعتبرت عمادة البياطرة أن إيقاف رئيس هيئة من أجل مقال صحافي تطرق فيه بصفته رئيس العمادة الوطنية للأطباء البياطرة للأمراض الحيوانية سابقة خطيرة.
وينتقد بياطرة تونس مماطلة وزارة الفلاحة والصيد البحري في تعديل تعريفة تلقيح القطعان التي يقوم بها البياطرة بعد أن وقعت منذ سنتين اتفاقاً حول هذا الأمر، ما دفع المهنيين إلى التصعيد والتلويح بمقاطعة حملات التلقيح التي تنطلق في شهر يناير/ كانون الثاني من كل عام.
وحذّر عميد البياطرة الموقوف من تداعيات وقف حملات التحقيق على قطعان الماشية وانتشار السل وكذلك انتشار داء الكلب في صفوف الحيوانات السائبة.
وقال عضو البرلمان ياسين مامي إن وزير الفلاحة الذي تقدم بشكوى ضد عميد البياطرة مطالب بتقديم توضيحات بشأن حيثيات القضية ودوافعها. وأكد مامي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الوزارة مطالبة بتقديم ردود عن تساؤلات البرلمان بشأن أسباب تأخر حملات تطعيم القطعان الذي يفترض أن ينطلق البياطرة في تنفيذها منذ نهاية الشهر الماضي.
وفي وقت سابق قال عميد البياطرة أحمد رجب إن انتشار السل في قطيع الأبقار يتوسع وإن نسبة الأبقار المصابة بالداء تبلغ 30 بالمائة من مجموع القطيع.
وأكد في تصريحات إعلامية أن الأعراض السريرية للمرض قد لا تظهر على الحيوانات التي تحمل المرض، وهو ما يؤدي إلى انتشار العدوى وتسرب السل إلى البشر عبر منتجات الألبان الطازجة التي يتم استهلاكها.
وتسجل تونس سنوياً 29 حالة عدوى جديدة بمرض السل على كل 100 ألف ساكن، 60 بالمائة منها حالات سل خارج الرئة وخاصة حالة السل للمفاوي أو العقدي في الرقبة.
بينما تشكل حالات الإصابة بمرض السل خارج الرئة متأتية من عدوى السل البقري التي يتسبب فيها استهلاك الحليب غير المعقم ومشتقاته ولحوم البقر المصابة 78 بالمائة من الإصابات.
ويؤكد المهندس المتخصص في الإنتاج الحيواني ورئيس نقابة مخصبي الأبقار وهيب الكعبي وجود إصابات بالسل في قطعان البقر يتم التكتم عليها من قبل مالكي القطعان في ظل تراجع مهمات التفقد البيطري الرسمية .
وقال الكعبي في تصريح لـ"العربي الجديد" إن السلطات كانت تعوّض أصحاب القطعان عن الأبقار المعدمة بسبب إصابتها بالسل، وذلك في حدود 80 بالمائة من قيمة البقرة، غير أن هذا الإجراء مجمّد منذ سنوات ما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض داخل القطعان ونقلها إلى مستهلكي الألبان واللحوم.