سيتخلى الملياردير الصيني، جاك ما، عن إدارة شركة ”آنت غروب” التابعة لمجموعة “علي بابا”. فقد أعلنت شركة ”آنت غروب”، اليوم السبت في بيان أنها ستدخل تعديلات على هيكلية ملكية أسهمها، بحيث تمنع أي مساهمين من السيطرة والتحكم في الشركة، بشكل منفرد أو جماعي.
وأشارت الشركة إلى أن هذا الإجراء يهدف لتعزيز استقرار هيكلية الشركة واستدامة التنمية على المدى الطويل. ويعتبر جاك ما أحد أشهر رجال الأعمال في الصين، ورمزا ”للرجل العصامي” لجيل من أباطرة التكنولوجيا الصينيين.
أسس جاك ما شركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة ”علي بابا” عام 1999، وأعلن استقالته من منصب مديرها العام في شهر مايو/آيار من العام 2013.
وقررت السلطات الصينية في العام 2021، تعليق عملية إدراج Ant Group في البورصة، وهي الذراع المالية لمجموعة علي بابا، التي تعتبر الفاعل الأول في العالم في الأداء عبر الإنترنت، وهو التعليق الذي جعل جاك ما، يخسر مليارات الدولارات.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل فُتِح تحقيق حول شبهة ممارسات احتكارية يستهدف "علي بابا"، علماً أنّ السلطات الصينية كانت أكدت على ضرورة تشديد الرقابة من أجل مكافحة الاحتكار والحيلولة دون "توسع الرأسمال".
معاقبة الملياردير
وعوقب جاك ما، البالغ من العمر 56 عاماً بعدما أدلى برأي يخالف ما درج عليه رجال الأعمال في بلده. فقد انتقد في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2021، النظام المصرفي الصيني، إذ اعتبر أنّه يقدم قروضاً مقابل رهون، ما يعيق الابتكار. وعبّر عن رأيه خلال قمة نظمت بشنغهاي، حضرتها نخبة الفاعلين في العالم، بالإضافة إلى محافظ البنك المركزي الصيني، ورئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، والمدير العام السابق لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي، والحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد جوزيف ستيغليتز.
وقد ذهبت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أنّ الرئيس الصيني، شي جين بينغ، تدخّل شخصياً من أجل تحجيم جاك ما، إذ يراد الحدّ من التأثير المتنامي لأشهر رجل أعمال في الصين، بينما رأى آخرون أنّ الصين تتجه نحو تغيير طريقة تعاطيها مع الشركات الصينية العملاقة العاملة في التكنولوجيا.
وفرضت السلطات الصينية على مجموعة علي بابا دفع غرامة بقيمة 18.2 مليار يوان (2.78 مليار دولار) بسبب تجاوزات تتعلق بموقعها المهيمن. واتهم موقع علي بابا بفرض الحصرية على التجار الراغبين في بيع منتجاتهم على منصته وتفادي التعامل مع مواقع التجارة الإلكترونية المنافسة.
من الفقر إلى الثراء
وتمكن أستاذ اللغة الإنكليزية والمترجم السابق، الذي يوصف بأنّه "عصامي" من المساهمة في إدخال الصين في العصر الرقمي، إذ انطلق من شقة صغيرة، كي يؤسس مجموعة "علي بابا"، ويجسد نجاح "الرأسمالية الحمراء" عبر العالم.
لم تكفّ وسائل الإعلام الصينية عن تقديم قصص حول بداياته في عالم الأعمال، هو الذي يتحدّر من وسط فقير، فقد كان والده يواجه صعوبة في تأمين قوت أفراد أسرته، وفشل جاك ما، في الحصول على شهادة البكالوريا (الثانوية) مرتين، إلى أن أضحى أستاذاً للإنكليزية ومترجماً، قبل أن يقترض 60 ألف دولار ويؤسس "علي بابا".
لقد جاءته فكرة المغامرة في عالم الإنترنت بعد زيارة قام بها للولايات المتحدة، فكان سبّاقاً في تقديم خدمة الأداء الإلكتروني النقال، وتوسع أكثر عبر منصة التجارة الإلكترونية التي أحدثها، كما جرى تكريس إنجازاته عالمياً، مع ولوج بورصة وول ستريت عام 2014، التي أتاحت له تحقيق 25 مليار دولار. الإنجاز نفسه حققه في بورصة هونغ كونغ، حيث أتاحت له تحقيق 13 مليار دولار.