حافظ على رشاقتك ومالك

11 أكتوبر 2019
التمارين الرياضية خيار أساس للمحافظة على الصحة (Getty)
+ الخط -


تستطيع أن تحافظ على وزنك ومالك إذا ابتعدت عن السمنة التي باتت واحدة من أخطر الأمراض التي تهدد الشباب العربي.

وتستطيع أن تحافظ على صحتك إذا ابتعدت عن تناول وجبات كنتاكي وماكدونالد وهارديز وبرجر كنج وغيرها من الوجبات السريعة التي باتت أحد أنماط حياتنا الاجتماعية السيئة خاصة من قبل الشباب.

وإذا أردت أن ترصد مخاطر السمنة الصحية والمالية فيكفي الاطلاع على الأرقام التي تقول إن مواطني دول الخليج الأعلى إصابة بمرض البدانة في العالم، وإن المرض يهدد صحة ملايين العرب ويغير أنماط الحياة الاجتماعية وعادات التغذية ويلعب دورا في قلة الحركة وارتفاع معدلات الوفاة.

كما أن السمنة تفتح الباب أمام زيادة الإصابة بأمراض القلب والسكري والجلطات، وأحد أبرز أسباب السمنة ارتفاع معدلات استهلاك الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والحلويات وعدم ممارسة الرياضة.
وتشير الإحصاءات إلى أن الكويت تصدرت قائمة الشعوب الأكثر سمنة خلال السنوات الأخيرة، ورغم أن 13% من سكان العالم يعانون من السمنة، إلا أن نسبتها في الخليج تبلغ ثلاثة أضعاف النسبة السابقة، كما تحتل السعودية المرتبة الثانية خليجيا والثالثة عربيا بعد الكويت والأردن.

ورغم التحذيرات المستمرة من الارتفاع الملحوظ لنسبة السمنة في الخليج، إلا أن الأرقام تشير إلى إن عدد عمليات السمنة التي يخضع لها الخليجيون سنوياً يصل إلى 50 ألفاً، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بعدد السكان.

كما أدى ارتفاع السمنة في دول الخليج إلى زيادة التكلفة المالية التي تتحملها الأسر، والدليل نمو بزنس الجراحات التجميلية المربحة، حيث تجري هناك أعلى نسب لجراحات علاج البدانة، التي تشمل تكميم المعدة وربطها وغيرها.

لن أتحدث عن المخاطر الصحية للسمنة فهي معروفة، لكن أتحدث عن المخاطر الاقتصادية، ذلك لأن السمنة تؤثر سلبا في سوق العمل والتوظيف وموازنات الدول ومخصصات الصحة، فمع زيادة السمنة تخصص الحكومات مزيداً من الأموال لمواجهة الأمراض الناجمة عنها، كما تتحمل شركات التأمين وإعادة التأمين تكاليف إضافية.

ويكفي أن نعرف أن الإنفاق العالمي لمواجهة مخاطر السمنة يتجاوز تريليوني دولار، وهو رقم قريب مما ينفقه العالم على مواجهة أخطار التدخين "2.1 تريليون دولار"، وهو نفس المبلغ المخصص لمواجهة أخطار العنف المسلح.

وقد تنبهت دول الخليج لهذا الداء حيث بدأت تطبيق إجراءات للحد منه مثل مضاعفة أسعار المشروبات الغازية وفرض ضريبة انتقائية على هذه المشروبات التي تعد أسرع الطرق للإصابة بمرض السمنة، لكن الخطوات غير كافية.

فهناك خطوات أخرى مطلوبة منها زيادة التوعية بمخاطر المرض، وحظر إعلانات المشروبات الغازية في كل وسائل الإعلام بما فيها الوسائل الحديثة، على غرار الخطوة التي اتخذتها اليوم سنغافورة التي تصنف على أنها من أعلى معدلات الإصابة بمرض السكري.
كما يجب على الحكومات إلزام أصحاب المطاعم بوضع ملصق تحذيري على الوجبات السريعة بأنها ضارة وتسبب أمراض القلب والسكري، وذلك على غرار ملصقات علب السجائر التي تحذر المدخنين من الإصابة بأمراض السرطان.

والأهم من ذلك أن تفرض الحكومات غرامات كبيرة على محلات الوجبات السريعة في حال تسبب اطعمتها في الاضرار بالصحة العامة، وذلك على غرار الخطوة التي اتخذها القضاء الأميركي ضد شركة جونسون آند جونسون للأدوية والتي فرض عليها غرامة بلغت قيمتها 8 مليارات دولار لصالح مواطن.