- مجلس الاحتياط الفيدرالي ثبت سعر الفائدة للمرة السادسة على التوالي بنطاق 5.25% - 5.50%، في سياق التحديات الاقتصادية وعناد التضخم، رغم تطبيق سياسات نقدية مشددة.
- تصريحات باول تلقت رد فعل إيجابي من الأسواق، مع ارتفاع مؤشرات الأسهم الرئيسية مثل ناسداك، ولكن يظل الغموض حول موعد خفض الفائدة مع توقعات ببقاء الأسعار مرتفعة لفترة أطول.
قال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) يوم الأربعاء، إن الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة لن يكون لها تأثير على قرارات البنك بشأن أسعار الفائدة، مضيفا أن صنّاع السياسات متوافقون على إبقاء الاعتبارات السياسية بعيدة عن عملية صنع القرار.
وأضاف باول في مؤتمر صحافي بعد انتهاء أحدث اجتماع للسياسة النقدية، أن ما يحرك البنك في اتخاذ القرارات هو "ما نعتقد أنه الشيء الصحيح بالنسبة للاقتصاد"، مجددا بذلك التأكيد على موقف قائم منذ فترة طويلة، حيث يتم تجاهل السياسة في التحليل الاقتصادي للبنك.
وقال باول: "نحن على مسار نخدم فيه كل الشعب الأميركي، ونتخذ قراراتنا بناء على البيانات وكيفية تأثير تلك البيانات على التوقعات وتوازن المخاطر".
وعادت قضية استقلال المركزي الأميركي إلى دائرة الضوء الأسبوع الماضي، عندما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن حلفاء للرئيس السابق دونالد ترامب يعملون على صياغة مقترحات من شأنها السعي لتقويض استقلال البنك المركزي ومنح ترامب المزيد من النفوذ على البنك إذا فاز في الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال باول للصحافيين بشأن الانتخابات: "نحن متوافقون بشأنها، ونعلم أننا سنفعل ما نعتقد أنه الشيء الصحيح".
ولم يخالف مجلس الاحتياط الفيدرالي التوقعات وأعلن يوم الأربعاء تثبيت سعر الفائدة الأميركية، للاجتماع السادس على التوالي، عند نطاق 5.25% - 5.50%، في إشارة إلى استمرار عناد التضخم في الاقتصاد الأكبر في العالم، رغم تطبيق أكثر السياسات النقدية تشدداً في العقود الأربعة الأخيرة على مدار ما يزيد عن عامين.
ورغم أن القرار كان معروفاً إلى حد كبير في الأسواق قبل الإعلان عنه، ارتفعت مؤشرات الأسهم الرئيسية في السوق الأميركية مع كلمات باول خلال المؤتمر الصحافي، خاصة مع إعلانه "استبعاد رفع الفائدة أكثر من ذلك في وقتٍ قريب".
وتحول مؤشر ناسداك، المتخم بشركات التكنولوجيا والأكثر حساسية لتوقعات سعر الفائدة إلى المنطقة الخضراء، واقتربت مكاسبه في بعض اللحظات من 2%، قبل أن يتراجع في الدقائق الأخيرة من جلسة الأربعاء.
وفي بداية تعاملات الخميس، أضاف المؤشر أكثر من ثلاثة أرباع النقطة المئوية إلى قيمته عند بداية اليوم، كما كان المؤشران الآخران، داو جونز الصناعي وإس أند بي 500، في المنطقة الخضراء.
وقال إريك فينوغراد، مدير أبحاث اقتصاد السوق المتقدمة في AllianceBernstein لإدارة الاستثمارات إن تركيز باول على أن الخطوة التالية للبنك المركزي لن تكون ارتفاعًا "يجب أن يكون مهدئًا للأسواق المالية". ومع ذلك، ما زال الغموض يسيطر على الموعد الذي يبدأ فيه البنك المركزي الأكبر في العالم دورة خفض جديدة للفائدة، ستكون الأولى منذ عام الجائحة.
وقال فينوغراد: "بقاء معدلات الفائدة مرتفعة لفترات أطول هو شعار بنك الاحتياط الفيدرالي حالياً. لقد تجاوزنا الجزء الأعلى إلى الجزء الأطول، ما لم يتغير شيء بصورة جذرية".
ولا يزال المتداولون يتوقعون عدم خفض أسعار الفائدة حتى سبتمبر/أيلول على الأقل، وفقًا لأحدث أسعار سوق العقود الآجلة التي تنشرها أداة مراقبة البنك الفيدرالي التابعة لبورصة شيكاغو التجارية CME.
وتتطلع الأسواق حالياً للإعلان عن نتائج أعمال شركة آبل، السهم الأهم في البورصة الأميركية، في الربع الأول من العام، والمتوقع الإعلان عنها بعد انتهاء التعاملات الرسمية ليوم الخميس.
(رويترز/العربي الجديد)