رئيس بوينغ: إنهاء إضراب العمال في سياتل أولوية قصوى

21 سبتمبر 2024
عمال بوينغ يطالبون بزيادة الأجور بنسبة 40%/ بوتلاند 19-9-2024 (فرانس برس)
+ الخط -

أكد رئيس شركة بوينغ كيلي أورتبرغ في رسالة إلى الموظفين أن إنهاء الإضراب الذي يشارك فيه أكثر من 30 ألف عامل في منطقة سياتل يمثل "أولوية قصوى" لشركة الطيران الأميركية العملاقة. تأتي تصريحاته في حين دخل الإضراب الذي أدى إلى إغلاق مصانع تجميع لطائرات 737 ماكس و777، أسبوعه الثاني.

وقال أورتبرغ وفقاً لوكالة فرانس برس اليوم السبت، إن "إنهاء الإضراب يشكل أولوية قصوى". وأضاف "خلال وساطة مع النقابة هذا الأسبوع، واصلنا جهودنا بحسن نية الخوض مع لجنة التفاوض النقابية في مفاوضات ذات معنى". وتابع مدير بوينغ في رسالته التي وصلت إلى الموظفين الجمعة، "ما نزال ملتزمين للغاية بالتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن يعترف بالعمل الدؤوب لموظفينا وينهي توقف العمل في منطقة الشمال الغربي". لكنه أشار إلى أن الشركة تشعر "بخيبة أمل لأن المناقشات لم تؤدِّ إلى مزيد من التقدم".

وكان أعضاء الفرع المحلي للرابطة الدولية للميكانيكيين وعمال الفضاء الجوي في سياتل قد صوتوا بأغلبية ساحقة في 12 أيلول/سبتمبر على رفض مقترح اتفاق جماعي جديد. وتتضمن مطالبهم الرئيسية زيادة الأجور بنسبة 40%، وهي أعلى بكثير من الزيادة المقترحة البالغة 25% والتي يرى العمال أنها مضللة لأن الاتفاق من شأنه أيضاً إلغاء المكافأة السنوية. ويشكو أعضاء النقابة من ركود الأجور منذ أكثر من عقد، وهي مشكلة تفاقمت بسبب التضخم الاستهلاكي في السنوات الأخيرة وارتفاع تكاليف المعيشة في منطقة سياتل، وهي مركز تكنولوجي متنامٍ. وتتعثر المفاوضات خصوصاً بشأن حجم الزيادة في الرواتب والمعاشات التقاعدية. 

إحالة موظفين إلى البطالة الفنية

في الأثناء، أعلنت بوينغ الأربعاء أنها ستبدأ بإحالة موظفين على البطالة الفنية سعياً للحفاظ على السيولة وسط إضراب العمال. كما أوقفت شركة بوينغ التوظيف واتخذت خطوات شاملة للحفاظ على السيولة النقدية في ظل الإضراب الضخم الذي تواجهه الشركة. ومن بين الخطوات التي اتخذتها الشركة بحث منح الكثير من الموظفين والمديرين والمسؤولين التنفيذيين إجازات مؤقتة في الأسابيع المقبلة. وقال براين ويست المدير المالي لشركة بوينغ إن"الإضراب يعرض تعافينا لخطر كبير ويجب علينا اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على السيولة النقدية وحماية مستقبلنا المشترك". وبالإضافة إلى تجميد التوظيف على جميع المستويات في بوينغ، أوقفت شركة صناعة الطائرات معظم رحلات السفر لموظفيها، وعلقت النفقات الرأسمالية غير الضرورية والإنفاق على المرافق.

وسيؤثر هذا الإجراء على عشرات الآلاف من الموظفين على الأراضي الأميركية، بحسب الشركة. وأوضح رئيسها كيلي أورتبرغ أنه "للحد من تأثير" هذا القرار، سيحال الموظفون المعنيون بالتناوب على البطالة الفنية لأسبوع كل أربعة أسابيع. وأكد أورتبرغ الأربعاء الماضي، أنه "من المهم أن نتخذ إجراءات صعبة للحفاظ على ماليتنا وضمان قدرة بوينغ على التعافي بنجاح". وأشار إلى أن إجراء البطالة الفنية الجزئية سيطاول "عدداً كبيراً من المديرين والمسؤولين والموظفين في الولايات المتحدة".

كما أكد أورتبرغ الذي تولى رئاسة بوينغ في 8 آب/أغسطس أن المجموعة لا تزال مصممة على "إعادة تأسيس" علاقتها مع الموظفين المضربين ومواصلة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق جماعي "في أسرع وقت ممكن". وبينما استأنف الجانبان المحادثات الثلاثاء الماضي، بمساعدة وسطاء، قالت النقابة في وقت متأخر الأربعاء إن المناقشات انتهت من دون نتيجة. وأكدت النقابة "نحن منفتحون على استمرار المفاوضات، سواء بشكل مباشر أو عبر وساطة، ولكن لم يتم تحديد موعد حتى الآن".
واعترف أورتبرغ بأن "الإنتاج في حالة توقف تام للعديد من البرامج المهمة في الشمال الغربي". 

إقالة رئيس قسم الدفاع في بوينغ

في السياق، أعلنت شركة بوينغ أمس الجمعة، إقالة رئيس قسم الدفاع والفضاء المتعثر، والذي عانى عقوداً حكومية خاسرة وانتكاسات محرجة تتعلق بكبسولة الفضاء ستارلاينر. وقالت الشركة إن ثيودور "تيد" كولبير الثالث أقيل على الفور من منصبه رئيساً ومديراً تنفيذياً لقسم الدفاع والفضاء والأمن في بوينغ وتم استبداله مؤقتاً برئيس العمليات في القسم، ستيف باركر. ويجري البحث عن بديل دائم.

وأمضى كولبير 15 عاماً في بوينغ، حيث عمل رئيساً تنفيذياً للمعلومات، وقاد قطاع الخدمات العالمية قبل رئاسة وحدة الدفاع. وهذا أول تغيير كبير في المناصب القيادية منذ تسلم أورتبرغ دفة الشركة. وقال أورتبرغ: "عند هذا المنعطف الرئيسي، أولويتنا هي استعادة ثقة عملائنا وتلبية المعايير العالية التي يتوقعونها منا". وأضاف "بالعمل معاً، يمكننا تحسين أدائنا وضمان الوفاء بالتزاماتنا". 

وتحاول بوينغ الخروج من عقود غير مربحة مع البنتاغون وناسا، تشمل طائرات الرئاسة الجديدة وطائرات التزود بالوقود للقوات الجوية. ومنذ بداية عام 2022، خسر قسم الدفاع والفضاء 6 مليارات دولار. وعانت كبسولة ستارلاينر التي صنعتها بوينغ لوكالة ناسا مشكلاتٍ في المحركات الدافعة في أول مهمة مأهولة لها إلى محطة الفضاء الدولية.

وقررت وكالة ناسا هذا الشهر أن هناك مخاطر كبيرة عند إعادة رائدي فضاء إلى الوطن في الكبسولة، لذلك سيبقيان في الفضاء حتى فبراير/ شباط ويعودان إلى الأرض على متن كبسولة سبيس إكس. كما خضعت أعمال بوينغ المتعلقة بالطيران التجاري لتدقيق كبير منذ انفصال باب عن جسم طائرة بوينغ 737 ماكس تابعة لشركة ألاسكا إيرلاينز في منتصف الرحلة في كانون الثاني/يناير، ما أجبر قائدها على القيام بهبوط اضطراري. 

(فرانس برس، أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد)