شهدت أسعار بعض السلع في مناطق سيطرة النظام انخفاضا طفيفا ليوم واحد ثم عاودت ارتفاعها مع سلع غذائية أخرى لا تزال تشهد صعودا رغم وصول أطنان من المساعدات الغذائية والدوائية، فيما تنفي حكومة النظام وجود ارتفاع وتؤكد أن مجموعة من المواد الغذائية انخفضت أسعارها، مشيرة إلى وجود استثناء في بعض المواد.
وقالت مصادر محلية من دمشق واللاذقية وحمص التي تخضع لسيطرة النظام، لـ"العربي الجديد"، إن الأسعار لم تنخفض وإعلان وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك غير صحيح، مؤكدة أن جميع المواد الغذائية متجهة للارتفاع، خاصة مع عدم استقرار سعر الصرف وتلاعب التجار واستمرار فرض الإتاوات من المليشيات وقوات الأمن.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال تاجر مواد غذائية من دمشق، فضل عدم ذكر اسمه لدواع أمنية، إن جميع المواد الغذائية لديه ارتفعت أسعارها، وتلك التي لم ترتفع لم تنخفض، مؤكدا أن هناك مادتين غذائيتين فقط سجلتا انخفاضا ليوم واحد ثم عاودتا الارتفاع مجددا وهما زيت دوار الشمس المتوسط الجودة والسكر، مؤكدا أن كيلوغرام الزعتر ازداد اليوم ألف ليرة.
وقال إنه قبل 3 أيام وردته نشرة أسعار بانخفاض سعر لتر زيت دوار الشمس ألف ليرة من 18800 ليرة إلى 17800 ليرة، لكنه عاد للارتفاع اليوم ليسجل قرابة 19 ألف ليرة، ومثله السكر الذي انخفض بحدود ألف ليرة وعاد للارتفاع ألفا أخرى، أما الزعتر فقد ازداد ألف ليرة دون أن يكون هناك أي انخفاض سابق.
وأوضح التاجر أنه مهما دخلت بضائع من خارج سورية لن تنخفض الأسعار لأن سبب الغلاء الأول هو الضرائب والإتاوات والنقل وسعر الصرف غير المستقر، والسوق لا يعتمد أسعار الصرف التي يحددها البنك المركزي الخاضع للنظام. إذ إن سعر الصرف لديه، اليوم الثلاثاء، هو 4522 ليرة سورية مقابل الدولار الأميركي الواحد، بينما السعر في السوق 6900 ليرة سورية مقابل الدولار الأميركي.
وأكد التاجر أنه لا يتوقع حدوث أي انخفاض لأن المساعدات لا تستهدف جميع السكان وليست للطرح في السوق، هذا إذا جرى إرسالها إلى مستحقيها، وإذا تمت سرقتها من قبل المسؤولين لا يعني ذلك أنهم سيبيعونها بسعر منخفض.
وقال التاجر إن ربط الوزارة انخفاض الأسعار أو ازديادها بمسألة المساعدات غير منطقي وهي توجه رسالة مبطنة بأن الحصار أو العقوبات المفروضة على النظام هي سبب ارتفاع الأسعار وهذا غير صحيح، السبب الرئيسي للارتفاع هو النظام وقوانينه.
وحدد المصرف اليوم في نشرته سعر صرف الدولار للصرافين والمصارف بـ4522 ليرة، بينما حدده للحوالات 6600 ليرة، بينما يعتمد التجار في الغالب التسعير وفق أسعار الصرف في السوق السوداء.
وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام قد أعلنت اليوم أنها "لاحظت انخفاضا في الأسعار مع ارتفاع معدل تدفق وانسياب المواد وانخفاض أسعارها بنسب متفاوتة ومن المتوقع استمرار معدل الانخفاض".
ونشرت الوزارة جدولا قالت إنه يبين واقع أسعار المواد الأساسية اليومي بتاريخ اليوم مقارنة مع أسعارها خلال الأسبوع الماضي قبل حدوث الزلزال.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، فقد وصلت اليوم قرابة 250 طنا من المساعدات الغذائية والطبية، ووصلت خلال الأيام الماضية 87 طائرة مساعدات إلى مناطق سيطرة النظام السوري تحمل أطنانا من المساعدات الغذائية.