تشهد أسعار خراف الأضاحي في الخرطوم انفلاتا واضحا هذا الموسم، حيث تراوحت الأسعار ما بين 35 و50 ألف جنيه سوداني (50 دولارا فما فوق)، مقارنة بالموسم المنصرم، والذي تراوحت فيه أسعار الأضحية ما بين 8 و13 ألف جنيه للرأس الواحد.
وبرر الموردون في الأسواق الرئيسة بمناطق الإنتاح وكبار التجار، في حديثهم لـ"العربي الجديد"، انفلات الأسعار هذا الموسم بصعوبة الترحيل من الولايات إلى الخرطوم، بسبب ارتفاع أسعار الوقود والتضخم، وانسحاب الوضع الاقتصادي الداخلي على المنتجين، والذي حد من قدرتهم على مقابلة تكلفة الإنتاج المتصاعدة يوميا.
وأعلنت غالب الأسر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، عن عجزها عن شراء الأضحية هذا الموسم بسبب انفلات الأسعار.
ووصف المواطن عثمان عمر قمر الدين، في حديث لـ"العربي الجديد"، الأسعار التي يروج لها تجار الخراف بأنها غير منطقية، ولن يتمكن المواطن العادي من توفيرها بسبب الضائقة المعيشية التي يعاني منها، وارتفاع أسعار أبسط السلع الضرورية لأسرته.
وأشارت ربة المنزل هبة حسين علي إلى إمكانية توفير مبلغ الأضحية، لكنها توقعت أن يؤدي ذلك لعجز في ميزانية أسرتها لأكثر من شهر، والتنازل عن شراء بعض المستلزمات الضرورية والكمالية بسبب شح السيولة.
وقالت إن أسعار الأضحية هذا الموسم 5 أضعاف مقارنة بالموسم السابق، مما يؤدي لحرمان أسر فقيرة كثيرة من أداء الشعيرة هذه السنة.
وقال التاجر بسوق الخوي بغرب كردفان أحمد إبراهيم شرحبيل، لـ"العربي الجديد"، إن أسعار خراف الأضحية في الولاية تتراوح ما بين 35 و40 ألف جنيه للرأس الواحد.
وشكا شرحبيل من ارتفاع تكلفة الترحيل من مناطق الإنتاج إلى الخرطوم، فضلا عن ارتفاع رسوم الجبايات على الطرق، والتي تفرض من قبل حكومات الولايات، ما يؤدي إلى وصول الرأس الواحد للمشتري النهائي بأم درمان والخرطوم بمبلغ 50 ألف جنيه فأكثر.
وقال عضو شعبة مصدري الماشية والتاجر مهدي الرحيمة لـ"العربي الجديد"، إن تعثر وعدم انسياب صادر الماشية الحية للسعودية بسبب بطء الإجراءات تسبب في تكدس 300 ألف رأس بالميناء تم حقنها وتجهيزها للصادر، ما يؤدي إلى توفر المعروض منها للأضحية وبكميات كبيرة تلبي حاجة المواطنين لموسم الأضحية وبأسعار في متناول أيديهم.
وأشار الرحيمة إلى الانسياب الكبير في الوارد اليومي منها للأسواق الرئيسية، غير أنه أكد ضعف الإقبال على الشراء، خاصة من قبل المنظمات والمؤسسات الحكومية والخاصة.
وكشف عن شراء بعض المنظمات الخيرية لـ3 آلاف رأس من الأبقار لذبحها وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين مجانا خلال عيد الأضحى، تم توفير غالبها من أسواق نيالا في دارفور.
ورجح التاجر والمصدر خالد وافي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، صعوبة شراء المواطنين للأضحية هذا الموسم بسبب الارتفاع الكبير في أسعارها، والذي فرضته الظروف الاقتصادية الضاغطة بالسودان والتي إنسحبت سلبا على السوق الداخلي، بجانب مشاكل التضخم والفجوة الكبرى في الأعلاف بنسبة تفوق الـ300% وارتفاع جوال العلف الواحد من 200 إلى 2000 جنيه، ومشاكل الوقود والديزل وارتفاع تكلفة الترحيل.
ونفى وافي وجود وارد كبير لخراف الأضاحي للأسواق الرئيسة بسبب الإشكالات المذكورة والتي عرقلت وصولها، فضلا عن تسبب تأخر الخريف وندرة الكلأ والمياه في مناطق الإنتاج المذكورة، ما دفع المنتجين إلى البحث عن مراع في مناطق بعيدة من الولايات.
وأشار إلى أن أسعار الخراف في تلك المناطق تصل إلى أكثر من 40 ألف جنيه فأكثر، وسترتفع عند وصولها للخرطوم إلى 55 أو 60 ألف جنيه للرأس.
وأعلنت المؤسسة التعاونية الوطنية للقوات المسلحة السودانية مؤخرا، عن توفير 80 ألف رأس من الضأن، لتغطية احتياجات المواطنين من الأضاحي.
وقال مديرعام أسواق البيع المخفض بالمؤسسة عبدالمعين حسن عبدالكريم، إن المؤسسة اتفقت مع 4 جهات وتجار مواش، وحددت ثلاثة أسعار تتراوح ما بين 37 و55 ألف جنيه للرأس.
وأشار إلى ثبات الأسعار المذكورة وفقا للعقودات التي أبرمت مع المنتجين، مع إمكانية مراجعتها حال حدوث انخفاض تخفيفا لأعباء المعيشة عن المواطنين، وارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام، لافتا إلى تجهيز مواقع للتجار للبيع المباشر للمواطنين.
(الدولار=451 جنيها سودانيا)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
