زيادة الإقبال على شراء النفط الروسي بعد عملية "طوفان الأقصى" والسقف السعري يفقد فاعليته
تهدد عملية "طوفان الأقصى"، ورد الفعل الإسرائيلي العنيف تجاه غزة بزيادة الضغط على أسواق الطاقة العالمية ودفع الدول والشركات العالمية للتدخل في سوق العقود المستقبلية لخامات البترول مشتريةً بكثافة خوفاً من ارتفاع خام برنت فوق 100 دولار للبرميل في حال تطور الحرب الإسرائيلية على القطاع.
ووفق محللين، فإنّ العقوبات الغربية التي أقرتها مجموعة السبع على النفط الروسي منذ أشهر، والخاصة بتحديد سعر برميل الخام الروسي بـ60 دولاراً كحد أقصى باتت تفقد جدواها بسرعة وغير فعالة بعد تطورات "طوفان الأقصى" التي هددت تداعياتها أسعار النفط وإمداداته.
وحسب نشرة "أويل برايس" تجاوز مزيج الخام الرئيسي في روسيا، الأورال، الحد الأقصى الذي فرضته دول مجموعة السبع، ويجري تداوله حالياً عند حوالي 75 دولاراً للبرميل.
وقال محللون، إن المخاطر التي تهدد أسواق الطاقة والأسواق المالية فورية وحقيقية بعد الحرب الإسرائيلية على غزة.
ومنذ عملية "طوفان الأقصى" يوم السبت، ارتفعت أسعار النفط بنحو 4% مع شن القوات الإسرائيلية هجوماً على غزة، وتزايد التساؤلات حول مدى تورط إيران في خطط غزة الهجومية، رغم نفي طهران المتكرر لذلك.
ويرى محللون أن أسعار النفط والغاز تتجه للارتفاع بشكل أكبر، بسبب "الخوف من أن الصراع الإسرائيلي مع قطاع غزة قد يجذب لاعبين آخرين" كما قال رئيس شركة استشارات الطاقة "ليبو أويل أسوشييتس" أندي ليبو، لصحيفة بوليتيكو.
وأقر مسؤولون غربيون بأن سياسة "السعر الأقصى" على النفط الروسي فقدت معناها مع ارتفاع أسعار الخامات الروسية في الأسواق الآسيوية، التي باتت المستهلك الرئيسي للخامات الروسية بعد العقوبات الغربية على الطاقة الروسية.
في هذا الصدد، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين لصحيفة "وول ستريت جورنال": "إننا ننظر إلى التنفيذ بعناية شديدة، ونريد التأكد من أن المشاركين في السوق يدركون أننا نأخذ هذا السقف السعري بجدية".
كما دعت يلين دول العالم إلى الالتزام بالحد الأقصى لسعر برميل النفط الروسي، في إشارة إلى أن الشركات لم تعد تتقيد بالسقف السعري.
من جانبه، قال كبير محللي شحن الناقلات في وكالة "ستاندرد آند بورز" الأميركية للتصنيف الائتماني، فوتيوس كاتسولاس، لمراسل "بوليتيكو" غابرييل جافين: "لقد فشل الحد الأقصى للسعر تماماً". وأضاف: "في جميع أنحاء السوق نتوقع أن يتم تداول جميع شحنات البراميل الروسية الآن فوق الحد الأقصى للسعر".
وقال محللون، إن الجهود الغربية الرامية إلى تقويض الحرب التي يخوضها الكرملين في أوكرانيا من خلال تحديد سقف الأسعار، لخفض الدخل النفطي في روسيا، لم تحقق الهدف المطلوب منها.
ويحذر مطلعون على الصناعة النفطية، من أنّ الآمال في احتمال نفاد الأموال النقدية لدى موسكو لشراء الأسلحة ورواتب الجنود تتلاشى، حيث تبيع روسيا صادراتها النفطية بسعر أعلى بكثير من 60 دولاراً للبرميل الذي فرضته دول مجموعة السبع، مدعومة بالطلب القوي من الصين والهند.
وكان عزل موسكو عن الأسواق العالمية ركيزة أساسية لاستراتيجية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لمواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى جانب توريد الأسلحة إلى أوكرانيا، لكن الآن تتوسع الدول والشركات في شراء النفط الروسي خوفاً من ارتفاع الأسعار ونقص الإمدادات بعد عملية "طوفان الأقصى" وارتداداتها على أسواق الطاقة العالمية.