انتقدت شركة "ستاربكس"، صاحبة سلسلة المقاهي الشهيرة، تضامن نقابتها مع ما أسمته بـ"هجوم حماس الإرهابي" على المدنيين الإسرائيليين، فيما عرف باسم عملية "طوفان الأقصى".
وعبرت نقابة "اتحاد عمال ستاربكس" على صفحتها على منصة التواصل الاجتماعي (X ) عن "تضامنها مع فلسطين"، وفقاً لما نشرته قنة "سي أن أن" الإخبارية، فوق صورة لجرافة تابعة للمقاومة الفلسطينية وهي تهدم سياجاً في قطاع غزة، خلال الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية نهاية الأسبوع الماضي، وفقاً لبعض المؤسسات الإخبارية التي شاهدت المنشور.
لكن المنشور اختفى بحذف التغريدة، بعد أن تسبب في حدوث تفاعل كبير معه، رغم الجدل الذي ظهر في تعليقات التابعين. ودعا بعض النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة متاجر "ستاربكس"، فيما لم يستجب اتحاد عمال ستاربكس لطلب "سي أن أن" للتعليق.
وفي منشور منفصل على موقع X، كتبت ماري كاي هنري، رئيسة اتحاد عمال موظفي الخدمات SEIU، إن العنف في إسرائيل وفلسطين غير معقول، و إن SEIU تقف مع كل من يعاني، بينما تدين بشدة معاداة السامية وكراهية الإسلام والكراهية بجميع أشكالها. ودعت ماري الله من أجل التوصل لحل سريع، ومستقبل يمكن للجميع فيه أن يكونوا سعداء وآمنين ويعيشون بكرامة. ويتبع "اتحاد عمال ستاربكس" الاتحاد الذي ترأسه ماري.
وقالت "ستاربكس" في منشور إنها تدين بشكل لا لبس فيه ما أسمته "أعمال الإرهاب والكراهية والعنف"، وإنها تختلف مع التصريحات والآراء التي عبر عنها الاتحاد الذي يضم العاملين فيها. وأضافت الشركة "كلمات وأفعال اتحاد العمال تخصهم، هم وحدهم".
وفي سياق متصل، أرسلت "ستاربكس" بشكل منفصل مذكرة للموظفين يوم الأربعاء حول الحرب بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، كان نصها "كفريق قيادي، نريد أن نعرب مرة أخرى عن تعاطفنا العميق مع أولئك الذين قتلوا وجرحوا وتشردوا وتأثروا في أعقاب أعمال الإرهاب الشنيعة، وتصاعد العنف والكراهية ضد الأبرياء في إسرائيل وغزة هذا الأسبوع".
وكتبت سارة كيلي، نائب الرئيس التنفيذي لشركة "ستاربكس" والمدير الشريك الرئيسي: "ستاربكس تدين بشكل لا لبس فيه أعمال الكراهية والإرهاب والعنف". وأشارت الرسالة إلى أن الموظفين لديهم إمكانية الحصول على المساعدة فيما يخص صحتهم العقلية، وأن الشركة ستقدم مبلغاً مماثلاً لما يتم جمعه من تبرعات للجمعيات الخيرية "المؤهلة".
ويذكر أن "ستاربكس" في معركة مريرة ضد اتحاد العمال، حيث اختلفت مع تصريحاتها وعارضت ادعاءاتها مراراً. لكن تلك النزاعات كانت مرتبطة إلى حد كبير بعمليات "ستاربكس"، وليس بالأحداث العالمية.
وانطلقت في العديد من البلدان العربية، خلال الساعات الأخيرة، دعوات لمقاطعة منتجات الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة، في أعقاب الأحداث الدامية التي شهدتها الأراضي المحتلة، رداً على عملية "طوفان الأقصى" التي أوجعت الكيان كما لم يحدث منذ عقود.
وجاء جزء كبير من تلك الدعوات باتجاه الشركات الأميركية، وبصورة خاصة بعد إعلان واشنطن غير المشروط عن دعمها الكامل، عسكرياً ودبلوماسياً ومالياً، لإسرائيل، في عدوانها على قطاع غزة. وفي حين تصدّرت شركة "ماكدونالدز" القائمة، بعد إعلانات تضامن وتبرعات وتخفيضات لجيش الاحتلال، من خلال متاجرها في الأراضي المحتلة، جاءت "ستاربكس" ضمن أكثر الشركات المرشحة للانضمام إلى قائمة المتاجر المُقاطَعة.
وفي سياق آخر، أصدر ائتلاف من المجموعات الطلابية بجامعة هارفارد، والتي تشكل مجموعات التضامن مع فلسطين بجامعة هارفارد، في وقت سابق من هذا الأسبوع بياناً يحمّل "النظام الإسرائيلي المسؤولية كاملة عن كل أعمال العنف التي تتكشف". ولكن بعض الطلاب ومجموعاتهم اضطروا في وقت لاحق لمحاولة النأي بأنفسهم، حيث سحبوا موافقتهم على البيان، بعد ردات فعل عنيفة داخل الجامعة وخارجها.
وقال العديد من هؤلاء إنهم لم يقرؤوا البيان قبل التوقيع عليه. وفي وقت لاحق من صباح اليوم الجمعة، سارت شاحنة تحمل لوحات إعلانية بالقرب من حرم جامعة هارفارد، عارضة أسماء وصور الموقعين، الأمر الذي أثار في حد ذاته انتقادات بشأن احتمال تعريض هؤلاء الأشخاص للخطر.