ستارمر يحاول إقناع البريطانيين بمنحه وقتاً "لإعادة بناء" الاقتصاد

24 سبتمبر 2024
أمام بورصة لندن، 25 سبتمبر 2015 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- كير ستارمر يواجه تحديات كبيرة في مؤتمر حزب العمال السنوي، منها الجدل حول الهدايا وتقديم رؤية اقتصادية مقنعة، مشدداً على أن الإجراءات القاسية ضرورية على المدى البعيد.
- جوناثان تونغ يشير إلى ضرورة تقديم ستارمر رؤية راديكالية لتبرير استبدال الحكومة، مع التركيز على حلول حقيقية لأزمة كلفة المعيشة، بينما وزيرة المال راشيل ريفز تحاول طمأنة المواطنين.
- الناشطون يعبرون عن الحاجة لتحسين البنية التحتية والخدمات العامة، مع الإشادة ببعض الإجراءات مثل تأميم السكة الحديد وإنشاء مؤسسة للاستثمارات في الطاقة.

يحاول رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر اليوم الثلاثاء خلال مؤتمر حزبه إقناع البريطانيين بمنحه وقتاً "لإعادة بناء" اقتصاد البلاد، فيما تغرق حكومته في جدل حول هدايا تلقاها وزراء.

ويبدو أن فترة السماح لم تستمر طويلاً في ما يخص ستارمر (62 عاماً) الذي تولى الحكم بعد انتصار كبير لحزب العمال في انتخابات الرابع من يوليو/تموز التشريعية. ويلقي الزعيم العمالي خطاباً في الساعة 13,00 ت غ (14,00 بالتوقيت المحلي) في ليفربول في شمال إنكلترا.

ومضت 15 عاماً قبل أن ينظم حزب العمال مؤتمره السنوي وهو في الحكم. وأمام آلاف من الناشطين والمسؤولين المحليين، يتوقع أن يتمسك ستارمر بنهجه الجدي والحذر في ما يتعلق بالموازنة، الأمر الذي عبر عنه منذ دخوله داونينغ ستريت.

وجاء في الخطاب أن "الامر سيكون قاسياً على المدى القصير، لكنه الأمر السليم الذي ينبغي القيام به لبلادنا على المدى البعيد. وسيصب في مصلحتنا جميعاً". وتواجه الحكومة جدلاً حول هدايا تلقاها العديد من أعضائها، بينهم ستارمر نفسه.

وقال جوناثان تونغ أستاذ العلوم السياسية في جامعة ليفربول لفرانس برس "على كير ستارمر أن يعرض رؤية (...) في حين أنه اكتفى حتى الآن بالتحدث عن ثقب (في المالية العامة) ورثه حزب العمال (من المحافظين) ويناهز 22 مليار جنيه إسترليني".

وأضاف: "عليه أن يكون راديكالياً إلى حد ما، وإلا فسيتساءل الناس ما مصلحتنا في استبدال حكومة محافظة بحكومة عمالية إذا كانت تقوم عموماً بالأمور نفسها؟".

ستارمر أمام تحدي الموازنة

تشكل الموازنة المقبلة التي ستعرض في 30 أكتوبر/تشرين الأول مرحلة بالغة الأهمية في هذا الصدد، رغم أن ستارمر سبق أن حذر من أنها ستكون "مؤلمة".

ومما سيقوله رئيس الوزراء أيضاً في خطابه "أعلم أن أزمة كلفة المعيشة أرخت بظلها" على حياة الناس اليومية، وباتوا "يحتاجون إلى راحة وطمأنينة. ولعلهم صوتوا للحزب العمالي لهذا السبب".

وسيضيف في حضور ممثلي نقابات العمال، ذوي التأثير الكبير داخل الحزب، "لم يتغير مشروعنا ولن يتغير أبداً. لقد غيرت الحزب العمالي لأجعله في خدمة العمال. وهذا بالضبط ما سنفعله للمملكة المتحدة، لكنني لن أقوم بذلك باللجوء الى أجوبة سهلة، لن أقوم به عبر خلق آمال كاذبة".

الاثنين، حاولت وزيرة المال راشيل ريفز طمأنة المواطنين البريطانيين في خطابها في ليفربول، مستبعدة "أي عودة إلى التقشف" ومشددة على "تفاؤلها" الكبير "في ما يخص بريطانيا".

لكن هذه الكلمات لم تقنع الناشطين المشاركين في المؤتمر تمام الإقناع، خصوصاً مع انتقادهم الشديد لإلغاء معونة في مجال الطاقة لملايين المتقاعدين وعدم زيادة الضرائب على الأكثر ثراء.

وفي هذا السياق، قالت جيني وورد (76 عاماً) الناشطة المتحدرة من ويندسور والتي تواظب على حضور مؤتمرات الحزب منذ أعوام "لا شك في أن البلد محطم في اللحظة الراهنة. نحتاج إلى طرق سليمة ومستشفيات ومدارس تعمل"، مؤكدة أن من واجب الحكومة "ان تكسب ثقتنا" مجدداً لجهة قدرتها على تحسين الأمور وجذب الاستثمارات.

من جانبه، أشار الناشط الشاب فرايزر (21 عاماً) عضو اتحاد Labour Unions الذي يجمع نقابات تنتمي إلى الحزب العمالي، إلى "إجراءات جيدة" تم اتخاذها، مثل تأميم شبكة السكة الحديد أو إنشاء مؤسسة عامة للاستثمارات في مجال الطاقة. لكنه تدارك "يبقى عمل كثير لا بد من القيام به".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون