ابتلى العالم بفيروس كورونا. الخسائر البشرية كبيرة، إلا أنها لا تقتصر على الأرواح فقط، إذ إن الملايين فقدوا مصادر دخلهم، وسط أسواق غير قادرة على توليد البدائل الوظيفية بسبب الإغلاق وتبعاته المدمرة على الاقتصادات.
التفاؤل الذي ساد خلال النصف الرابع من العام 2020، بسبب بدء الإعلان عن جدوى اللقاحات، تبدد في بداية العام 2021. موجة السلالات الجديدة سريعة الانتشار رفعت أعداد الإصابات وأعادت غالبية الدول إلى قواعد الإغلاق الصارمة. الشركات الصغرى والمتوسطة كانت الأكثر تأثراً، مع قدرات مالية محدودة لا تغطي كلفة الإغلاق. لكن صرف الموظفين تمدد إلى كبرى الشركات في العالم.
خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، أعلنت مؤسسات عالمية خسائرها، وخططها لتخفيف حدّة الأزمات المالية التي تعصف بها، ومن ضمنها التخلي عن آلاف الوظائف في 2021، فما هي أبرز هذه الشركات وفق رصد قام به "العربي الجديد"؟
سيمنس إنرجي: 7800 وظيفة
كشفت سيمنس إنرجي، الموردة للتوربينات في قطاع الكهرباء، اليوم الثلاثاء عن خفض 7800 وظيفة بحلول 2025 لزيادة الهوامش والتنافسية. وقال كريستيان بروخ الرئيس التنفيذي للشركة "سوق الطاقة تتغير بشكل كبير مما يوفر لنا فرصا، لكن في الوقت ذاته يمثل لنا تحديات كبيرة. "سنقوم بتلك التدابير على أفضل نحو ممكن على صعيد المسؤولية الاجتماعية".
"توبشوب": 2500 وظيفة
يؤدي استحواذ شركة "أسوس" لبيع الملابس الجاهزة عبر الإنترنت على العلامة التجارية البريطانية "توبشوب" التابعة لمجموعة "أركاديا" المفلسة، إلى إغلاق 70 متجرا وإلغاء 2500 وظيفة، وفق ما ذكر مصدران مطلعان على الملف لوكالة "فرانس برس" أمس الإثنين.
يندرج هذا الإعلان في سياق أزمة أشمل غير مسبوقة للمتاجر البريطانية، التي تجاوزتها التعاملات عبر الإنترنت وتأثرت بالوباء، ويتوالى إعلان إفلاسها.
البنك التجاري الألماني: 10 آلاف وظيفة
أعلن البنك التجاري الألماني في 28 ديسمبر/ كانون الأول الماضي أن إدارته اقترحت شطب عشرة آلاف وظيفة بموجب برنامج قيود يهدف إلى زيادة الرقمنة، وتقليل عدد الفروع، وخفض التكاليف السنوية.
وأعلن البنك في بيان للمستثمرين أن الخفض سيطاول واحدة من كل ثلاث وظائف في البنك بألمانيا. وستمكن زيادة الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية من تقليل شبكة فروع البنك من 790 إلى 450 فرعا. كما ستخفض التكاليف بنحو 1.4 مليار يورو أو 20 بالمائة بحلول 2024.
شل: 330 وظيفة
أعلنت شركة شل في 12 ديسمبر الماضي عن خطط لإلغاء 330 وظيفة من عملياتها في بحر الشمال في أعقاب وباء فيروس كورونا . وفي سبتمبر، كشفت شركة النفط العملاقة عن خطط لإلغاء ما بين 7000 و 9000 وظيفة على مستوى العالم استجابة لانهيار الطلب على النفط خلال جائحة Covid-19.
سيتأثر جانب المنبع في المملكة المتحدة من الأعمال في هذه الجولة الأخيرة من التخفيضات، مع تخفيض حوالي 1330 وظيفة إلى حوالي 1000 على مدار العامين المقبلين.
ميشلان: 2300 وظيفة
وفي الأسبوع الأول من ديسمبر، أعلنت مجموعة ميشلان الفرنسية المصنعة للإطارات الأربعاء إنها تعتزم اقتطاع ما يصل إلى 2300 وظيفة في فرنسا مع التركيز في الوقت نفسه على نشاطاتها خارج نطاق عملها الرئيسي.
وقالت ميشلان إن الخطة التي تستمر نحو ثلاث سنوات، لن تتضمن عمليات تسريح بشكل مباشر، بل تسعى إلى عدم استبدال عمال لدى تقاعدهم وتعرض مبالغ من الأموال على أشخاص يرغبون في المغادرة. وتوظف الشركة قرابة 20 ألف شخص حاليا في فرنسا.
وتضررت ميشلان بسبب المنافسة من مصنّعي إطارات متدنية الكلفة، وخفضت قوتها العاملة بنحو 1500 منذ العام 2017 في فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة.
دانون: 500 وظيفة
اعلنت شركة "دانون" الفرنسية للصناعات الغذائية التي تراجعت مبيعاتها بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، نيتها في 23 نوفمبر / تشرين الثاني الماضي إلغاء حتى ألفي وظيفة في مقارها في فرنسا والخارج "لتبسيط" تنظيمها وإعادة تحريك النمو.
وأكدت أن "عملية التسريح ستطاول كافة بنى الفرق المشتركة كمقارها في أمستردام وسنغافورة وباريس"، وستمتد التسريحات حتى العام 2021.
مصرفان إسبانيان: 5.8 آلاف وظيفة
كشف "بانكو سانتاندير" أكبر المصارف الإسبانية خلال اجتماع مع النقابات في نوفمبر الماضي أيضاً أنه ينوي إلغاء أربعة آلاف وظيفة في إسبانيا حتى 2021 على ما أفاد وكالة "فرانس برس" ممثل عن نقابة اللجان العمالية، مشددا على أن إلغاء الوظائف عائد بشكل أساسي إلى الارتفاع في الخدمات عبر الانترنت وهو تحول "سرَعته جائحة" كوفيد-19.
وكان خامس أكبر مصارف البلاد "بانكو ساباديل"، أعلن قبله بأيام نيته تسريح 1800 موظف في إطار عملية إعادة هيكلة واسعة.
إكسون موبيل: 3500 وظيفة
وفي نهاية أكتوبر / تشرين الأول الماضي، أعلنت مجموعة النفط الأميركية العملاقة "إكسون موبيل" أنها ستلغي 1900 وظيفة في الولايات المتحدة، و 1600 وظيفة في أوروبا قبل نهاية العام 2021، في إطار جهودها لخفض التكاليف والتي زادتها إلحاحاً تداعيات كوفيد-19.