- تواجه الجمعيات الأهلية تحديات كبيرة بسبب القيود المفروضة من قبل سلطات الاحتلال والعراقيل في تحويل المساعدات المالية، مع غلاء قياسي للمواد الغذائية يزيد حاجة الأسر المتعففة.
- الوضع الإنساني في رفح كارثي مع تكدس النازحين وانتشار الأمراض، لكن التبرعات التونسية تواصل تدفقها، ما يساعد في تأمين الغذاء والرعاية الصحية ويمثل دعماً معنوياً للنازحين.
تحاول المبادرات التونسية المدنية تخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة خلال شهر رمضان، عبر توفير وجبات غذائية للأسر المتعففة، رغم صعوبات كبيرة تعترض القائمين على المبادرة في تلقي تحويلات المتبرعين، وتوفير المواد الأساسية الشحيحة في المنطقة.
ويؤكد رئيس جمعية الأخوة الفلسطينية التونسية حاتم الشوا، تركيز تدخلات الجمعية منذ بداية شهر رمضان في منطقة رفح، حيث يتولى المشرفون يومياً إعداد 1000 وجبة للأسر المتعففة، فضلاً عن توزيع طرود غذائية ومبالغ مالية.
واعتبر الشوا في حديث لـ"العربي الجديد" أن مواصلة توفير الوجبات اليومية على امتداد شهر رمضان تحدّ صعب تخوضه الجمعية، نتيجة صعوبة الحصول على التحويلات المالية من المتبرعين، وشح المواد التموينية الأساسية، فضلاً عن ارتفاع أسعارها بشكل خيالي.
وقال المتحدث إن توزيع الوجبات في رفح لم يكن خيار الجمعية، حيث جرى تحديد مربّع تدخلها من قبل سلطات الاحتلال التي لم تسمح لها بالنشاط في قطاع غزة، وخاصة شماله، حيث توجد هناك مجاعة حقيقية.
وتحدث الشوا عن العراقيل والصعوبات التي تعترض المنظمات الأهلية التي تعمل في غزة منذ بدء العدوان عليها، لافتاً إلى أن هناك تقييداً لعمل الجمعيات واستهدافاً للناشطين فيها.
تابع: "نجد صعوبة في جمع التبرعات التي تأتي أساساً عبر تحويلات من تونسيين في الخارج، أو من متبرعين من تونس، لكن هذه التحويلات تبقى مهمة جداً في توفير أكبر قدر ممكن من الوجبات اليومية للصائمين".
وأكّد الشوا أن السلع الأساسية لإعداد الوجبات تكلف يومياً نحو 4 آلاف دولار، موضحاً أن الغلاء القياسي للمواد الغذائية يزيد في حاجة الأسر المتعففة للمساعدات بمختلف أشكالها.
وشدد الشوا على أهمية المبادرات الإنسانية في بعديها الرسمي الدبلوماسي، أو الأهلي، لمساعدة النازحين في غزة، خلال شهر الصيام، مبدياً مخاوف حقيقيّة من زيادة تأزم الأوضاع في حال اجتياح الاحتلال المنطقة التي يتكدس فيها ما يزيد عن 1.5 مليون نازح.
وأضاف: "رغم العراقيل الكبيرة في تحويل المساعدات المالية فإن المتبرعين التونسيين أبدوا منذ بدأ العدوان على غزة التزاماً كبيراً بمواصلة تدفق التبرعات، ما يساعد الجمعية على مواصلة القيام بدورها الإنساني، وتأمين الغذاء والمساعدات النقدية والعينية لمستحقيها".
وتحّدث الشوا عن وضع إنساني كارثي في رفح مع تدكس النازحين في الخيام، وغياب المرافق الصحية، ما تسبب بانتشار الأمراض والأوبئة، ويضع المنظمات الأهلية أمام تحديات إضافية بتوفير الدواء، والحد الأدنى من الرعاية الصحية للنازحين.
ويعتبر رئيس جمعية الأخوة التونسية الفلسطينية أن وجبات الإفطار والتبرعات التي تصل من التونسيين إلى مستحقيها تمثل دعماً معنوياً مهماً للنازحين الذين يواجهون وضعاً نفسياً صعباً.