عندما يرتفع سعر البنزين أو السولار ترتفع أسعار كل شيء، زيادات تبدأ من المطاعم وساندويتش الفلافل والأغذية وسيارات الأجرة ورسوم النقل ولا تنتهي عند مصروفات الدروس الخصوصية.
وعندما تقرر حكومة ما زيادة سعر الوقود، نجد زيادة سريعة في أنبوبة الطهي، تسعيرة المواصلات العامة، تكلفة شحن ونقل البضائع، فواتير الكهرباء والمياه، وكذا أسعار السلع الغذائية بسبب الاستخدام الكثيف للسولار في المعدات الزراعية مثل الجرارات وماكينات الري وحرث الأرض ونقل المحاصيل للأسواق وتجهيز وفرز وتعبئة وتغليف السلعة في محطات التعبئة.
كما ترتفع أسعار الدواجن واللحوم والأسماك والأدوات الكهربائية والاستهلاكية والسلع المعمرة والملابس، بل وتزيد تعريفة الطبيب والادوية والتعليم وغيره.
وبسبب تلك الأهمية القصوى للوقود فإن لهذا الملف حساسية شديدة عند المواطن، ولذا تتأنى الحكومات وتفكر مرات قبل الإقدام على زيادة سعر المحروقات خوفاً من ردة فعل الشارع.
وكم شاهدنا متظاهرين غاضبين حول العالم يحرقون الأماكن العامة والمقار الحكومية ومحطات التموين والمواصلات العامة عقب صدور قرار رسمي بزيادة سعر البنزين والسولار مثلا.
في الفترة الماضية زادت أسعار الطاقة، واتسعت رقعة الاحتجاجات والتظاهرات حول العالم، رفضاً لارتفاع أسعار الوقود من بنزين وسولار وغاز طبيعي وحتى مازوت، أو عدم توافر المشتقات البترولية من الأصل.
وقلما تجد دولة أو منطقة لم تشهد حراكاً واضطرابات ضد زيادة السعر، خاصة مع الزيادات المتواصلة في أسعار النفط والغاز، والتي غذتها موجة تضخمية جامحة وتداعيات حرب أوكرانيا.
وشهدت تلك التظاهرات سقوط قتلى وجرحى خاصة في الدول المستوردة للطاقة بكثافة وتعاني مراكزها المالية من ضعف سيولة وندرة في النقد الأجنبي.
في الفترة الماضية زادت أسعار الطاقة، واتسعت رقعة الاحتجاجات والتظاهرات حول العالم، رفضاً لارتفاع أسعار الوقود من بنزين وسولار وغاز طبيعي وحتى مازوت، أو عدم توافر المشتقات البترولية من الأصل.
رأينا المظاهرات تشتعل في العديد من الدول، إيران، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، كازاخستان، سريلانكا، سيراليون، إندونيسيا، غينيا، هايتي، جورجيا، جنوب أفريقيا، سيراليون.
واندلعت تظاهرات في معظم دول أميركا اللاتينية، المكسيك، الأرجنتين، بيرو، بنما، سلفادور، هندوراس، نيكاراجوا وغيرها.
وقبل شهور أعلنت الإكوادور حالة الطوارئ بعد احتجاجات على زيادة أسعار الوقود. وسبقتها مباشرة بيرو التي فرضت حظر تجول بعد اندلاع تظاهرات واسعة.
كما امتدت التظاهرات إلى ولايات أميركية مثل كاليفورنيا، واضطر أميركيون إلى عبور الحدود إلى المكسيك للحصول على وقود أرخص مع غلاء السعر عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وفي المنطقة العربية، رأينا تظاهرات في لبنان وتونس والعراق وسورية واليمن والسودان وموريتانيا. كما رأينا احتجاجات في المغرب، عقب حدوث زيادة كبيرة في أسعار المحروقات مع انفلات التضخم خلال الفترة الأخيرة.
الأرقام تشير إلى أن زيادة تكلفة الوقود أججت المظاهرات في أكثر من 90 دولة منذ العام الماضي وحتى الآن.
السؤال: هل تتواصل تلك التظاهرات حول العالم، خاصة مع توقعات بزيادة سعر النفط في الفترة المقبلة بسبب قرار تحالف "أوبك+" خفض الإنتاج النفطي مليوني برميل بداية من نوفمبر، أم تهدأ مع توقعات أخرى بدخول الاقتصاد العالمي مرحلة ركود يقل فيها الطلب على منتجات الطاقة؟