شهدت أدوية بروتوكول علاج "فيروس كورونا" الذي حددته وزارة الصحة المصرية ما بين أدوية المناعة والفيتامينات وخفض درجة الحرارة، ارتفاعاً كبيراً بأسعارها ما بين 20 إلى 25% بمحافظات الصعيد (جنوب مصر) نتيجة القفزات المتتالية لمنحنى ارتفاع الإصابات بين المواطنين بالفيروس، وتزايد حالات العزل للمرضى بالمنازل والمستشفيات.
زيادة الطلب
قال الصيدلي ياسر محمود، إن أدوية بروتوكول علاج الفيروس متوفرة بالصيدليات، إلا أن الأزمة الكبيرة هي التهافت على الصيدليات من قبل المواطنين لشرائها بهدف تخزينها، انتظارًا لساعة الاحتياج إليها، ما أدى إلى زيادة الطلب عليها وزيادة مبيعاتها، وبالتالي ارتفاع أسعارها.
وأوضح محمود أن ارتفاع نسبة الوفيات بين المواطنين المصابين بمحافظات الصعيد خلال الأيام الماضية، أدى إلى وجود حالة من الهلع بين المواطنين، محذراً من نقص عدد من أدوية بروتوكول الفيروس خلال الأيام القادمة، في ظل شدة التهافت على الشراء.
ومن الأدوية المستخدمة في علاج "فيروس كورونا" والتي شهدت ارتفاعاً في أسعارها بصيدليات محافظات الصعيد، عقار "البلاكونيل" الذي بلغ 90 جنيهاً بدلاً من 70 جنيهاً (الدولار = نحو 15.63 جنيهاً)، و"لاكتوفيرين" بين 155 و165 جنيهاً بدلاً من 150 جنيهاً، كما ارتفعت أسعار عشرات الأدوية الأخرى التي يصفها الأطباء في "الروشتة" ما بين المتوسطة والمرتفعة حسب حالة كل مصاب.
تكلفة العلاج
وكشف صيدلي، فضل عدم ذكر اسمه، أن تكلفة علاج المصاب بكورونا بمحافظات الصعيد تصل إلى ما بين 800 إلى 1000 جنيه خلال الأسبوع الواحد، بخلاف الإشاعات والتحاليل والمسحة وتكاليف "أسطوانة الأكسجين".
وأوضح أن العشرات من المصابين أصبحوا لا يفضلون مستشفيات العزل بالصعيد، لعدة أسباب من بينها قلة الإمكانيات وعدم الاهتمام، وهروب الأطباء وأطقم التمريض، لعدم وجود وسائل تمكنهم من القيام بواجبهم المهني، مضيفاً أن "نظرة المصابين لمستشفيات العزل أصبحت تشير إلى أن الداخل إليه "مفقود" وبالتالي فضل البعض الحجر المنزلي".
وأكد الصيدلي أن أعداد مصابي كورونا في تزايد مستمر بمحافظات الصعيد، وبالتالي أصبح الوضع خطيرا في مستشفيات العزل وأيضا داخل البيوت، مطالباً بالإسراع في توفير المستلزمات الطبية من كمامات وأدوية بمستشفيات العزل لمواجهة تلك الجائحة، مشيراً إلى نقص في أدوية فيتامين سي ومعززات المناعة وعدد من أنواع المضادات الحيوية بمستشفيات الصعيد، مما أدى إلى زيادة حالات الوفاة خاصة أهالي القرى.
غضب المواطنين
وانتقد عدد من المواطنين بمحافظات صعيد مصر، ارتفاع أسعار أدوية علاج كورونا، مؤكدين أنه أمر غير محتمل وتعجيزي، إذ شدّد محمد محمود "محاسب" في حديثه لـ"العربي الجديد" على رفضه لارتفاع أسعار أدوية كورونا، مشيرا إلى أن هناك مواطنين بالصعيد لا يجدون قوت يومهم، ويموتون من شدة المرض رغم صغر سنهم.
وعبرت أماني لطفي (موظفة) عن غضبها من ارتفاع أسعار الأدوية بالصيدليات بصفة عامة، مؤكدة لـ"العربي الجديد" أن موجات ارتفاع الأسعار لم تترك شيئا من سلع غذائية إلى الملابس والعلاج، في حين أن الميزانية الشهرية التي يتم تخصيصها لأي طارئ تلاشت مع الغلاء. ويشير مكي السيد (محامٍ) إلى أن ارتفاع أسعار أدوية كورونا بالصيدليات غير محتمل، فالعلاج لا يمكن الاستغناء عنه.
وبدوره شدّد الطبيب إبراهيم الزيات، على ضرورة توفير مستلزمات العلاج ومكافحة العدوى بالمستشفيات، خاصة بعد دخول مصر ذروة الإصابات بفيروس كورونا، مضيفاً أن نقيب الأطباء حسين خيري، خاطب أخيراً رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، من أجل إتاحة المستلزمات الواقية للفرق الطبية في المستشفيات، خاصة وأن وفيات الأطباء والأطقم المساعدة لهم أصبحت في ازدياد يومي.
إجراءات حكومية
وفي رد فعل رسمي على تزايد انتشار الوباء في الصعيد والانتقادات الموجهة للحكومة من حيث ضعف الاستعدات والبنية الصحية وتهالك المستشفيات، أوضح مستشار وزيرة الصحة المصرية، خالد مجاهد، في بيان نهاية الأسبوع الماضي، أن وزيرة الصحة هالة زايد، تابعت معدل انتشار فيروس كورونا في محافظة سوهاج (جنوب)، ونسب الإصابات والوفيات ومعدلات الشفاء، وتردد حالات الاشتباه على المستشفيات. وأضاف مجاهد، "أنه يتم استقبال حالات فيروس كورونا بـ 17 مستشفى على مستوى المحافظة بطاقة سريرية 1551 سريرا داخليا وعناية مركزة، و53 جهاز تنفس صناعي، وذلك بعد أن تم التوسع في المستشفيات التي تستقبل مرضى فيروس كورونا بالمحافظة".
ولفت إلى توافر الأكسجين الطبى بجميع المستشفيات في محافظة سوهاج بإجمالى سعة 47 ألفًا و890 لترا من الأكسجين بتنكات المستشفيات و1347 أسطوانة أكسجين، ويتم التوريد العاجل باستمرار بالتنسيق مع غرفة الإمداد المركزية بالوزارة، كما أكد توافر مخزون كاف من المستلزمات الطبية والوقائية بجميع المستشفيات.