قال محمد مصطفى، رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني، اليوم الأربعاء إن إعادة إعمار غزة من خلال بناء الوحدات السكنية ستتطلب ما لا يقل عن 15 مليار دولار، وذلك بعد أن أدى العدوان الوحشي الذي تشنه إسرائيل على القطاع إلى تسوية مساحات واسعة من غزة بالأرض.
وأضاف خلال حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أن القيادة الفلسطينية ستركز، على المدى القصير، على المساعدات الإنسانية بما في ذلك الأغذية والمياه، لكن التركيز سيتحول في نهاية المطاف إلى إعادة إعمار غزة.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المتواصلة منذ السابع من أكتوبر 2023 الماضي، عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى استهداف البنية التحتية وتدمير المنشآت التجارية والمصانع وقطاع المطاعم والسياحة بشكلٍ مكثف، لا سيما في مدينة غزة التي تعتبر الأكثر نشاطاً من الناحية الاقتصادية.
وأدت الحرب إلى نزوح أغلب سكان القطاع وعددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، ونزح بعضهم عدة مرات، وأحدثت أزمة إنسانية مع تناقص الأغذية والوقود والمستلزمات الطبية.
وقال مصطفى "إذا استمرت الحرب في قطاع غزة، فمن المرجح أن يودي الجوع بحياة أشخاص أكثر ممن قد يُقتلون في الحرب".
وأفاد بأن الخطوات الأولى قبل إعادة إعمار غزة ينبغي أن تتمثل في إعادة الأغذية والأدوية والمياه والكهرباء إلى القطاع المحاصر.
وقبل الحرب الإسرائيلية على غزة كانت معدلات البطالة تلامس 50% بشكل عام، وفي صفوف الشباب الخريجين 60%، أما في صفوف الإناث فتصل إلى 80%، فضلاً عن اعتماد قرابة 80% من السكان على المساعدات التي تقدمها المؤسسات المانحة.
ومن المتوقع أن ترتفع النسبة بشكل أكثر حدة خلال الفترة المقبلة مع انتهاء الحرب. ويقول مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة في حديث سابق مع "العربي الجديد"، إن التقديرات الحكومية الأولية للخسائر المباشرة للحرب على قطاع غزة تبلغ نحو 12 مليار دولار، مشيرا إلى أن هذه التقديرات لا تشمل الخسائر غير المباشرة التي تسبب فيها العدوان على القطاع.
ومع نزوح قرابة مليوني نسمة من أماكن سكنهم، فإن كوارث وأزمات إنسانية كبرى يواجهها هؤلاء جراء حالة الحصار الإسرائيلي الذي شدد الاحتلال الإسرائيلي خناقه مع بداية الحرب الحالية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأغلق جيش الاحتلال المعابر الحدودية مع غزة وقطع الكهرباء عنها، ويسمح بدخول كميات شحيحة من الغذاء والمساعدات عبر معبر رفح جنوبا، بعد تفتيشها من قبل قواته في معبر العوجا الذي يربطه بمصر.
(رويترز، العربي الجديد)