كورونا يضرب مبيعات الذهب في غزة وينعش تصنيعه

في أحد مصانع الذهب، شرق مدينة غزة، يعمل عدد من الأشخاص بتركيز عالٍ على إنتاج خواتم ومجوهرات ذهبية.
ويتفقد غسان سكيك، صاحب المصنع، المشغولات الذهبية قائلا "إن صناعة الذهب شهدت تحسنا خلال جائحة كورونا، بسبب الإغلاق الذي فرضته، ومُنع بسببه استيراد الذهب المُصنّع".
وهو ينظر إلى خاتم تم الانتهاء من صناعته للتو، أضاف قائلا: "تطورت صناعة الذهب في غزة، ولو توفّرت لدينا الأجهزة والآلات اللازمة، لكانت جودة مشغولاتنا الذهبية تُضاهي المستوردة".
وقال إن الحصار الإسرائيلي، المفروض على القطاع للعام الـ15 على التوالي، تسبب بـ"عدم توفر قطع الغيار اللازمة لإصلاح أجهزة صناعة المجوهرات الذهبية".
وفي إطار حديثه عن حركة السوق، قال سكيك إن سوق الذهب يشهد، منذ نحو 10 سنوات، حالة من الركود جرّاء الحصار، فاقمتها اليوم جائحة كورونا.
وبيّن أن موسم الأعراس في غزة كان يلقي بظلاله الإيجابية على سوق الأفراح، بحيث تشتري العرائس بمبلغ كبير من مهرها ذهبا.
إلا أن الوضع بات مختلفا هذه الأيام، وفق سكيك، حيث تسببت الجائحة بتدهور الأوضاع الاقتصادية وانخفاض قيمة المهور.
وذكر أن المهور قبل نحو 10 سنوات كانت تتيح للعروس شراء نحو 150 غراما من الذهب، إلا أنه اليوم بالكاد يكفي لشراء 50 غراما أو أقل.
وأشار إلى أن شراء الذهب في غزة بات مقتصرا على المناسبات فقط، أو في بعض الحالات القليلة للادخار.

أسواق

التحديثات الحية

أسواق غزة في رمضان: حركة تجارية نشطة رغم زيادة الأسعار

كما أن سوق الذهب يعمل مؤخرا بنسبة 90 بالمئة في مجال شراء الذهب من الزبائن، و10 بالمئة فقط للمبيعات، وفق سكيك.
ويتفق ياسر حبوب، النقيب السابق لتجّار الذهب في غزة، مع سكيك في ما ذهب إليه.
ويقول حبوب إن حالة غير مسبوقة من الركود تسود سوق المعدن النفيس منذ بداية جائحة كورونا قبل نحو عام ونصف.
كما يؤيد حبوب ما ذكره سكيك في أن الإغلاق أدى إلى "انتعاش مهنة تصنيع الذهب بغزة".
وأرجع الأمر إلى منع إسرائيل استيراد الذهب من الخارج، وهو ما زاد من عمليات التصنيع داخل القطاع.
وأضاف "إسرائيل كانت تسمح بالعادة، قبل الجائحة، لتجّار الذهب، وفق نظام مُتفق عليه، بتصدير واستيراد الذهب من وإلى الضفة الغربية".
وأكمل "لكن إسرائيل، بسبب الجائحة، أوقفت عمليات تنقل التجار، وبالتالي عمليات الاستيراد والتصدير"، وهو ما أدى إلى تنشيط عمليات تصنيعه في القطاع.
(الأناضول)