لبنان: تطمينات معيشية بعد "تفجيرات بيجر" واستعدادات لسيناريو الحرب

19 سبتمبر 2024
توفر السلع الأساسية بالأسواق (رمزي حيدر/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تداعيات أمنية واقتصادية:** شهد لبنان جريمة سيبرانية إسرائيلية أسفرت عن استشهاد 12 شخصاً وجرح بين 2750 و2800، مما أثار قلقاً حول الأوضاع الاقتصادية في ظل الانهيار المالي المستمر منذ 2019.

- **استقرار الأسواق وسعر الصرف:** رغم التوترات، بقيت الأسواق مستقرة ولم تشهد ارتفاعاً في الأسعار، مع توفر المواد الغذائية والمحروقات بكميات كافية، واستقرار سعر صرف الدولار عند حوالي 89,500 ليرة.

- **استعدادات حكومية:** اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث لمناقشة السيناريوهات المحتملة، مع التركيز على تجهيز المدارس لإيواء النازحين وضمان توفر المخزون الغذائي واللوجستي.

عند كلّ حادث أمني في لبنان تتجه الأنظار إلى انعكاساته على الأوضاع الاقتصادية في البلاد وتداعياته على السوق والنقد والمواد الغذائية والسلع الأساسية ولا سيما منها المحروقات والأدوية، خصوصاً أنّ البلد كما يُقال يقف على "كف عفريت" من الناحية المالية والمعيشية في ظلّ الانهيار المستمرّ منذ أواخر عام 2019.
وشهدت الساحة اللبنانية أول من أمس، جريمة جديدة ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي وُضِعت في خانة أكبر خرق سيبراني لشبكات اتصال حزب الله، مع تفخيخ إسرائيل أجهزة اتصال "بيجر" وتفجيرها بالتزامن في البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، إلى جانب مناطق في سورية، ما أسفر عن استشهاد 12 شخصا في محصلة غير نهائية أعلنت عنها وزارة الصحة اللبنانية حتى عصر أمس الأربعاء، نظراً لوجود حالات حرجة في المستشفيات، وجرح بين 2750 و2800.
وأقفلت المدارس والثانويات والجامعات ومعظم الإدارات الرسمية والنقابات أبوابها أمس حداداً واستنكاراً لـ"الجريمة الجماعية"، في وقتٍ شهدت الأروقة السياسية حراكاً مكثفاً لمناقشة التطورات الأخيرة وتفعيل أكبر لخطة الطوارئ من أجل مواجهة أي سيناريو مقبل ولا سيما احتمال التصعيد الإسرائيلي وشنه هجوماً واسعاً على لبنان.
 

الأسواق تفتح أبوابها بعد "تفجيرات بيجر"

أما الأسواق فقد فتحت أبوابها بشكل عادي، ولم تشهد المحال الغذائية والسوبرماركات والصيدليات ومحطات الوقود أيّ تهافتٍ أو توافدٍ للمواطنين، أو حركة بيع غير معتادة، رغم الخشية الشعبية الموجودة من احتمال توسع رقعة الحرب، الذي زاد بعد عملية أمس، وفي ظلّ التهديدات الإسرائيلية عالية الوتيرة في الفترة الأخيرة بشنّ هجوم بري واسع على لبنان وسلك الخيار العسكري لإعادة السكان إلى الشمال، وانتظار الآن ردّ حزب الله على "تفجيرات البيجر".

وقال مصدرٌ في وزارة الاقتصاد لـ"العربي الجديد"، إننا "لم نرصد أمس أي حركة غير طبيعية على السوبرماركت أو الصيدليات أو محطات الوقود، أو غير ذلك من الأسواق، المبيع كان عادياً، والأسعار كذلك لم تشهد أي ارتفاع، وبحال لاحظ المواطنون أي تلاعب بالأسعار أو ارتفاع نطلب منه تقديم شكوى بذلك ومخابرة الوزارة".
وأشار المصدر إلى أنّ "حركة المبيع عادية، هناك أصلاً طلب أكبر يسجل دائماً على المواد الغذائية الأساسية، لكن يشتري المواطن كميات معقولة يمكن أن نعلم من خلالها أن الغرض ليس التخزين"، لافتاً إلى أننا "بدورنا ندعو المواطنين إلى الاطمئنان وعدم الشعور بالهلع، فالمواد الغذائية متوفرة وهناك مخزون كافٍ لأكثر من ثلاثة أشهر، والأمر نفسه بالنسبة إلى المحروقات فهي متوافرة والمخزون كافٍ ولا انقطاع فيها، وهو ما ينطبق حتى على الأدوية".


استقرار سعر الدولار

كذلك، لم يسجل سعر صرف الدولار أي ارتفاع ملحوظ، إذ بقي مستقراً على خطّ 89 ألفا و500 ليرة، و89 ألفا و600 ليرة، علماً أنّ المسار لا يزال على حاله منذ أكثر من سنة، على الرغم من الحرب الدائرة في الجنوب اللبناني منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتوترات الحاصلة والعمليات العسكرية والاغتيالات وآخرها تفجيرات البيجر.
ويربط اقتصاديون استقرار سعر الصرف رغم الظروف الأمنية التي كانت سابقاً عاملاً أساسياً في تحليقه وانهيار قيمة العملة الوطنية، بتوفر الدولار في السوق وتحوله إلى عملة تداول بنسبة تفوق 80% في الاستهلاك، إضافة إلى بروز الاقتصاد النقدي، وتراجع المضاربة على سوق القطع، وغيرها من الأسباب، علماً أنّ هؤلاء يؤكدون في المقابل أن سعر الصرف لا يزال وهمياً، ومصطنعاً ويمكن أن يتغير في أي وقتٍ.

واجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس الأربعاء مع منسّق "لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية" الوزير ناصر ياسين والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمد المصطفى واطلع منهما على نتائج اجتماع اللجنة الذي عقد في السرايا.

سيناريو اتساع الحرب

وقال ياسين بعد الاجتماع "استمعنا خلال الاجتماع لعرض ممثلة وزارة الصحة عن الواقع الحالي وأعداد الجرحى والمصابين، وكيفية قيام الجهاز الطبي والإسعافي والصحي بتأمين العلاج للجرحى"، مضيفاً "عرضنا أيضاً ضمن تقدير الموقف للسيناريوهات المحتملة في حال توسعت الاعتداءات، وهذا العمل نقوم به منذ أشهر ونحدثه ونجدده بشكل دائم".
وأوضح أنه "تم عرض نقطتين أساسيتين الأولى تتعلق بالإيواء، وهناك لائحة أولية بنحو مائة مدرسة قدمتها وزارة التربية، ويتم العمل مع وزارتي الشؤون الاجتماعية والداخلية والبلديات ولجان إدارة الأزمات وغرف الطوارئ في المناطق تحت إشراف المحافظين لتجهيزها، وعرض رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد الخير عمل الهيئة من ناحية تجهيز هذه المدارس بناء على قرار مجلس الوزراء في الأمور الأساسية من فرش وغيرها لإيواء الآلاف من النازحين وهذه كلها سيناريوهات نضعها لتعزيز جهوزيتنا".
وتابع: "ناقشنا أيضاً موضوع الغذاء وأعلن ممثل وزارة الاقتصاد أنّ المخزون الغذائي مؤمَّن لأكثر من ثلاثة أشهر، وهناك باخرة محمَّلة بنحو 40 ألف طن من الحبوب والطحين قادمة".
وأضاف ياسين: "كما عرضنا الأمور اللوجستية لتأمين عمل لجنة إدارة الأزمات والكوارث في ما يتعلق بالاتصالات، والطرق والمواصلات وغرف الطوارئ والأزمات الموجودة على مستوى المحافظين والمناطق".