لبنان يدعو السعودية لإعادة النظر في حظر المزروعات: تشديد أمني ورقابي
أعرب لبنان، اليوم الاثنين، عن أمله في أن تعيد السعودية النظر في قرار منع دخول المنتجات الزراعية اللبنانية، الذي اتخذته بسبب زيادة تهريب المخدرات. وخلص الاجتماع الأمني، الذي عقد برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى التمني على المملكة العربية السعودية إعادة النظر في قرارها منع دخول الخضروات والفواكه اللبنانية إليها أو العبور من خلال أراضيها.
وكلف الاجتماع وزير الداخلية بالتنسيق مع السلطات المعنية في المملكة لمتابعة البحث في الإجراءات الكفيلة بكشف الفاعلين ومنع تكرار مثل هذه الممارسات.
وأفاد بيان للرئاسة بأن لبنان "طلب أيضا من المدعي العام استكمال ومتابعة التحقيقات لكشف كل ما يتصل بعملية تهريب المواد المخدرة في شحنات الخضر والفاكهة وإطلاع المسؤولين السعوديين على النتائج". وكذا الطلب إلى الأجهزة الأمنية والإدارات المعنية التشدد وعدم التهاون إطلاقاً في الإجراءات الآيلة لمنع التهريب، والطلب إلى المصدرين اللبنانيين الالتزام بقواعد التجارة الخارجية المبنية على مصداقية البضاعة المصدرة.
ويعد حظر المنتجات الزراعية اللبنانية، الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية السعودية الجمعة، ودخل حيز التنفيذ الأحد، ضربة كبيرة للاقتصاد اللبناني الذي يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية غير مسبوقة. ويأتي قرار الرياض بعد ضبط أكثر من 5 ملايين حبة من عقار "كبتاغون" المخدر، مخبأة في شحنة رمان قادمة من لبنان. وأكدت الوزارة السعودية أن القرار سيبقى نافذا "إلى حين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذها الإجراءات اللازمة لإيقاف عمليات التهريب الممنهجة ضد المملكة".
وتعد الدول العربية أسواق التصدير الرئيسية للمنتجات الزراعية في لبنان، إذ استحوذت على زهاء 80 بالمائة من إجمالي قيمة الصادرات البالغ 190 مليون دولار في عام 2019، وكان نصيب السعودية أكثر من 20 بالمائة منه، وتلتها قطر.
ويمر لبنان بأسوأ أزمة اقتصادية ومالية في تاريخه الحديث، حيث فقدت العملة المحلية 85% من قيمتها مقابل الدولار في الأشهر الأخيرة، وأغلقت الشركات أبوابها، بينما فرضت البنوك ضوابط غير رسمية على التحويلات والسحوبات.
قالت صحيفة الرأي الكويتية، الإثنين، إن "المنتجات اللبنانية باتت تحت أعين الرقابة الدقيقة، من جانب وزارة التجارة والصناعة الكويتية". وأوردت صحيفة "الرأي" نقلا عن مصادر لم تسمها، أن وزارة التجارة والصناعة في البلاد بدأت، منذ الأحد، رصداً لمخزون الخضار والفواكه المتوافر من البلدين في السوق المحلية.
وتواجه الزراعة في لبنان تحدياً آخر، حيث ترش طائرات هليكوبتر تابعة للجيش الأراضي الزراعية في شمال شرق لبنان لمساعدة المزارعين على مكافحة أسراب الجراد الذي دخل إلى البلاد، في ما وصفته وكالة تابعة للأمم المتحدة بأنه حدث "نادر للغاية" سببه تغير اتجاه الريح.
وقال عباس مرتضى، وزير الزراعة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، لرويترز، إنه لم تحدث خسائر كبيرة في الزراعة حتى الآن، لكن هناك مخاوف من وصول مزيد من أسراب الجراد إلى جنوب لبنان. وتضم محافظة بعلبك الهرمل في شمال شرق لبنان مزارع لتربية الماشية وعددا قليلا من مزارع الكرز التي تضررت من الجراد حتى الآن، بينما يضم جنوب لبنان مزيدا من الأراضي الزراعية.
