للأسف خذلت أصدقائي

18 ديسمبر 2014
ارتفاع الاسعار يلسع فقراء مصر (أرشيف/Getty)
+ الخط -

لست من المتشائمين ولا أحبهم، بل وأنفر منهم، وأنظر دوما لنصف الكوب المملوء، لا النصف الفارغ، وأميل إلى التفاؤل، وأرى أن هناك ضوءاً في نهاية أي نفق مظلم حتى ولو طال أمد سواده واتسعت رقعته، وأؤمن أن الحق والعدل لا بد أن ينتصرا في النهاية مهما طال الظلم وزاد عدد القتلة لأن هذه سنة الكون وعدالة السماء، لكن ما هي مناسبة المقدمة التي قد تبدو عاطفية ولا علاقة لها بالاقتصاد؟

المناسبة هي أن أصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي طلبوا مني أن اكتب مقالا إيجابيا عن الاقتصاد المصري حتى ولو مرة واحدة، وقالوا لي: لماذا تنتقد الواقع بشكل مستمر وتصفه بأنه مؤلم وقاس، أكيد هناك أمور إيجابية تتحقق على الأرض يجب عدم تجاهلها إذا أردنا أن نكون موضوعيين.

ولأنني أنصت للآخرين وأحترم وجهة نظر من يخالفونني الرأي اقتنعت بكلامهم، وقلت: ما المانع من أن أرصد النجاحات التي حققتها الحكومة منذ 3 يوليو/ تموز 2013، وأن أكتب عن التحسن الذي طرأ سواء على مستوى مؤشرات الاقتصاد الكلي مثل معدل النمو الاقتصادي والبطالة والفساد والفقر وسعر الجنيه أمام الدولار، أو على مستوى حياة المواطنين المعيشية والأسعار وتحسن خدمات الصحة والتعليم ورغيف الخبز وأنبوبة البوتاجاز والسلع التموينية؟

جلست أياما أبحث عن خبر إيجابي أكتب عنه، قلبت أوراقي وتفحصت في أرقام الحكومة والبيانات الرسمية لعلي أجد فيها ما يدعم وجهة نظر أصدقائي، قلت سأختار بداية مواقع حيادية، دخلت على وكالة رويترز، أكبر وكالة انباء في العالم، لتقع عيني على تصريح للمتحدث الرسمي للنيابة الإدارية يثول فيه إن عدد قضايا الفساد المالي والإداري في الجهاز الحكومي منذ بداية شهر يناير وحتى شهر نوفمبر 2014 تخطى 100 ألف قضية".

يا ساتر، الخبر سلبي، طويت الصفحة لأبحث عن خبر آخر، دخلت على مواقع الصحف المصرية، وكان أول خبر تقع عليه عيني هو: "الوطن" تنشر أحدث وأخطر تقرير للجهاز المركزي للمحاسبات عن التجاوزات في 2014 قبل تسليمه لـ «السيسي».. 114 مليار جنيه مخالفات عام 2014 منها 52.8 مليار جنيه مخالفة إشغالات لثلاث شركات، انفراد بالمستندات: إهدار 370 مليار جنيه وفساد الأراضي مستمر، قلت: يا ساتر خبر سلبي تأني.

أغلقت موقع الصحيفة الإلكتروني، وقلت سأؤجل الكتابة عن نجاحات الاقتصاد المصري لمرة مقبلة لعلي أجد ما يتمناه أصدقائي.

المساهمون