لم يكف صاحب نزل بمنطقة إمليل المغربية، محمد بن حسين، عن بعث رسائل إلكترونية، إلى زبائنه من السياح، ساعيا إلى الترحيب بهم وطمأنتهم بكون الزلزال لم يخلف أضرارا كبيرة في أغلب البنايات السياحية في المنطقة.
وضرب الزلزال المغرب قبل أكثر من أسبوعين، في ذروة إقبال السياح على المناطق الجبلية. فقد كان أصحاب النزل والمرشدون السياحيون والمتاجر والمطاعم، يستعدون لحركة سياحية واعدة في شهري سبتمبر/ أيلول الجاري وأكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
لكن الزلزال أربك توقعاتهم وتخوفوا من ركود نشاطهم. فقد بدأ العديد من أصحاب النزل يجرون اتصالات مع سياح أو وكالات سياحية، من أجل طمأنتهم والتأكيد على أن النشاط السياحي لم يمس تماما.
كما قرية إمليل التي تقع بالقرب من جبال الأطلس، ترتهن العديد من المناطق في الحوز، الذي ضرب فيه الزلزال بقوة للسياح الأجانب والمغاربة. هذا ما يتجلى في قرى أورويكا وويركان ومولاي إبراهيم وأمزميز، وقد بذلت استثمارات مهمة من قبل أبناء تلك المناطق من أجل جذب السياح.
وإذا كانت تلك المناطق قد انخرطت في الأعوام الأخيرة في تنويع نشاطها الزراعي عبر الأشجار المثمرة، فإن الكثير من الشباب يعمل في الإرشاد السياحي أو الفنادق أو المطاعم والمقاهي.
يؤكد بن حسين أن الحجوزات التي توصل بها قبل الزلزال، كان تفيد بنسبة ملء تصل إلى 100 في المائة للغرف العشر التي يحتضنها نزله، بينما تبلغ تلك النسبة 50 في المائة في أكتوبر المقبل.
غير أنه مباشرة بعد الزلزال، ساد التخوف من الإلغاءات من قبل السياح ووكالات الأسفار. لم يقف العديد من أبناء المنطقة ممن يمتلكون فنادق صغيرة في منطقة أمليل، مكتوفي الأيدي، فهم يحاولون التواصل مع وكالات الأسفار والسياح من أجل إقناعهم بأن الأمور تعود إلى طبيعتها.
يشير الفاعل في القطاع السياحي، عبد اللطيف بنبراهيم، إلى أن حركة السير خفت في قرية إمليل بعد الزلزال، لكنه يؤكد أن الجميع يتمنى أن يعود السياح بقوة إلى هذه القرية التي تعتبر محطة مهمة لمن يريد تسلق الجبال إلى القمم العالية أو الاستمتاع بهدوء المناطق المحيطة بها.
ويستحضر الفاعلون في القطاع السياحي الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين المقبلة، والذي لم يكن يدركوا أهمية هذا الحدث قبل الزلزال.
يرى الفاعلون أن حضور مسؤولين من المؤسستين الماليين الدوليتين ووزراء مالية ومحافظين بنوك مركزية ورؤساء تنفيذيين لشركات عالمية ومنظمات غير حكومية ذات حضور عالمي، سيلفت انتباه العالم إلى المغرب ويساهم في إنعاش سياحته.
ذلك يمكن أن يعطي دفعة قوية للسياحة، غير أن المكتب الوطني المغربي للسياحة، يراهن كذلك على السياح المحليين، حيث أطلق حملة تواصلية وطنية لحث المغاربة على السفر بمناسبة عطلة عيد المولد النبوي وقرب حلول العطل المدرسية في أكتوبر/ تشرين الأول بالسفر إلى مراكش.
تلك مساع تبذل في ظل التوقعات التي راهنت على أن تقفز إيرادات السياحة بالمغرب إلى حوالي 11 مليار دولار في العام الحالي، حيث سترتفع، حسب توقعات بنك المغرب المركزي، بنسبة 15 في المائة، قياسا بالمستوى الذي بلغته في العام الماضي، حيث كانت قفزت إلى حوالي 9.4 مليارات دولار.