قيمة جديدة للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أضافها تدشين المرحلة الثانية من مشروعات مركز الأعمال الأول بالمنطقة، والمعروفة باسم "مشروع مساكن"، الأسبوع الماضي، والتي ستوفر للعرب والأجانب فرص للحصول على إقامة عقارية في سلطنة عُمان.
و"مساكن" هو أحدث مشروع سكني بالمنطقة، ويتميز بموقع استراتيجي وسط مدينة الدقم، على بعد 10 دقائق من ميناء الدقم و15 دقيقة من مطار المدينة، ويسهم في مستهدف إدارة المنطقة لإنشاء مساكن للموظفين العاملين فيها.
ووفق الحساب الرسمي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم على تويتر، فإن إدارة المنطقة تستهدف تخصيص حوالي 20% من مساكنها لشركات المجتمع المحلي التي تقوم على إنشاء المشاريع الكبيرة بالمدينة.
إقامة عقارية
يوفر المشروع 3 أنواع أساسية للشقق: استوديو، وغرفة نوم واحدة، وغرفتي نوم، حسب ما أوردت مصادر عقارية عمانية.
وحسب بيان لشركة ميسان العقارية، فإن الوحدات السكنية بالمشروع متاحة لجميع الجنسيات، ويمكن لمالكها وعائلته الحصول على "إقامة" حسب الضوابط القانونية المعمول بها في السلطنة، بأسعار تبدأ من 22.5 ألف ريال وبخطط دفع مرنة (الدولار = 0.38 ريال).
وعزز من قيمة المشروع، الذي ينتهي العمل به في نهاية 2024، مواكبته توقيع شركات "أوكيو" العمانية و"سابك" السعودية و"البترول الكويتية العالمية" على اتفاقية لتطوير مجمع بتروكيميائيات في منطقة الدقم الاقتصادية.
كما يأتي مشروع "مساكن" حلقةً في سلسلة مشروعات من شأنها ترسيخ مكانة الدقم كقاطرة تنموية إقليمية، حسب ما أورد حساب "مشاريع السلطنة" على تويتر، مشيرا إلى أن الدراسات التنموية العالمية تضع المنطقة ضمن أفضل 5 مواقع في العالم لإطلاق الصواريخ إلى الفضاء.
وإزاء ذلك، تبدأ خلال العام الجاري عمليات إنشاء مشروع "مجمع إطلاق" بمنطقة الدقم، وهو أول محطة لإطلاق الصواريخ الفضائية، ويُتوقع إطلاق أول صاروخ منها في بداية 2024، بينما تكتمل جميع مراحل المشروع خلال 3 سنوات.
مواكبة مرافق
ولمواكبة توالي المشروعات الطموحة، أعلنت "مرافق"، وهي إحدى شركات مجموعة أوكيو التابعة لجهاز الاستثمار العماني، في بيان، ارتفاع إنتاج الكهرباء في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بعد تشغيل محطة جديدة تعمل بالتوربينات الغازية؛ والتي تم تنفيذها بالتعاون مع شركة كهرباء المناطق الريفية "تنوير".
وتتكون المحطة من 4 توربينات متنقلة تعمل بالغاز بسعة إنتاجية تبلغ 80 ميغاواط، تلبي احتياجات "تنوير" من الطاقة لتغطية احتياج المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم خلال السنوات الخمس المقبلة، حسب ما أوردت وكالة الأنباء العمانية.
وحسب مدير عام التشغيل والصيانة بـ"مرافق" عبد الله بن سيف الفارسي، فإن المحطة الجديدة التي تعمل بالغاز جرى تشغيلها في أواخر عام 2021، لتحل محل المحطة السابقة التي كانت تعمل بالديزل، مشيرا إلى أن حجم الإنتاج من المحطة الجديدة بلغ في الأشهر العشرة الأولى من عام 2022 حوالي 212 غيغاواط في الساعة.
وجاء إنشاء المحطة بهدف تقليص تكلفة إنتاج الكهرباء والتقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والحد من التلوث البيئي، ضمن مستهدف تقليل الانبعاثات السنوية لثاني أكسيد الكربون في السلطنة إلى 90 ألف طن، وهو ما يعادل انبعاثات حوالي 20 ألف سيارة، حسب ما نقلت الوكالة العمانية عن "الفارسي".
قاطرة تنموية
ويؤهل موقع منطقة الدقم وميناؤها الواقع على بحر العرب والمحيط الهندي الطريق مستقبليا لتكون أكبر قاطرة تنموية إقليميا، ما يجعل موانئ السلطنة تتمتع بالقدرة التنافسية عبر الخدمات والمنتجات التي تقدمها باستخدام التقنيات الفنية العالية والآليات المتطورة لخدمات تزويد وتوصيل الوقود إلى السفن.
ولأن منطقة الدقم الاقتصادية تمتد على مساحة قدرها 2000 كيلومتر مربع، وشريط ساحلي على بحر العرب وحده طوله 70 كيلومتراً، فإنها تسمح بتنوع مجالات الاستثمار فيها؛ ما يشمل الصناعة والسياحة والتطوير العقاري وإنشاء مجمعات تجارية وصناعات سمكية وغذائية، إضافة إلى الذكاء الاصطناعي وتجارب الطائرات المسيّرة، ومشروعات الهيدروجين الأخضر والأمونيا، فضلا عن "الخدمات اللوجستية"، ما يجعل ميناء الدقم منافسا مستقبليا لميناء جبل علي الإماراتي.
يذكر أن حجم الاستثمارات الخاصة بالمنطقة بلغ، وفق بيانات رسمية، أكثر من 3.6 مليارات ريال عُماني (9.35 مليارات دولار)، بينما بلغ عدد عقود انتفاع المشروعات الاستثمارية نحو 431 مشروعًا.