في عام 2022، بلغت أسعار النفط ذروتها عند أكثر من 100 دولار للبرميل مسجلة أعلى مستوى لها منذ ثماني سنوات، بعد الاضطرابات في أسواق الطاقة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. وضاعفت شركات النفط أرباحها وحصلت اقتصادات أكبر منتجي النفط في العالم على دفعة كبيرة.
ولكن من هي الدول المسؤولة عن معظم إمدادات النفط في العالم؟ باستخدام بيانات من المراجعة الإحصائية للطاقة العالمية التي أجراها معهد الطاقة، قام موقع "فيجوال كابيتاليست" المتخصص بتصنيف أكبر منتجي النفط في العالم.
حيث أصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم منذ عام 2018، وواصلت هيمنتها في عام 2022 بإنتاج ما يقرب من 18 مليون برميل يوميًا. وهذا يمثل ما يقرب من خمس إمدادات النفط في العالم. ويتمركز ما يقرب من ثلاثة أرباع إنتاج البلاد من النفط حول خمس ولايات: تكساس ونيو مكسيكو وداكوتا الشمالية وألاسكا وكولورادو.
خلف الريادة الأميركية الكبيرة في إنتاج النفط، أنتجت المملكة العربية السعودية (المرتبة الثانية) 12 مليون برميل في اليوم، وهو ما يمثل حوالي 13% من العرض العالمي.
وجاءت روسيا في المركز الثالث بإنتاج 11 مليون برميل يوميا في عام 2022. وتشكل هذه الدول الثلاث العملاقة المنتجة للنفط، إلى جانب كندا (الرابعة) والعراق (الخامسة)، أكثر من نصف إمدادات النفط في العالم بأكمله.
وفي الوقت نفسه، فإن قائمة أكبر 10 منتجين للنفط، التي تتضمن إضافة إلى الدول الخمسة الأولى كلا من الصين والإمارات العربية المتحدة وإيران والبرازيل والكويت، مسؤولة عن أكثر من 70% من إنتاج النفط في العالم.
والجدير بالذكر أن جميع شركات النفط العشر الكبرى زادت إنتاجها بين عامي 2021 و2022، ونتيجة لذلك، ارتفع الإنتاج العالمي بنسبة 4.2% على أساس سنوي، بحسب "فيجوال كابيتاليست".
ويمثل الشرق الأوسط ثلث إنتاج النفط العالمي، وتشكل أميركا الشمالية ما يقرب من ثلث الإنتاج العالمي. تعد رابطة الدول المستقلة - وهي منظمة تضم دول ما بعد الاتحاد السوفييتي - منتجًا إقليميًا رئيسيًا آخر للنفط، حيث تبلغ حصتها 15% من الإنتاج العالمي.
ولكن ما هو واضح بشكل صارخ في البيانات هو انخفاض حصة أوروبا من إنتاج النفط، والتي تبلغ الآن 3% من الإمدادات العالمية. وفي السنوات العشرين الماضية، انخفض إنتاج النفط في الاتحاد الأوروبي بأكثر من 50% بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الأنظمة البيئية الأكثر صرامة والتحول إلى الغاز الطبيعي.
هناك عدسة أخرى للنظر إلى الإنتاج الإقليمي، وهي من خلال أعضاء أوبك الذين يسيطرون على حوالي 35% من إنتاج النفط العالمي وحوالي 70% من احتياطيات النفط العالمية. وعند الأخذ في الاعتبار مجموعة الدول العشر المصدرة للنفط التي تربطها علاقات بأوبك، والمعروفة باسم أوبك+، فإن حصة إنتاج النفط تزيد إلى أكثر من نصف المعروض العالمي.