استمع إلى الملخص
- تداعيات سياسية واقتصادية: حذر رئيس وزراء سلوفاكيا من عواقب جسيمة على الاتحاد الأوروبي، بينما وصفت المفوضية الأوروبية البنية التحتية للغاز بأنها مرنة، رغم وصف وزير الطاقة اليوناني السابق القرار بأنه "إجرامي".
- أزمة طاقة متوقعة: أشارت كارين كناسل إلى تدهور الوضع الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي، مع ارتفاع الأسعار وزيادة حالات الإفلاس، خاصة في النمسا، نتيجة ارتفاع تكاليف الطاقة.
في مقابلة أجراها اليوم الثلاثاء مع الموقع اليوناني "إيكونوميكوس تاخيدروموس"، قدّر رجل الأعمال اليوناني إيفانجيلوس ميتيلينيوس، المدير العام لشركة Metlen Energy & Metals، تكلفة انسحاب أوكرانيا من اتفاق نقل الغاز الروسي على الاتحاد الأوروبي بحوالي 100 مليار يورو، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي".
وأوضح ميتيلينيوس أن السوق الأوروبية تعاني من حالة من القلق، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 5% في واردات الغاز الطبيعي. وأشار إلى أن أسعار الغاز في مؤشر TTF قد ارتفعت من 30 يورو لكل ميغاواط/ساعة إلى 50 يورو، مما يعكس الضغوط التي تواجهها السوق. وأضاف أن الفارق البالغ 20 يورو لا يتعلق فقط بالغاز المستورد عبر أوكرانيا، بل يؤثر أيضاً على مجمل الواردات. وذكر أن الخسائر السنوية المتوقعة للاتحاد الأوروبي ستبلغ نحو 100 مليار يورو، نظراً لأن الدول الأوروبية تستورد حوالي 500 مليار متر مكعب من الغاز.
وكانت شركة غازبروم الروسية قد أعلنت عن تعليق إمدادات الغاز عبر أوكرانيا اعتباراً من 1 يناير/ كانون الثاني الجاري. وفي اليوم التالي، حذر رئيس وزراء سلوفاكيا، روبرت فيتسو، من أن توقف نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا سيكون له عواقب جسيمة على الاتحاد الأوروبي، بينما لن يؤثر ذلك بشكل كبير على روسيا.
من جانبها، أكدت المفوضية الأوروبية استعدادها للتعامل مع انقطاع النقل، مشيرة إلى أن البنية التحتية للغاز في أوروبا تتمتع بالمرونة الكافية لتوفير الغاز من مصادر غير روسية إلى وسط وشرق أوروبا، عبر مسارات بديلة. وفي المقابل، وصف وزير الطاقة اليوناني السابق، باناجيوتيس لافازانيس، قرار الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا بوقف نقل الغاز الروسي بأنه "قرار إجرامي". ووفقاً له، فإنّ هذا القرار "المدمر" قد "يؤدي إلى كارثة لأوروبا وموت لأوكرانيا".
من جهتها، قالت الصحافية الروسية أولغا بولياكوفا لـ"العربي الجديد"، إنّ "قرار انسحاب أوكرانيا من نقل الغاز الروسي خطوة غير محسوبة قد تؤدي إلى نتائج كارثية للاتحاد الأوروبي، وسيكون له أثر سلبي كبير على الاقتصاد سيعاني منه الاتحاد". وأضافت: "انقطاع إمدادات الغاز قد يؤدي إلى أزمة طاقة حادة في دول وسط وشرق أوروبا، مما يعكس فشل السياسات الأوروبية".
وأعربت كارين كناسل، وزيرة الخارجية النمساوية السابقة ورئيسة مركز G.O.R.K.I بجامعة سانت بطرسبرغ، عن قلقها من أن الوضع الاقتصادي في دول الاتحاد الأوروبي سيستمر في التدهور. وفي تعليقها على قناة "روسيا-24"، اليوم الثلاثاء، قالت كناسل: "هذا يشبه إطلاق النار على النفس، ليس فقط في الركبة، بل أيضاً في الرئتين والقلب.
وأكدت كناسل أن الوضع الاقتصادي الصعب في العديد من دول الاتحاد الأوروبي سيزداد سوءاً في السنوات المقبلة"، مشيرة إلى ارتفاع الأسعار في الدول الأوروبية بسبب هذا القرار. وقدمت كناسل مثالاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية في النمسا، حيث سجلت البلاد أعلى مستوى من حالات الإفلاس خلال العام الماضي. وأوضحت أيضاً أن العديد من هذه الإفلاسات، خاصة في قطاعي الفنادق والمطاعم، كانت نتيجة الارتفاع الكبير في تكاليف الطاقة.