بعد تعرضه لهجوم شديد وتهديدات بإيقاف الإعلانات على موقع التواصل الإجتماعي الذي يملكه X (تويتر سابقاً)، اتجه الملياردير الشهير إيلون ماسك، أغنى أغنياء العالم، لزيارة إسرائيل، ويستعد اليوم للقاء رئيسها إسحاق هرتسوغ، في خطوة يرجح أنها تستهدف تخفيف غضب الشركات الأميركية المؤيدة للدولة العبرية.
وقالت محطة "سي أن أن" الإخبارية إن ماسك زار بعض المستوطنات في غلاف غزة بصحبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وشاهد منزل أبيغيل إيدان، وهي إسرائيلية تحمل الجنسية الأميركية تبلغ من العمر أربع سنوات، كانت المقاومة الفلسطينية قد أطلقت سراحها أمس الأحد.
وفي محادثة مباشرة عبر الإنترنت على موقع التواصل X مع نتنياهو يوم الاثنين، وافق ماسك رئيسَ الوزراء على أن إسرائيل يجب أن تدمر حماس، وفق ما نقلته "سي أن أن".
وقال ماسك: "يجب تحييد أولئك الذين يعتزمون القتل، كما يجب أن تتوقف الدعاية... فهي تمثل تدريباً للناس ليكونوا قتلة". وقال أيضًا إنه يجب جعل غزة "مزدهرة".
وقال: "إذا حدث هذا، فأعتقد أنه سيكون مستقبلًا جيدًا". وأضاف: "أود أن أساعد."
ومن المقرر أن يلتقي ماسك مع هرتسوغ خلف الأبواب المغلقة خلال زيارته بعد ظهر الاثنين، حيث سيؤكد الأخير ضرورة مكافحة معاداة السامية المتزايدة على الإنترنت، وفقا لما ذكره مكتب الرئيس.
وقبل أقل من أسبوعين، علق إيلون ماسك بالموافقة على منشور على موقع X يحمّل اليهود مسؤولية كراهية أصحاب البشرة البيضاء، فانقلبت الدنيا، وانتقد البيت الأبيض التعليق، واستشاط رؤساء شركات أميركية غضباً، وأدان الكثير من الجماعات اليهودية التعليق، واصفين إياه بمعاداة السامية.
وأدى ذلك إلى قيام بعض المعلنين، بما في ذلك شركات آبل وديزني وآي بي إم وأودي وجنرال موتورز وفوكس سبورت، بإيقاف إعلاناتهم على موقع التواصل الاجتماعي الشهير.
وقال ماسك، في منشوراته اللاحقة في ذلك الوقت، إنه لا يعتقد أن الاتهامات بالتسبب في كراهية أصحاب البشرة البيضاء تمتد "إلى جميع المجتمعات اليهودية".
لكن الأمور تطورت سريعاً على نحو لم يكن ماسك ليتجاهله، حيث تحول الجدل إلى صداع تجاري كبير للشركة، في أعقاب إيقاف ما لا يقل عن اثنتي عشرة علامة تجارية كبرى الإنفاق الإعلاني اعتبارًا من يوم الأربعاء الماضي، وهو ما فعلته أيضاً المفوضية الأوروبية.
وقبل الاضطرابات الأخيرة، واجهت X انتقادات بسبب ما اعتبر انتشاراً للخطاب المعادي للسامية على منصتها. وأبلغ عدد من المنظمات، ومنها رابطة مكافحة التشهير (ADL) ومركز مكافحة الكراهية الرقمية، عن زيادة في خطاب الكراهية على X خلال العام الماضي. ونفى ماسك صحة تلك البيانات، وهدد في سبتمبر/أيلول الماضي بمقاضاة ADL بتهمة التشهير، مدعيًا أن تقاريرها أضرت بمبيعات الإعلانات على المنصة التي يملكها.
ومؤخراً، أبلغت الرابطة أيضًا عن زيادة كبيرة في المنشورات المعادية للسامية على موقع X، خاصة منذ بداية الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في أوائل أكتوبر.
وردت شركة X على ادعاءات مماثلة من هيئة مراقبة وسائل الإعلام التقدمية Media Matters، التي سلطت الضوء أيضًا، في وقت سابق من هذا الشهر، على المحتوى المعادي للسامية والمؤيد للنازية على X.
وردًا على ذلك، رفعت شركة X دعوى قضائية ضد شركة Media Matters، قائلة إن المجموعة أساءت تمثيل مدى احتمالية عرض الإعلانات جنبًا إلى جنب مع المحتوى المتطرف على الموقع. ودعت X شركائها من المعلنين إلى المساعدة في حماية ما تسميه "حرية التعبير".
وتأتي زيارة ماسك إلى إسرائيل في فترة توقف الحرب، ضمن الهدنة القصيرة التي تم التوصل إلى اتفاق بشأنها، حيث أطلقت المقاومة الفلسطينية ما مجموعه 58 أسيراً وأسيرة، مقابل إطلاق سراح 117 سجينا فلسطينيا، معظمهم من النساء والأطفال. وتجرى المفاوضات حالياً بين الطرفين لتمديد الهدنة.