هنا دمشق... العالم يتحرك بسرعة نحو سورية

07 يناير 2025
مسافرون في مطار دمشق حيث جرى استئناف الرحلات في 7 يناير 2025
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد دمشق نشاطاً دبلوماسياً واقتصادياً مكثفاً، حيث تستضيف لقاءات واجتماعات دولية لدعم الاستقرار وإعادة إعمار سوريا، مع التركيز على فرص الاستثمار في البنية التحتية.
- استأنف مطار دمشق الدولي رحلاته الدولية، مع عودة شركات طيران مثل القطرية والملكية الأردنية، وتخفيف العقوبات الأمريكية لتسهيل تقديم الخدمات الأساسية للشعب السوري.
- تُعقد اجتماعات لإعادة هيكلة قطاع النقل وتحسين البنية التحتية، مع مشاركة دولية وعودة اللاجئين، وسط خطوات حكومية لتحسين الأحوال المعيشية وزيادة الرواتب.

هنا دمشق التي تشهد هذه الأيام تحركات دبلوماسية واقتصادية نشطة، وتحولت إلى ورشة عمل مفتوحة وملتقى وفود رسمية وغير رسمية، وإلى مقر اجتماعات وزراء وممثلي دول عدة تسارع الخطى للمساهمة في إعادة إعمار سورية واقتناص الكعكة الأكبر من مشروع مارشال الجديد في منطقة الشرق الأوسط. هنا العاصمة السورية التي بات العالم يتحرك نحوها في محاولة، إما لدعم الاستقرار في واحدة من أهم دول المنطقة، وإعادة تطبيع العلاقات مع دمشق، وإما للتعرف على خطط وبرامج السلطات الجديدة والمخاطر التي تواجه الدولة عقب سقوط نظام الأسد، أو البحث عن صفقات جديدة في دولة لديها فرص استثمار جذابة وضخمة بخاصة في مجال البنية التحتية.

اليوم الثلاثاء، عادت حركة الطيران إلى مطار دمشق الدولي الذي استأنف تشغيل الرحلات الدولية، وبدأ الطيران الدولي يتجه نحو العاصمة، الخطوط الجوية القطرية استأنفت رحلاتها إلى دمشق بعد انقطاع دام 13 عاماً، وبعدها غادرت طائرة تابعة للخطوط الجوية الملكية الأردنية عمان متجهة إلى دمشق. المطار انطلقت منه أيضاً رحلتان باتجاه الإمارات عقب الانتهاء من عمليات إعادة تأهيله بعد تعرضه لعمليات سرقة يوم سقوط النظام. ‏وقبلها وصلت، يوم السبت، أول طائرة مساعدات مصرية إلى المطار، حاملة على متنها 15 طناً من المساعدات الإنسانية. وإيران تعلن استعدادها لاستئناف رحلاتها الجوية إلى دمشق.

عادت حركة الطيران إلى مطار دمشق الدولي الذي استأنف تشغيل الرحلات الدولية، والولايات المتحدة تخفف العقوبات المفروضة على سورية

واشنطن أرسلت أمس الاثنين إشارات إيجابية إلى النظام الجديد في دمشق، إذ أعلنت تخفيف العقوبات الأميركية المفروضة على سورية منذ العام 2011 بهدف تسهيل استمرار الخدمات الأساسية، وسمحت بإجراء معاملات مع المؤسسات الحكومية السورية.

وأصدر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، ترخيصاً عاماً يسمح لمنظمات الإغاثة والشركات بتقديم الخدمات الأساسية إلى سورية، مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وكذا المعاملات التي تدعم بيع أو توريد أو تخزين أو التبرع بالطاقة، بما في ذلك البترول والغاز الطبيعي، ويجيز الترخيص أيضاً المعاملات اللازمة لمعالجة التحويلات الشخصية غير التجارية إلى سورية، بما في ذلك التحويلات عبر البنك المركزي السوري. تطور مهم يفتح الباب أمام تلبية الاحتياجات الأساسية للشعب السوري من غذاء ووقود وتحويلات خارجية.

تركيا وقطر ترسلان سفينتين لتوليد الكهرباء إلى سورية، بهدف حل أزمة العتمة وتوليد 800 ميغاواط، وهو ما يعادل نصف الطاقة الكهربائية المولدة حالياً في البلاد. والعاصمة والمدن الرئيسية باتت على موعد لتوديع ظاهرة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وهي الأزمة التي تعانيها منذ سنوات طويلة.

داخل العاصمة دمشق تجرى اجتماعات سورية تركية مكثفة لإعادة هيكلة قطاع النقل بالكامل وإصلاح السكك الحديدية التاريخية، وتحسين شبكات النقل البري والبحري والبدء بإطلاق شبكة طرق، وإنشاء أنظمة مترو في المدن الكبرى، وتدشين طرق نقل بحرية بين مدن أنطاكيا ومرسين واللاذقية. ودخلت الأردن رسمياً على الخط وأعلن جاهزيته الكاملة ليكون بوابة رئيسة لإعادة إعمار سورية، كما بحثت أنقرة وعمان التعاون معاً في مشروع إعادة الإعمار.

آلاف اللاجئين السوريين يعودون إلى بلدهم من تركيا ولبنان والأردن والعراق وألمانيا للمشاركة في إعادة بناء سورية الجديدة. وعواصم عربية منها الرياض والدوحة وأبوظبي وعمان تستقبل وفودَ سورية برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني. وأحمد الشرع يستقبل وفود غربية في العاصمة.

يصاحب التحركات السياسية والاقتصادية الماراثونية في دمشق خطوات حكومية لتحسين الأحوال المعيشية للمواطن وزيادة الرواتب

يصاحب التحركات السياسية والاقتصادية الماراثونية في دمشق خطوات حكومية لتحسين الأحوال المعيشية للمواطن من خدمات الإنترنت والاتصالات المحلية والدولية، وتوفير السلع الأساسية في الأسواق من وقود وأغذية، وزيادة رواتب موظفي القطاع العام بنسبة 400% بدءاً من الشهر المقبل، ودعم الاحتياطي الاستراتيجي من القمح والحبوب، وتأكيد أن الدولة لديها قمح ووقود يكفيان لبضعة أشهر.

كما يصاحب كل تلك التحركات بوادر استقرار سياسي وأمنى، ودعوات إلى تسريع البت في قضايا العدالة والمساءلة بعد سقوط نظام الأسد، والاستعداد لملفات غاية في التعقيد مثل ملاحقة الأموال المنهوبة من قبل رموز النظام السابق، وفتح ملف النفط والغاز وترسيم الحدود البحرية.

المساهمون