باع الملياردير والمستثمر الأميركي وارن بافيت جزءًا كبيرًا آخر من حصته في أسهم شركة آبل، ليواصل تقليص أكبر استثمار في محفظة شركته بيركشاير هاثاواي للربع الرابع على التوالي. ووفقًا لتقرير أرباح الربع الثالث الصادر اليوم السبت، بلغ إجمالي قيمة أسهم آبل التي تمتلكها بيركشاير 69.9 مليار دولار في نهاية سبتمبر/أيلول، مما يشير إلى أن بافيت باع حوالي ربع حصته في الشركة، ليبقى حوالي 300 مليون سهم في حيازته.
وبمبيعات الربع الثالث، تكون حصة بافيت قد انخفضت بنسبة 67.2% منذ نهاية الربع الثالث من العام الماضي. وبدأ بافيت بتخفيض حصته في شركة تصنيع الهواتف الذكية آيفون والحواسب الآلية من ماركة ماك في الربع الرابع من عام 2023، وزاد من وتيرة البيع بشكل ملحوظ في الربع الثاني من هذا العام عندما فاجأ السوق ببيع ما يقارب نصف استثماره.
ولا تزال الأسباب الدقيقة وراء هذا البيع المستمر غير واضحة، لكن المحللين والمساهمين تكهنوا بأن السبب يعود إلى التقييمات المبالغ فيها للسهم، والتي جعلت الشركة صاحبة أعلى قيمة سوقية في السوق الأميركية والعالم. وقال آخرون إن السبب يرجع إلى استراتيجيات إدارة المحفظة لتقليل التركيز، حيث كانت حصة بيركشاير في آبل كبيرة لدرجة أنها شكلت نصف محفظة الأسهم الخاصة بالشركة.
وفي الاجتماع السنوي لبيركشاير في مايو/أيار، ألمح بافيت إلى أن البيع قد يكون لأسباب ضريبية، حيث توقع أن ترفع الحكومة الأميركية الضرائب على الأرباح الرأسمالية مستقبلاً للتخفيف من عجز الميزانية المتزايد. ومع ذلك، أثار حجم المبيعات تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الخطوة مجرد تخفيف ضريبي أو أن هناك دوافع أخرى وراءها.
وبدأت بيركشاير هاثاواي شراء أسهم آبل في عام 2016 تحت تأثير مساعدي بافيت، تيد ويشلر وتود كومبس. وقبل آبل، تجنب بافيت إلى حد كبير الاستثمار في شركات التكنولوجيا لسنوات طويلة، قائلاً إنها خارج نطاق خبرته. لكن بافيت وجد جاذبية في آبل بسبب قاعدة العملاء المخلصة وثبات الطلب على أجهزة آيفون، مما دفعه إلى زيادة حصته لتصبح أكبر استثمار في بيركشاير، حتى إنه وصف آبل في إحدى المرات بأنها ثاني أهم شركة بعد شركات التأمين التي يمتلكها.
ووسط موجة البيع الكبيرة، بلغت السيولة النقدية لبيركشاير 325.2 مليار دولار في الربع الثالث، وهو أعلى مستوى وصلت إليه الشركة على الإطلاق. كما توقفت بيركشاير عن عمليات إعادة شراء أسهمها تمامًا خلال هذا الربع.
وارتفعت أسهم آبل بنسبة 16% خلال العام، وهو أداء أقل بقليل من مؤشر إس أند بي 500، الذي يقيس مختلف قطاعات الأسهم الأميركية، والذي حقق مكاسب بنسبة 20%.