عقدت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، محادثات مع نظيرها الصيني ليو هي، اليوم الأربعاء، في أرفع مستوى من الاتصالات بين البلدين منذ اتفاق زعيمي البلدين على ضرورة البحث عن سبل لتعزيز العلاقات التي ازدادت توترا في السنوات الأخيرة.
يأتي أول اجتماع مباشر بين يلين ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو هي في وقت يواجه اقتصادا الولايات المتحدة والصين تحديات مختلفة ومتداخلة في الوقت ذاته، من بينها التجارة والتكنولوجيا.
وقال جوش ليبسكي، كبير مديري مركز جيو إيكونوميكس التابع لمجلس الأطلسي وفقا لوكالة "أسوشييتد برس"، إن "تحركا خاطئا في السياسة أو انحرافا في البيانات الإيجابية قد يدفعنا إلى أن نشهد جنوح الاقتصاد العالمي نحو الركود في عام 2023. لكلا البلدين مصلحة مشتركة في تجنب هذا السيناريو".
وذكر البنك الدولي الأسبوع الماضي أن الاقتصاد العالمي يقترب بشكل خطير من الركود هذا العام، نتيجة لضعف النمو في جميع الاقتصادات الكبرى في العالم - بما فيها الولايات المتحدة والصين.
وتوقع التقرير أن تعاني الدول منخفضة الدخل من أي انكماش اقتصادي تشهده القوى العظمى.
ويعود الاقتصاد الصيني إلى الانفتاح مجددا بعد جائحة كوفيد-19 التي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وإغلاق عدد لا يحصى من الشركات، فيما بدأت الولايات المتحدة في التعافي ببطء من تضخم هو الأكثر ارتفاعا منذ 40 عاما، وهي في سبيلها للوصول إلى سقف الدين القانوني، ما ينذر بمواجهة متوقعة بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس.
جولة أفريقية
يأتي لقاء الوزيرين الأميركي والصيني، قبيل جولة أفريقية تقوم بها جانيت يلين تشمل عدة دول أفريقية في خطوة لمواجهة النفوذ الصين المتزايد في القارة السوداء.
وستزور يلين في جولتها السنغال وزامبيا ثمّ جنوب أفريقيا، حيث تأتي الجولة بعد أسابيع من انعقاد قمة أفريقية أميركية في كانون الأول/ديسمبر في واشنطن أعلن خلالها البيت الأبيض عن خطط استثمارية بمليارات الدولارات في السنوات المقبلة في أفريقيا.
ولفتت وزارة الخزانة الأميركية إلى أن يلين ستشدّد خلال هذا اللقاءات على الجهود الأميركية لتعزيز الشراكات مع الدول الإفريقية، إلى جانب العلاقات الاقتصادية "من خلال رفع مستويات الاستثمارات والتدفقات التجارية".
ويُتوقع أن تُعلن الوزيرة الأميركية عن جهود مشتركة في مجال الصحة من أجل الاستعداد لمواجهة أي أوبئة في المستقبل، وفي مجال الأمن الغذائي.
كما ستتطرق يلين خلال جولتها الأفريقية إلى أهمية تحسين الوصول إلى الطاقات المتجددة، وإلى تداعيات الحرب في أوكرانيا.
وقالت سوزان بايج وهي سفيرة أميركية سابقة في جنوب السودان وأستاذة في جامعة ميشيغن لوكالة "فرانس برس"، إن "الهدف الأساسي من جولة يلين سيكون التموضع بالنسبة للصين، وهذا أمر مؤسف لأن الدول الأفريقية تريد أن تُرى على ما هي وليس كأنها ساحة معركة بين القوى الكبرى".
(أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
