قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، اليوم السبت، إنها تعتقد أنّ المؤهلات القوية للمرشح الأميركي لقيادة البنك الدولي، الرئيس التنفيذي السابق لـ"ماستركارد" أجاي بانغا، ستتغلب على أي انتقادات لعملية الاختيار.
وأكدت يلين، في مقابلة، دعمها للتقليد القديم المتمثل في اختيار الولايات المتحدة رئيس البنك الدولي، واختيار أوروبا رئيس صندوق النقد الدولي، لكنها قالت إنّ هذا الامتياز يأتي مع مسؤولية "ترشيح أقوى مرشح ممكن" للوظيفة.
وأضافت يلين: "أخذنا هذا الأمر على محمل الجد، وحاولنا تحديد مرشح نعتقد أنه يمتلك المهارة المناسبة لهذه الوظيفة، ونأمل أن يجري قبول مرشحنا على نطاق واسع في كل من الدول المقرضة والدول المقترضة".
وعبرت يلين عن سعادتها بالتعليقات الإيجابية التي صدرت حتى الآن من مسؤولين في القطاع المالي بمجموعة العشرين حول بانغا (63 عاماً)، وهو مواطن أميركي من أصل هندي يحظى بالتقدير لدوره في التحول الذي شهدته "ماستركارد"، وفي العمل على انتشال الناس في البلدان النامية من براثن الفقر.
وأعلن البنك الدولي، الأربعاء الماضي، أنّه يعتزم بحلول مطلع مايو/ أيار تعيين خلف لرئيسه المستقيل ديفيد مالباس، الذي سيغادر منصبه في 30 يونيو/ حزيران. وقال البنك، في بيان، إنّ باب الترشيحات للمنصب الشاغر سيُفتح من 23 فبراير/ شباط وحتى 29 مارس/ آذار.
لكن السرعة التي رشح بها الرئيس الأميركي جو بايدن، بانغا، في اختيار مفاجئ فور بدء مجلس إدارة البنك الدولي في قبول الترشيحات يوم الخميس، أثارت انتقادات من بعض الجماعات غير الهادفة للربح والمتخصصين في مجال المناخ والتنمية، مفادها أنّ الولايات المتحدة لم ترغب أبداً في إجراء منافسة مفتوحة حول هذه الوظيفة.
ويأتي ترشيح بانغا، الذي قال عنه بايدن إنّ "لديه إدراكاً جيداً للتحديات التي تواجه البلدان النامية، وخبرة سابقة في تعبئة الأموال الخاصة لمواجهة التحديات الأكثر إلحاحاً في عصرنا، بما في ذلك تغير المناخ"، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة، والدول المساهمة الأخرى، إلى توسيع اختصاص التنمية للبنك، ليشمل مكافحة الاحتباس الحراري.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن بانغا، أثناء رئاسته لـ"ماستركارد"، قوله: "بغض النظر عن هويتك أو ما تفعله، فإن تغير المناخ يؤثر عليك. وسيكون أكبر تأثير سلبي على الفئات الضعيفة اجتماعياً واقتصادياً".
ولدى بانغا اهتمام كبير بقضايا التنمية الاجتماعية، حيث عمل سابقاً في مجالس أمناء Enterprise Community Partners، والرابطة الحضرية الوطنية، وكان نائب رئيس مجلس الأمناء في قاعة نيويورك للعلوم، كما شغل منصب مدير مجلس التعليم الاقتصادي. وبالإضافة إلى ذلك، فقد قاد بانغا استراتيجية مجموعة سيتي في قطاع التمويل الأصغر حول العالم، خلال الفترة من 2005 إلى منتصف 2009.
وأعلن رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس استقالته في وقت سابق من الشهر الجاري، موضحاً أنه سيغادر منصبه بحلول 30 يونيو، أي قبل عام من انتهاء ولايته، في أوج إصلاحات تشهدها هذه المؤسسة المالية التي تواجه ضغوطاً لبذل مزيد من الجهود بشأن المناخ.
وكان مالباس (66 عاماً) الرئيس الثالث عشر للبنك الدولي، قد عين في هذا المنصب في إبريل/ نيسان 2019 لولاية مدتها خمس سنوات، بناءً على اقتراح من دونالد ترامب.
وبصفتها أكبر مساهم في البنك الدولي، ومع امتلاكها قوة تصويت بنسبة 16.35%، تتمتع الولايات المتحدة بنفوذ قوي فيما يتعلق بسياسات البنك الذي يعمل رئيسه بشكل وثيق مع وزارة الخزانة الأميركية.
(رويترز، العربي الجديد)