أعلنت الحكومة الإسبانية، اليوم السبت، عن وصول قطار محمّل بالحبوب من أوكرانيا، في إطار مشروع تجريبي لاستخدام السكك الحديدية لشحن المحاصيل، في الوقت الذي تتزايد فيه الجهود الأممية لتمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود والذي ينتهي العمل به أواخر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وانطلق قطار شحن تابع لشركة "رينفي" الإسبانية المملوكة للدولة من مدريد في التاسع من آب/أغسطس الماضي، إلى مدينة تشيلم البولندية الواقعة على مقربة من الحدود الأوكرانية.
ويتشكل القطار من 25 مستوعبا، كل منها بطول 12 مترا، وحُمّل بنحو 600 طن من الحبوب الأوكرانية في رحلة العودة إلى برشلونة، التي تبعد 2400 كلم عن المدينة البولندية.
ووصل القطار إلى عاصمة إقليم كتالونيا ليل الخميس، بعد توقّفين في لودز في وسط بولندا ودويسبورغ في غرب ألمانيا، وفق بيان لوزارة النقل الإسبانية.
وجاء في بيان الوزارة أن "المشروع يتيح لنا إجراء تحليل للجدوى التقنية والاقتصادية لنقل الحبوب بالقطارات، في خطوة مكمّلة للشحن البحري في فترة مطبوعة بالحرب الدائرة في أوكرانيا"، مشيرة إلى أن "المبادرة أظهرت أنه في السياق الحالي، يتطلّب النقل بالقطارات مسافات طويلة جهدا تنسيقيا كبيرا بين مختلف اللاعبين المشاركين في العملية".
ووقعت فرنسا ورومانيا، الشهر الماضي، اتفاقا لتطوير مشروع يهدف إلى زيادة الكفاءة في ميناء جالاتي، وتجهيز النقاط الحدودية في شمال رومانيا، وتعظيم الاستفادة من حاويات الحبوب المتمركزة في ميناء كونستانتسا، وزيادة القدرة الاستيعابية هناك، وفي قناة سولينا.
كما أن الاتفاق، وفقا لوزير النقل الفرنسي كليمنت بون، يشمل التصدير عبر النقل البري والبحري والنهري.
ورومانيا واحدة من الطرق البديلة المستخدمة لتصدير الحبوب الأوكرانية، وهي ثاني أكبر مصدّر للقمح في الاتحاد الأوروبي، بعد فرنسا، إلى دول خارج الاتحاد.
جهود لتمديد اتفاق الحبوب
من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، السبت، إن الجانب الأوكراني ينظر بإيجابية لتمديد العمل باتفاق إسطنبول الخاص بشحن الحبوب، في حين أن روسيا لديها بعض المخاوف بشأن شحن منتجاتها الزراعية والأسمدة.
وأوضح قالن، في تصريح تلفزيوني، أن الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تباحثا هاتفيا أمس، بشأن تمديد العمل باتفاق إسطنبول الخاص بشحن الحبوب الأوكرانية.
وأضاف وفقا لوكالة "الأناضول": "نرغب بتمديد هذا الاتفاق، تحدثنا إلى الجانب الأوكراني، وهم ينظرون إلى ذلك بشكل إيجابي، لكن الجانب الروسي لديه بعض المخاوف بشأن شحن محاصيلهم الخاصة والأمونيا والأسمدة".
وقال قالن إن الحرب إذا طال أمدها لن تؤدي إلى المزيد من الصراع والموت فحسب، بل ستؤثر أيضا على أسعار الطاقة وأسعار السلع الأساسية وستؤثر في أمور أخرى.
وأشار إلى أن تأثير الحرب سيكون على المستوى العالمي، لذلك نبذل قصارى جهدنا لإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات.
وفي السياق ذاته، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، أمس الجمعة: "إننا نحاول إزالة حالة عدم اليقين حول تمديد الاتفاق الذي ينتهي آخر نوفمبر المقبل"، مؤكدا أن "مسؤولي الأمم المتحدة يعملون أيضا على تيسير تصدير الحبوب والأسمدة الروسية".
وذكر دوجاريك للصحافيين، وفقا لوكالة "رويترز"، أنه من المقرر أن يسافر مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارتن غريفيث والمسؤولة التجارية البارزة بالأمم المتحدة ريبيكا غرينسبان إلى موسكو في غضون أسبوع تقريبا، لمناقشة القضيتين مع كبار المسؤولين.
وفي 22 يوليو/ تموز الماضي، شهدت إسطنبول توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية" بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.
وتضمن الاتفاق تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم، لكن روسيا انتقدت الاتفاق، وشكت من أن صادراتها ما زالت تواجه عراقيل. وقد تعترض موسكو على تمديد أجل الاتفاق الذي يسمح لأوكرانيا بالتصدير إلى ما بعد أواخر نوفمبر/تشرين الثاني.
وشملت الصفقة أيضا الأمونيا التي تعتبر مكونا رئيسيا في صناعة سماد النترات. وبعد أن غزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، أُغلق خط أنابيب ينقل الأمونيا من منطقة فولغا الروسية إلى ميناء يوجني الأوكراني على البحر الأسود، وتحاول الأمم المتحدة الآن التوسط لاستئناف صادرات الأمونيا.
وأوكرانيا وروسيا مصدران رئيسيان للحبوب والأسمدة في العالم. وقالت الأمم المتحدة إن الاتفاق بشأن الصادرات الروسية والأوكرانية ضروري لمواجهة أزمة الغذاء العالمية، التي قالت إنها تفاقمت بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا ودفعت نحو 47 مليون شخص صوب "الجوع الحاد".
(فرانس برس، الأناضول، رويترز، العربي الجديد)