واصلت الأسهم الأميركية تقليص الخسائر التي تكبدتها منذ بداية الشهر، حيث ساهمت مجموعة من البيانات التي صدرت يومي الثلاثاء والأربعاء في تعزيز الآمال في إنهاء بنك الاحتياط الفيدرالي سياساته المتشددة، لترتفع مؤشرات الأسهم الرئيسية لليوم الرابع على التوالي، وتتقلص خسارة الشهر لمؤشر إس أند بي 500 إلى 1.6%، قبل يوم واحد من انتهائه.
وبنهاية تعاملات يوم الأربعاء، كان المؤشر الأشمل مرتفعاً بنسبة 0.38%، وبات مؤشر داو جونز الصناعي مرتفعاً بنسبة 0.11%، بينما أضاف مؤشر ناسداك لقيمته أكثر من نصف النقطة المئوية.
وجاءت مكاسب الأسهم الأربعاء على خلفية بيانات حديثة، أظهرت إضافات ضعيفة للوظائف في الشركات الأميركية، خلال أغسطس/آب الجاري.
وقال تقرير التوظيف الوطني الصادر عن شركة ADP، الأربعاء، إن التوظيف في الشركات الأميركية تراجع أكثر من التوقعات، مما يؤكد أن سوق العمل واصلت تباطؤها، بعد سياسات التشديد النقدي التي اتبعها البنك الفيدرالي، على مدار العامين الأخيرين.
وأفاد التقرير بأن الشركات الأميركية أضافت 177 ألف وظيفة الشهر الحالي، أي أقل من الـ195 ألف وظيفة التي توقعها الاقتصاديون الذين شملهم استطلاع رفينيتيف، وهي زيادة تقل كثيراً عن الزيادة المنقحة البالغة 371 ألف المسجلة في يوليو/تموز. وتعد إضافة الوظائف الشهر الجاري الأقل منذ مارس/آذار الماضي.
أيضاً، أظهرت البيانات ارتفاع الأجور السنوية بنسبة 5.9%، وهو أبطأ نمو منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2021، بحسب التقرير. وبالنسبة للعمال الذين غيروا وظائفهم، ارتفعت الأجور بنسبة 9.5%، بانخفاض عن 10.2% التي تم تسجيلها الشهر السابق.
ومؤخراً، أصبحت أخبار الوظائف والأجور السيئة دافعاً لارتفاع الأسهم الأميركية، كونها تمثل ضغطاًَ على البنك الفيدرالي لوقف قرارات رفع الفائدة في المستقبل القريب.
وفي أوروبا، تراجعت الأسهم يوم الأربعاء، بعد أن هوى سهم شركة أورستد الدنماركية، وانخفضت أسهم الشركات التي لها أعمال في الغابون، بعد ورود أنباء عن حدوث انقلاب عسكري في البلاد. وارتفعت عوائد سندات منطقة اليورو، أي انخفضت أسعارها، بفعل رهانات على رفع البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول.
وأنهى مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية تعاملات منخفضا 0.2%، بعد أن ارتفع في وقت سابق بما يصل إلى 0.3%، مسجلاً أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع.
وارتفعت عوائد سندات منطقة اليورو مع توقع المتداولين أن يرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر/أيلول، قبل أن تتقلص المكاسب بعد البيانات الأميركية التي جاءت أضعف من المتوقع، وفقاً لما ذكرته وكالة "رويترز".
وانخفض مؤشر الدنمارك 1.6% يوم الأربعاء بعد أن هوى سهم شركة أورستد لمزارع الرياح البحرية 24.8%.
وتراجعت أسهم شركة "تالو أويل" المدرجة في لندن، وشركات الطاقة الفرنسية "توتال إنرجيز غابون" و"موريل إيه. بروم" و"إراميت" بما يتراوح بين 6.6% و16.5%، بعدما أثار الانقلاب العسكري في الغابون المخاوف بشأن عملياتها هناك.
أيضاً تسببت التطورات في الغابون في ارتفاع أسعار النفط، رغم قلة نصيب الغابون، أحد أعضاء منظمة "أوبك" في إنتاج النفط العالمي، حيث ساهم إعصار إداليا، الذي يضرب الأراضي الأميركية حالياً، وأنباء تراجع المخزونات في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للوقود في العالم، في زيادة المخاوف من نقص الإمدادات العالمية.
وعند تسوية المعاملات الآجلة يوم الأربعاء، كان سعر برميل النفط من خام برنت مرتفعاً 37 سنتا، أو 0.43%، مسجلاً 85.86 دولاراً، بينما كان سعر البرميل من خام غرب تكساس الأميركي مرتفعاً 47 سنتا، أو 0.58%، مسجلاً 81.63 دولاراً.