أعلنت الحكومة الأوكرانية، أن 16 سفينة محملة بالحبوب تنتظر دورها لمغادرة موانئ أوديسا نحو الأسواق التصديرية، وذلك بعد أن غادرت أول شحنة البلاد، صباح اليوم الاثنين، بموجب اتفاق دولي مبرم مع روسيا في إسطنبول، ما يمثل انفراجة لأزمة انقطاع السلع الأساسية من أحد أكبر الموردين العالميين للحبوب منذ اندلاع الحرب نهاية فبراير/شباط الماضي، والتي أضرت بالكثير من الدول المستوردة.
وقال وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف في بيان، إن "هناك 16 سفينة أخرى تنتظر دورها بالفعل في موانئ أوديسا الكبرى.. هذه هي السفن التي تم حظرها منذ بداية الغزو الروسي الشامل"، مضيفا: "اليوم تخطو أوكرانيا خطوة أخرى، مع شركائها، لمنع حدوث مجاعة في العالم".
وتابع كوبراكوف "فتح الموانئ سيوفر ما لا يقل عن مليار دولار إيرادات بالنقد الأجنبي للاقتصاد وفرصة للقطاع الزراعي للتخطيط لموسم الزراعة العام المقبل".
26 ألف طن ذرة للبنان
وفي وقت سابق اليوم، غادرت أول سفينة تحمل أكثر من 26 ألف طن من الذرة، وفق بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية، مشيرة إلى أن الشحنة ينتظر أن تصل إلى إسطنبول غدا الثلاثاء بغرض إتمام عمليات التفتيش، لتتجه بعدها نحو لبنان.
وكتب وزير البنية التحتية الأوكراني على تويتر "غادرت أول سفينة حبوب منذ العدوان الروسي الميناء.. بفضل دعم جميع البلدان الشريكة لنا والأمم المتحدة، تمكنا من التنفيذ الكامل للاتفاق الموقع في إسطنبول".
وفي 22 يوليو/تموز الماضي، جرت في إسطنبول برعاية الرئيس رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، مراسم توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية" بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.
وفي إطار الاتفاق، تم إنشاء مركز تنسيق مشترك في إسطنبول بوجود أفراد من الأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا وتركيا.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن سفن الحبوب الأوكرانية سيتوالى تصديرها بنفس آلية الشحنة الأولى، التي غادرت ميناء أوديسا، اليوم.
وأضاف أكار، في حديث أدلى به، خلال استضافته في الاجتماع التحريري لوكالة "الأناضول" بمقر الوكالة في العاصمة أنقرة، أن أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، يمكن أن تؤثر على حركة الهجرة من أفريقيا إلى أوروبا وتركيا. وتابع: " في موانئ روسيا مواد غذائية وكيميائية تنتظر الشحن، وسنكون سعداء في حال قدمنا مساهمة بهذا الصدد".
بدوره، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريس، بمغادرة سفينة الحبوب الأوكرانية، مشيرا في بيان صادر عن المنظمة الأممية إلى أن "الأمين العام يأمل في أن تكون هذه الأولى من بين العديد من السفن التجارية بموجب الاتفاقية الموقّعة، وأن تحقق الاستقرار والمساعدة الضروريَين للأمن الغذائي العالمي، خصوصاً في ظلّ الظروف الإنسانية الهشة جدا".
انتظار إشارة البدء
كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أعلن الجمعة الماضي، استعداد بلاده لشحن الحبوب من مواني البحر الأسود، في انتظار إشارة البدء من الأمم المتحدة وتركيا لتصدير الشحنات، وفق الاتفاق.
زار زيلينسكي ميناء تشورنومورسك المطل على البحر الأسود، وتحاصره روسيا، للاطلاع على الاستعدادات لتصدير الشحنات بموجب الاتفاق، حسب ما ذكره مكتب الرئيس الأوكراني.
ونقل المكتب عن زيلينسكي قوله: "جانبنا مستعدّ تماماً. أرسلنا كل الإشارات إلى شريكينا (الأمم المتحدة وتركيا)، وجيشنا يضمن الوضع الأمني، أوكرانيا لديها ما قيمته نحو 10 مليارات دولار من الحبوب المتاحة للتصدير".
قال تاراس فيسوتسكي، النائب الأول لوزير الزراعة الأوكراني في تصريحات للتلفزيون الأوكراني، الأسبوع الماضي، إنّ صادرات بلاده من الحبوب قد تصل إلى 3.5 ملايين طن شهرياً في المستقبل القريب بفضل الاتفاق، لافتا إلى أن حجم صادرات الحبوب سيزيد تدريجياً كل شهر، بدءاً من نحو 1.5 مليون طن في أغسطس/آب.
انفراجة للعالم
وقال وزير الخارجية الأوكراني ديميتري كوليبا، اليوم، إن استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية يشكّل "انفراجاً للعالم". وكتب كوليبا في تغريدة "إنه يوم انفراج بالنسبة للعالم، وخصوصاً بالنسبة لأصدقائنا في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، بينما تغادر الحبوب الأكرانية الأولى أوديسا بعد أشهر من الحصار الروسي".
وأضاف "لطالما كانت أوكرانيا شريكاً يمكن الاعتماد عليه وستبقى كذلك إذا احترمت روسيا التزاماتها في الاتفاق".