لا تزال تكلفة خام النفط مختلفة على جانبي الأطلسي مع ارتفاع الفجوة بين خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت إلى أعلى مستوياتها منذ 13 شهراً بحوالي 12 دولاراً للبرميل.
تسبب الارتفاع الشديد في المخزونات الأميركية وغياب ردة الفعل على التخفيض الحاد في منصات النفط الأميركية في وضع خام غرب تكساس الوسيط في موقع الدفاع بينما استفاد خام برنت من الطلب الأوروبي على المصافي وانقطاع العرض من ليبيا والعراق.
اختلفت أسعار الغاز الطبيعي كذلك على جانبي الأطلسي إذ انخفضت الأسعار في نيويورك استجابة للسحب المتدني أكثر من المتوقع من المخزونات، بينما ساعد الارتياب في أوروبا بشأن توريدات الغاز من روسيا، بالإضافة إلى الفترة الطويلة للطلب الشتوي على رفع أسعار الغاز البريطاني.
أدت عودة المتداولين الصينيين بعد عطلة احتفالات السنة الصينية الجديدة، والتي دامت لأسبوع، إلى قفزة في النحاس جراء التوقعات بالمزيد من الدعم الحكومي، مما قد يؤدي إلى دفع النمو رفقة الطلب على المعادن الصناعية. وساعدت كذلك الإشارات التي تدل على أن العرض قد يتراجع بعد الارتفاع الحالي للمعدن الأبيض على الانتعاش وتحقيق لقب أفضل السلع أداء في الشهر في أكثر من سنة.
خسرت قهوة أرابيكا التي انتعشت في مثل هذا الوقت من السنة الماضية بنسبة 60% بسبب الجفاف البرازيلي ما نسبته 14% إلى هذا الوقت من السنة كان معظمها في هذا الأسبوع. وفي هذه المرة ربما بسبب المطر في البرازيل، الذي أدى إلى انخفاض السعر ووصوله خلال الأسبوع إلى أدنى مستوياته في سنة عند 140 سنتاً، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 37% عن قمة السنوات السابقة.
وبما أن مصائب قوم عند قوم فوائد، فما عليك سوى النظر إلى ستاربكس عند الحديث عن القهوة، حيث أدى تغير التوجه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى هبوط القهوة بنسبة 37% بينما انتعشت ستاربكس بمعدل الثلث.
خام برنت يبتعد عن النفط الأميركي
قفزت مخزونات النفط الخام الأميركية إلى أعلى مستوياتها في عقود عديدة إلى 434 مليون برميل، بينما وصل الإنتاج إلى 9.3 ملايين برميل في اليوم.
سنشهد كذلك تأثيراً سلبياً على الإنتاج بسبب التخفيض بنسبة 36% من عدد منصات الإنتاج الأميركية منذ أكتوبر الماضي.
ويمكن اعتبار بعض قفزات المخزونات الكبرى التي شهدناها في الأسبوعين الماضيين على أنها مؤقتة نظراً لتراجع الطلب على المصافي. ويكمن السبب وراء هذا إما من المشاكل التشغيلية بسبب الجو القطبي البارد أو الإضراب أو الصيانة الموسمية.
وهي مع ذلك، تسلط الضوء على حقيقة أنه بينما تتراجع تخمة العرض في مكان آخر، تستمر المخزونات الأميركية في الارتفاع، والذي يمكن دفعه إلى الاستقرار، إما من خلال زيادة الطلب و/أو انخفاض الإنتاج.
اقرأ أيضاً: خبراء: الوقت مناسب لشراء الذهب
اقرأ أيضاً: ارتياح سعودي لخطة إغراق الأسواق بالنفط
أبقى بيع عقود الخام العاجلة خام غرب تكساس الوسيط خافتاً، بينما تمكن خام برنت من الاستجابة إلى الأخبار المواتية من السوق العالمي مثل التصريحات الأسبوعية من المملكة العربية السعودية حول ارتفاع الطلب، ومن وكالة الطاقة الدولية حول عودة سوق النفط إلى الاستقرار في الأشهر القادمة جراء ارتفاع الاستهلاك وتراجع التوريدات، في حين ساعدت اضطرابات العرض الحالية من العراق وليبيا إلى تراجع العرض.
التطورات الحالية تشكل نعمة لأوبك
تمثل الأحداث الحالية أخباراً جيدة من منظور منظمة الأوبك حيث يمتلك أعضاء أوبك أسعارهم الخاصة للنفط مقابل العلامة الدولية خام برنت، بينما يتلقى منتجو النفط الصخري الأميركي دفعاتهم لقاء النفط الذي ينتجونه بناء على أسعار خام غرب تكساس الوسيط.
انتعش خام برنت حالياً بمعدل 15 دولاراً للبرميل من سعره المنخفض في يناير متفوقاً على الارتفاع الهزيل الذي شهده خام غرب تكساس الوسيط بمعدل 6 دولارات للبرميل.
الصين تدعم الذهب
بعد انتقال الذهب من القمة إلى القاع بمعدل 117 دولاراً للأوقية خلال الشهر الماضي، تدبر الذهب تأسيس الدعم عند 1190 دولاراً للأوقية قبل أن تعيده الإشارات على الطلب الخافت من المتداولين الصينيين العائدين من الإجازة فوق 1200 دولار للأوقية.
يتم اختبار هذا الدعم الوليد بالفعل، يوم الخميس الماضي، عندما استأنف الدولار انتعاشه، ليصل إلى أعلى مستوياته مقابل اليورو في شهر واحد، حيث تسبب في ارتفاع الدولار البيانات الأميركية التي أظهرت ارتفاعاً في تضخم أسعار المستهلكين الأساسية.
من المتوقع أن تبدأ لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة في رفع المعدلات في وقت لاحق من العام الجاري، ويعتمد التوقيت حالياً على البيانات الاقتصادية الورادة.
بدأ المستثمرون عودتهم إلى الذهب في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وبيعت خلال التصحيح الحالي بثلاثة أرقام نسبة ضئيلة من الاستثمارات الجديدة في المنتجات المتداولة في البورصة، ووصل إجمالي الأرصدة إلى أعلى مستوياتها منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي خلال الأسبوع الماضي فقط.
يبحث المستثمرون والمتداولون على حد سواء عن استثمارات بديلة في السندات والأسهم إلى حد ما، حيث أدى الانتعاش المستمر إلى قدر كبير من التردد في المشاركة في هذه المرحلة.
تمر العائدات الحقيقية على السندات الأميركية في طور الهبوط مجدداً، لا سيما بسبب ارتفاع التوقعات حول التضخم الذي يشير إلى إضافة الدعم إلى الذهب.
وأثارت مقاومة الذهب للهبوط جراء ارتفاع الدولار انتعاشاً في الذهب المسعر باليورو. ويبدو هذا منطقياً نظراً للبداية الوشيكة لبرنامج التيسير الكمي الذي يطلقه البنك المركزي الأوروبي.
انكسر الميل الهبوطي منذ ارتفاع يناير/كانون الثاني ومع تأسيس القاع المزدوج عند 1190 دولاراً للأوقية، سيكون الهدف الصعودي الأول متمثلاً عند 1235 دولاراً للأوقية في مقدمة متوسط الحركة الممتد لمئتي يوم عند 1246 دولاراً للأوقية.
اقرأ أيضاً: الفساد يعطل استغلال ثروات العراق النفطية