نقلت صحيفة لاكَروا الفرنسية صورة اقتبستها من تويتر، وتظهر تدافعا كبيرا لمواطنين، أمام متجر بيع منتجات تدعمها الدولة، وعليها تعليق: "لا يتعلق الأمر، هنا، بانتخابات، بل يتعلق الأمر، تحديدا، بأناس يأملون في الحصول على كيس صغير من السُكَّر. الأمر مذّل.."
المشهد، كما تقول الصحيفة الفرنسية، نقلا عن مراسلتها في القاهرة، جينّا ليبراس، ينتشر في عموم البلد. ووصل الأمر بمواطنين إلى وقف قافلة بضائع على الطريق مترجّين من السائقين أن يتوقفوا في بلدتهم.
وترى الصحيفة التي كرست صفحة كاملة، في عدد اليوم، الثلاثاء 25 أكتوبر/ تشرين الأول عن الأزمة في مصر أن التذّمر من سياسات الرئيس السيسي، الذي مضت على وصوله للسلطة سنتان ونصف، والذي وعد ناخبيه بوضع حد للإرهاب وبإحداث إقلاع اقتصادي في البلد، لم يكن بمثل هذه الحدة من قبل.
وليس أدلّ على تردّي الأوضاع في مصر، من الإشارات الاقتصادية التي دفعت الحكومة إلى طلب مساعدات تصل إلى 11 مليار يورو (12 مليار دولار) من صندوق النقد الدولي. حالة خانقة تعيشها مصر، واعترف بها السيسي الذي طالب من المواطنين المصريين قبول قرارات صعبة سيتم اتخاذها وأن يتسامحوا معها ويصبروا.
وتكشف الصحيفة الفرنسية "أن المصريين، القادرين على تقديم تنازلات حين يتعلق الأمر بالعدالة (ما بين 20 ألف إلى 50 ألف سجين في مصر، معظمهم من حركة "الإخوان المسلمون" ومناضلون في حقوق الإنسان)، لا يمكنهم، أن يفعلوا نفس الشيء في مواجهة ندرة الخبز والسكر".
وترى الصحيفة الفرنسية أن أزمة السكر فضحت هشاشة الاقتصاد المصري، فالبلد الذي ينتج مليوني طن من السكر يستهلك 3.2 ملايين طن.
ولا ينحصر الأمر في مادة السكر، إذ تكشف شهادات مواطنين، يعترفون أن مرتباتهم غير قادرة على تأمين حاجياتهم، لأن الغلاء طاول كلّ المواد الاستهلاكية.
ويؤثر هذا الغلاء على كل الشرائح الاجتماعية المصرية. وبعض أفراد الطبقة الوسطى يعترفون أيضا أن قدراتهم الشرائية تدنت إلى مستوى النصف في غضون سنتين.
وتكتب الصحفيّة الفرنسية "إن المصريين على حافة الانفجار، إذ في الأسبوع الماضي أقدم مواطن مصري على إشعال النار في جسده، في الإسكندرية، بسبب ظروفه الحياتية القاسية.
وبعدها اشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي بهاشتاغ بوعزيزي الاسكندرية، وهي إشارة إلى الربيع العربي، وكذا تحذير للسلطة القائمة"، إضافة، كما تقول الصحفية، إلى فيديو سائق التوك توك، الذي انتقد الخيارات الاقتصادية السيئة للرئيس السيسي.
وتنهي الصحفية جينّا ليبريس، مقالها بالتذكير بدعوات تنتشر في شبكات التواصل الاجتماعي، وتدعو للتظاهر، يوم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، في مصر.