قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) يوم الخميس إن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت في سبتمبر/ أيلول لأعلى مستوى لها منذ مارس / آذار 2015 يقودها السكر. وباستثناء انخفاض بسيط في يوليو/ تموز زاد مؤشر الفاو لأسعار الغذاء بشكل مستمر منذ يناير/ كانون الثاني بعد نزوله لأدنى مستوى في سبعة أعوام.
وسجل المؤشر الذي يقيس التغيرات الشهرية لسلة من الحبوب والزيوت النباتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر 170.9 نقطة في سبتمبر/ أيلول بارتفاع 2.9 بالمئة عن الشهر السابق وعشرة بالمئة عنه قبل عام.
وقالت الفاو "إن أسعار السكر زادت 6.7 بالمئة في سبتمبر/ أيلول مقارنة بالشهر السابق، ويرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى الطقس السيئ في البرازيل أكبر منتج ومصدر للسكر في العالم".
وانخفضت أسعار الحبوب بشكل طفيف لكن أسعار اللحوم ومنتجات الألبان والزيوت النباتية ارتفعت.
وقال عبد الرضا عباسيان كبير الخبراء الاقتصاديين في المنظمة "يرجع جانب كبير من زيادة سبتمبر/ أيلول إلى السكر، فإذا توقف ارتفاع سعر السكر استقر المؤشر نوعا ما".
وفي سياق متصل، رفعت فاو توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمي في موسم 2016-2017 إلى 2.569 مليار طن، وهو ارتفاع قياسي ويعادل زيادة 1.5 بالمئة عن الموسم السابق. ومن المتوقع أن يصل إنتاج القمح العالمي إلى 742.4 مليون طن بزيادة طفيفة عن التوقعات السابقة التي كانت 740.7 مليون طن.
قالت (الفاو) إنها تتوقع أن تحافظ أسواق الغذاء العالمية على "توازنها عموماً" في العام المقبل، في ظل الانخفاض والاستقرار النسبي في أسعار السلع الزراعية الأكثر تداولاً في العالم.
وأشارت المنظمة في تقرير "توقعات الغذاء" الصادر اليوم الخميس إلى أنها تتوقع أن تنخفض قيمة فاتورة مستوردات العالم من الأغذية إلى أدنى مستوى لها في 6 سنوات، نتيجة للتوقعات بانخفاض أسعار الغذاء خاصة الحبوب الأساسية.
تساهم التوقعات بتسجيل مستويات قياسية من الإنتاج العالمي لمحاصيل القمح والأرز هذا العام، بالإضافة إلى انتعاش إنتاج الذرة، في الحفاظ على مخزونات وافرة وأسعار منخفضة. وبحسب الفاو، من المتوقع أن يرتفع الإنتاج العالمي من الحبوب في عام 2016 إلى 2569 مليون طن، بزيادة 1.5 بالمئة عن العام السابق، وبما يكفي لمواصلة تعزيز المخزونات الحالية.
كما يُتوقع أيضاً أن تنخفض القيمة الإجمالية لمستوردات الغذاء بالدولار الأميركي بنسبة 11 بالمئة خلال 2016 لتسجل 1.168 تريليون دولار في ظل انخفاض فاتورة مستوردات المنتجات الحيوانية والمواد الغذائية المرتكزة على الحبوب بشكل يعوّض عن الارتفاع الحاصل في فاتورة واردات الأسماك والفواكه والخضروات والزيوت، والسكر على وجه التحديد.
رفعت "الفاو" توقعاتها للإنتاج العالمي من القمح إلى 742.4 مليون طن في ظل ارتفاع الإنتاج في الهند والولايات المتحدة وروسيا حيث من المتوقع أن يتجاوز إنتاج الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر أكبر مصدر للقمح في العالم. كما يتوقع أن يصل حجم استهلاك القمح إلى 730.5 مليون طن، بما يشمل الارتفاع المتوقع في استخدام القمح الأقل جودة لإطعام الحيوانات.
كما تتوقع "الفاو" زيادة الإنتاج العالمي من الأرز للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، بنسبة 1.3 بالمئة ليصل أعلى مستوى له على الإطلاق عند مستوى 497.8 مليون طن، مدعوماً بالأمطار الموسمية الوفيرة التي عمت أنحاء مختلفة من قارة آسيا، بالإضافة إلى الزيادات الكبيرة في إنتاج أفريقيا.