أبدت سلطات إقليم كردستان العراق، اليوم الأربعاء، موافقتها على مقترح لرئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بتولي بغداد بيع نفط كردستان مقابل دفع رواتب 1.4 مليون موظف ومتقاعد في الإقليم.
وأوضح الإقليم في بيان للحكومة، اليوم، وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، أن: "حكومة الإقليم تقبل بعرض رئيس الوزراء بخصوص صرف رواتب جميع الموظفين في إقليم كردستان بشكل منتظم مقابل تولي الحكومة ببغداد عملية بيع كامل إنتاج الإقليم من النفط الخام".
وأبدى البيان استغرابه من طرح العبادي المقترح خلال لقاء تلفزيوني وليس في الاجتماع الثنائي مع وفود الإقليم، لافتاً إلى أنه "لا نستطيع تفسير طرح السيد العبادي لهذا الحل في مقابلة تلفزيونية مع أنه كان يستطيع طرحه في الاجتماعات واللقاءات التي عقدت بين الجانبين".
وأضاف "نقبل بالعرض المقدم بتأمين رواتب جميع الموظفين في إقليم كوردستان من قبل الحكومة العراقية، وبالمقابل ستقوم الحكومة في إقليم كوردستان بتسليم كل الواردات النفطية إلى الحكومة العراقية"، مشيراً إلى أن "عدد موظفي ومتقاعدي الإقليم يبلغ مليوناً و400 ألف، مجموع رواتبهم 890 مليار دينار 336 مليار دينار منها مخصصة لرواتب قوات البيشمركة".
اقرأ أيضاً: حكومة بغداد لإقليم كردستان: النفط مقابل الرواتب
وقال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمس الثلاثاء، إن بغداد ستدفع رواتب موظفي الحكومة في كردستان، وذلك إذا أوقفت المنطقة شبه المستقلة في الشمال بيع النفط بشكل مستقل، ملمحاً إلى إمكانية إحياء اتفاق لتقاسم النفط والإيرادات.
وبعد طفرة اقتصادية دامت عشر سنوات بدأت حكومة إقليم كردستان تعاني في 2014 عندما قلصت بغداد حصتها من الميزانية بعد أن شيد الأكراد خط أنابيب يصل إلى تركيا سعياً لتحقيق الاستقلال الاقتصادي، وتسبب ذلك في خفض رواتب موظفي القطاع العام بما يصل إلى 75%.
وحكومة إقليم كردستان العراق مثقلة بالديون وعليها متأخرات لأربعة أشهر وتضررت كثيراً بانخفاض سعر النفط إلى ما دون 30 دولاراً للبرميل الأسبوع الماضي، بعد أن كان البرميل يتجاوز مئة دولار قبل عامين، وتعتمد حكومة الإقليم على عوائد النفط لمواصلة عملها.
وبلغ متوسط صادرات النفط من شمال العراق عبر خط الأنابيب إلى تركيا 601 ألف و811 برميلاً يومياً الشهر الماضي، معظمها من حقول في المنطقة الكردية.
وجاء الباقي من حقل كركوك المتنازع عليه الذي تشغله شركة نفط الشمال التي تديرها الدولة العراقية، لكنه خاضع للسيطرة الكردية منذ يونيو/حزيران 2014 عندما اجتاح مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية شمال البلاد، وحذر المسؤولون الأكراد في الفترة الأخيرة من أن منطقتهم تواجه انهياراً اقتصادياً.
اقرأ أيضاً:
أوبك تطالب الدول غير الأعضاء بتقليص فائض مخزونات النفط
العراق يرفع إنتاج النفط إلى مستوى قياسي