تفاقم عدد الفقراء في اليمن خلال أقل من عام، بسبب الحرب التي تشهدها البلاد، ليزحف الفقر إلى نحو 80% من إجمالي سكان البلاد البالغ عددهم 24 مليون نسمة.
وبحسب تقرير حديث للبنك الدولي، فإن عدد الفقراء زاد من 12 مليون نسمة في إبريل/نيسان 2015 إلى أكثر من 20 مليوناً الآن، مشيرا إلى أن الاضطرابات أدت إلى انتكاس عقود من التقدم المحرز في عملية التنمية في اليمن.
وكانت اليمن قبل الأحداث الأخيرة تصنف وفقاً لتقارير دولية من أفقر بلدان العالم، حيث يعيش أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر.
وأوضح تقييم أولي للبنك في تقرير صادر، أمس الجمعة، أن حجم الأضرار بسبب الحرب يراوح بين 4 و 5 مليارات دولار في أربع مدن هي صنعاء العاصمة (شمال البلاد) وعدن وزنجبار (جنوب) وتعز (وسط).
وقال أحمد شماخ الخبير الاقتصادي اليمني، في تصريح لـ "العربي الجديد"، إن الحرب الدائرة أدت إلى شلل في الحركة الاقتصادية وتسريح نسبة عالية من موظفي القطاع الخاص تصل إلى نحو 60% وفق التقديرات المحلية.
وأضاف شماخ أن الأحداث الجارية دفعت غالبية أسعار السلع الأساسية نحو الارتفاع، في الوقت الذي لم يعد الكثير من المواطنين قادرين على تغطية احتياجاتهم من الغذاء، لضعف القدرة الشرائية وعدم وجود السيولة النقدية بين أيدي المستهلكين.
وكان برنامج الأغذية العالمي حذر، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2015، من أن "وضع الأمن الغذائي في اليمن يتدهور بسرعة"، قائلاً إن "10 من أصل 22 محافظة يمنية تواجه انعدام الأمن الغذائي".
وجدد البرنامج تحذيره، في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، مشيرا إلى ان النزاع فاقم الأزمة، إذ "انضم أكثر من 3 ملايين شخص إلى صفوف الجياع في أقل من سنة".
وبحسب تقرير البنك الدولي الأخير، تشير التوقعات إلى أن الاحتياجات الإنسانية في اليمن تبلغ حوالي 1.6 مليار دولار، وهي آخذة في الارتفاع، فيما لم يتم بعد إجراء أي تقدير لاحتياجات إعادة الإعمار نتيجة استمرار الصراع.
وأشار إلى أن عدد المشردين داخليا، زاد إلى خمسة أضعاف منذ تفجر الصراع في مارس/آذار 2015، ليصل إلى أكثر من 2.5 مليون شخص، بما يعادل 10% من السكان في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
اقرأ أيضاً:
الحوثيون يوقفون معاشات 1.5 مليون مواطن
بائع المثلجات يُبهج اليمنيين بعربته الملونة.. ويشكو الحرب