تتوقع وزارة الزراعة في قطاع غزة موسماً جيداً في إنتاج النخيل هذا العام، ليتراوح وفق التقديرات بين 12 و15 ألف طن، مقارنة مع إنتاج العام الماضي البالغ 7 آلاف طن، بعد السيطرة على الأمراض النباتية، التي ازدادت في السنوات الأخيرة، بسبب منع الاحتلال إدخال المواد الكيميائية اللازمة لمكافحة الحشرات.
وانقضى موسم النخيل الحالي دون إصابات مرضية للأشجار، بحسب ما تقول مصادر في وزارة الزراعة، لـ"العربي الجديد"، بينما كانت سوسة النخيل قد قضت على الموسم السابق بنسبة كبيرة في القطاع.
ويقول نزار الوحيدي، مدير التربة والري في وزارة الزراعة في غزة، في تصريح خاص، إنه تم السيطرة على سوسة النخيل، والتي كانت تهدد ما يقارب 140 ألف شجرة مثمرة في مختلف محافظات غزة، الأمر الذي قد يزيد إنتاج النخيل على صعيد الموسم الحالي.
ويشير الوحيدي إلى أنّ الزيادة في مساحة الكميات المزروعة، والسيطرة على الأمراض النباتية، وعدم نفوق بعض أشجار النخيل لهذا العام، يساعد على إنتاج كميات مضاعفة عن العام الماضي، بحيث قد يزيد متوسط إنتاج النخلة الواحدة من البَلح عن 100 كيلوغرام.
ويلفت إلى التنوع في إنتاج أشجار النخيل بعد أن تمت زراعة 10 أصناف من أنواع البلح، لتلبية أذواق المواطنين وتوفير الكميات المتنوعة التي تتناسب مع الصناعات القائمة على النخيل.
ويوضح الوحيدي أنّ هناك مصانع تم إنشاؤها حديثًا، تتبنى إنتاج أشجار النخيل كل عام، لإنتاج صناعات غذائية كالتمر والمعجنات وبعض الحلويات، وأخرى كيميائية يرغبها الكثير من المواطنين في القطاع، مثل إنتاج الأعلاف والأدوية وبعض صناعات الأثاث.
ويشهد قطاع غزة تزايداً ملحوظاً في الاعتماد على المشاريع الصغيرة القائمة التي تعتمد على الأفراد، حيث يقوم المزارعون بالاستفادة من شجر النخيل إلى أقصى حد.
وتعد سوسة النخيل الحمراء من أخطر الآفات التي تهاجم أشجار النخيل. وتنبع خطورة الحشرة، وفقا للخبراء الزراعيين، في أنها تملك من الخواص ما يمكنها من الطيران وقذف بيضها في جذع النخلة، لتتولى بعد ذلك يرقاتها التهام أنسجة الجذع الداخلية محدثة فيها ثقوبا تقود في النهاية إلى تآكلها وسقوطها.
وسبق أن قال وائل ثابت، مدير عام وقاية النبات في وزارة الزراعة بغزة، في تصريح لـ"العربي الجديد" في يناير/كانون الثاني الماضي، إن سوسة النخيل الحمراء تشكل تهديدا حقيقيا للبساتين دون استثناء، مشيرا إلى أن طواقم الوزارة اكتشفت وجود الحشرة بالقطاع في سبتمبر/أيلول 2011.
ويمنع الاحتلال الإسرائيلي، ضمن إجراءات الحصار المشدد المفروض على غزة منذ قرابة العقد، إدخال المواد الكيميائية اللازمة لمكافحة الحشرة بشكل فعال وسريع الأمر الذي ساهم في تفاقم خطر السوسة الحمراء، وزاد من رقعة انتشارها.
وتستخدم عدة طرق لمكافحة سوسة النخيل، أبرزها المركبات الكيميائية وغاز التعقيم والحرق، بالإضافة إلى نصب المصائد داخل البساتين وفي المناطق الحدودية، في حين يتم التخلص من النخلة المصابة إذا تجاوزت نسبة الإصابة 50%.
وبالإضافة إلى أضرار الحصار، تكبّد مزارعو القطاع خلال السنوات التسع الماضية خسائر مالية باهظة، نتيجة اعتداءات الاحتلال المتكررة وتجريف مئات الدونمات الزراعية وتدمير آبار المياه وشبكات الري.