على الرغم من رفع الحظر عن حجز الرحلات السياحية إلى تركيا، إلا أن عودة السياحة الروسية للمنتجعات التركية بالأعداد السابقة في الموسم الحالي، باتت أمرا مستبعدا.
ومن بين الأسباب الرئيسية لذلك، بحسب اللاعبين في سوق السياحة، مخاوف أمنية بعد الهجوم على مطار إسطنبول الأسبوع الماضي، وقيام السياح بالتخطيط لعطلتهم مبكرا وحجزهم رحلات إلى وجهات أخرى، وتدهور الأوضاع الاقتصادية في روسيا بسبب تهاوي أسعار النفط.
ويشير نائب رئيس اتحاد الشركات السياحية الروسية، دميتري غورين، إلى أنه ليس من الواضح بعد، كيف سيكون رد فعل السياح الروس على تفجيرات مطار إسطنبول.
ويقول غورين لـ"العربي الجديد": "بعد الهجوم الإرهابي في مدينة سوسة التونسية في عام 2015، تراجعت الحجوزات بنسبة أكثر من 80% رغم عدم فرض حظر على الرحلات. لكن في الحالة التركية، لم تحدث بالمنتجعات السياحية أي هجمات، فيما شهدت الفترة الأخيرة زيادة مخاوف المواطنين من السفر إلى العواصم والمدن الكبرى فقط".
وفور رفع الحظر، سارع الكرملين ووزارة الخارجية الروسية لحث السياح على "اتخاذ القرار بمعرفتهم وتحمل المسؤولية عن أمنهم" و"تقييم الوضع والمخاطر المحتملة"، وهي تحذيرات قد يتعامل قسم كبير من الروس معها بجدية.
ومن العوائق الأخرى، بحسب غورين، استئناف حجز الرحلات أثناء ذروة الموسم بعد اتخاذ معظم السياح قرارات السفر إلى وجهات أخرى وحجزهم رحلات بالفعل، ما يعني في الواقع استحالة عودة السياحة الروسية إلى تركيا بطاقتها الكاملة إلا في الموسم المقبل في عام 2017.
وفي ظل حظر الرحلات إلى أهم الوجهتين للسياحة الخارجية الروسية، تركيا ومصر، شهدت المنتجعات السياحية داخل روسيا طفرة في الحجوزات، بينما تصدرت اليونان وبلغاريا وقبرص المشهد بين الوجهات الخارجية.
وبشكل عام، شهدت حركة السياحة الخارجية الروسية تراجعا كبيرا منذ انهيار قيمة العملة الروسية الروبل، وذلك بنسبة بلغت 22% في الربع الأول من العام الجاري و40% خلال الفترة نفسها من العام الماضي، ما يعني في الواقع تراجعا بنسبة تزيد عن 50% خلال عامين.
اقــرأ أيضاً
ويضيف غورين: "قد تستقبل المنتجعات التركية بضع مئات الآلاف من السياح الروس في كل من شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، ولكن العودة إلى مستوى المليون سائح روسي شهريا خلال الموسم العالي، باتت أمرا مستحيلا هذا العام".
وبحسب استطلاع للرأي أجراه مركز "ليفادا" مؤخرا، فإن 5% فقط من مواطني روسيا و20% من سكان موسكو يعتزمون قضاء عطلة الصيف خارج البلاد، بينما قرر أكثر من 40% البقاء بمدنهم. وبذلك ستستطيع تركيا جذب قسم من هؤلاء في حال قدمت عروضا بأسعار مناسبة.
وعند تصفح مواقع الشركات السياحية الروسية، يمكن إيجاد عروض الرحلات إلى تركيا بأسعار تبدأ من 1000 دولار مقابل رحلة إلى أنطاليا للفرد الواحد، وذلك لمدة أسبوع شاملة تذكرة السفر والإقامة بفندق 4 نجوم ووجبات الإفطار والغداء والعشاء والمشروبات.
وتعود هذه الأسعار العالية التي تزيد عن أسعار الرحلات داخل روسيا بمقدار الضعف تقريبا، إلى ارتفاع تكاليف السفر على متن رحلات الطيران المنتظمة وسط ترقب إصدار هيئة الطيران المدني الروسية تصاريح لتنظيم رحلات الطيران العارض (تشارتر) خلال أيام.
وبعد تشغيل رحلات الطيران العارض المدعومة من السلطات التركية، فإن أسعار الرحلات قد تنخفض بنسبة تصل إلى 30%، مما سيزيد من القدرة التنافسية للمنتجعات التركية أمام الوجهات السياحية على شواطئ البحر الأسود جنوب روسيا وفي شبه جزيرة القرم.
وبعد مواجهتها أزمة غير مسبوقة في قطاع السياحة بسبب الحظر الروسي، قررت تركيا زيادة دعم رحلات الطيران العارض بنسبة 30% للفترة من 1 يونيو/حزيران إلى 31 أغسطس/آب لجذب السياح من الدول الأخرى. إلا أن هذا الإجراء سيساعد الآن أيضا في تقديم عروض أفضل للسياح الروس المتأثرين بالأزمة الاقتصادية في بلادهم.
وقبل بدء الأزمة في العلاقات بين موسكو وأنقرة على خلفية حادثة إسقاط الطائرة الحربية الروسية في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، كانت تركيا تعتبر الوجهة الأولى للسياحة الخارجية الروسية باستقبالها حوالى 3.3 ملايين سائح روسي في عام 2014، بحسب الإحصاءات الرسمية. إلا أن عددهم كان في الواقع حتى أكبر من ذلك، إذ لم يشمل هذا الرقم السياح المستقلين وملاك العقارات، فيما زاد إجمالي عدد وصول الروس إلى تركيا في ذلك العام عن 4 ملايين.
إلا أنه بعد فرض الحظر السياحي، تراجعت حركة السياحة الروسية إلى تركيا بنسبة 71% في الربع الأول من العام الجاري، لتبلغ 21 ألف سائح فقط، وكان جميعهم سياحا مستقلين ذهبوا إلى تركيا من دون الاستعانة بشركات سياحية.
وعلى عكس مصر التي تم تعليق كافة رحلات الطيران إليها بعد حادثة تحطم طائرة "أيرباص-321" في سيناء، فإن استمرار حركة السياحة الروسية إلى تركيا، ولو بشكل محدود، جاء نتيجة لوجود إمكانية السفر على متن الرحلات المنتظمة لشركتي "أيروفلوت" و"الخطوط الجوية التركية" وغيرهما، مع حجز الفندق عبر الإنترنت.
وحتى الأيام الأخيرة، ظلت مصر تبدو أوفر حظا من تركيا في استئناف حركة السياحة الروسية. إلا أن اعتذار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن إسقاط قاذفة "سوخوي-24" أسفر عن انفراجة في العلاقات بين البلدين، ما دفع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى رفع الحظر عن الرحلات وتكليف الحكومة الروسية ببدء تطبيع العلاقات الاقتصادية مع تركيا.
اقــرأ أيضاً
ومن بين الأسباب الرئيسية لذلك، بحسب اللاعبين في سوق السياحة، مخاوف أمنية بعد الهجوم على مطار إسطنبول الأسبوع الماضي، وقيام السياح بالتخطيط لعطلتهم مبكرا وحجزهم رحلات إلى وجهات أخرى، وتدهور الأوضاع الاقتصادية في روسيا بسبب تهاوي أسعار النفط.
ويشير نائب رئيس اتحاد الشركات السياحية الروسية، دميتري غورين، إلى أنه ليس من الواضح بعد، كيف سيكون رد فعل السياح الروس على تفجيرات مطار إسطنبول.
ويقول غورين لـ"العربي الجديد": "بعد الهجوم الإرهابي في مدينة سوسة التونسية في عام 2015، تراجعت الحجوزات بنسبة أكثر من 80% رغم عدم فرض حظر على الرحلات. لكن في الحالة التركية، لم تحدث بالمنتجعات السياحية أي هجمات، فيما شهدت الفترة الأخيرة زيادة مخاوف المواطنين من السفر إلى العواصم والمدن الكبرى فقط".
وفور رفع الحظر، سارع الكرملين ووزارة الخارجية الروسية لحث السياح على "اتخاذ القرار بمعرفتهم وتحمل المسؤولية عن أمنهم" و"تقييم الوضع والمخاطر المحتملة"، وهي تحذيرات قد يتعامل قسم كبير من الروس معها بجدية.
ومن العوائق الأخرى، بحسب غورين، استئناف حجز الرحلات أثناء ذروة الموسم بعد اتخاذ معظم السياح قرارات السفر إلى وجهات أخرى وحجزهم رحلات بالفعل، ما يعني في الواقع استحالة عودة السياحة الروسية إلى تركيا بطاقتها الكاملة إلا في الموسم المقبل في عام 2017.
وفي ظل حظر الرحلات إلى أهم الوجهتين للسياحة الخارجية الروسية، تركيا ومصر، شهدت المنتجعات السياحية داخل روسيا طفرة في الحجوزات، بينما تصدرت اليونان وبلغاريا وقبرص المشهد بين الوجهات الخارجية.
وبشكل عام، شهدت حركة السياحة الخارجية الروسية تراجعا كبيرا منذ انهيار قيمة العملة الروسية الروبل، وذلك بنسبة بلغت 22% في الربع الأول من العام الجاري و40% خلال الفترة نفسها من العام الماضي، ما يعني في الواقع تراجعا بنسبة تزيد عن 50% خلال عامين.
ويضيف غورين: "قد تستقبل المنتجعات التركية بضع مئات الآلاف من السياح الروس في كل من شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، ولكن العودة إلى مستوى المليون سائح روسي شهريا خلال الموسم العالي، باتت أمرا مستحيلا هذا العام".
وعند تصفح مواقع الشركات السياحية الروسية، يمكن إيجاد عروض الرحلات إلى تركيا بأسعار تبدأ من 1000 دولار مقابل رحلة إلى أنطاليا للفرد الواحد، وذلك لمدة أسبوع شاملة تذكرة السفر والإقامة بفندق 4 نجوم ووجبات الإفطار والغداء والعشاء والمشروبات.
وتعود هذه الأسعار العالية التي تزيد عن أسعار الرحلات داخل روسيا بمقدار الضعف تقريبا، إلى ارتفاع تكاليف السفر على متن رحلات الطيران المنتظمة وسط ترقب إصدار هيئة الطيران المدني الروسية تصاريح لتنظيم رحلات الطيران العارض (تشارتر) خلال أيام.
وبعد تشغيل رحلات الطيران العارض المدعومة من السلطات التركية، فإن أسعار الرحلات قد تنخفض بنسبة تصل إلى 30%، مما سيزيد من القدرة التنافسية للمنتجعات التركية أمام الوجهات السياحية على شواطئ البحر الأسود جنوب روسيا وفي شبه جزيرة القرم.
وبعد مواجهتها أزمة غير مسبوقة في قطاع السياحة بسبب الحظر الروسي، قررت تركيا زيادة دعم رحلات الطيران العارض بنسبة 30% للفترة من 1 يونيو/حزيران إلى 31 أغسطس/آب لجذب السياح من الدول الأخرى. إلا أن هذا الإجراء سيساعد الآن أيضا في تقديم عروض أفضل للسياح الروس المتأثرين بالأزمة الاقتصادية في بلادهم.
وقبل بدء الأزمة في العلاقات بين موسكو وأنقرة على خلفية حادثة إسقاط الطائرة الحربية الروسية في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، كانت تركيا تعتبر الوجهة الأولى للسياحة الخارجية الروسية باستقبالها حوالى 3.3 ملايين سائح روسي في عام 2014، بحسب الإحصاءات الرسمية. إلا أن عددهم كان في الواقع حتى أكبر من ذلك، إذ لم يشمل هذا الرقم السياح المستقلين وملاك العقارات، فيما زاد إجمالي عدد وصول الروس إلى تركيا في ذلك العام عن 4 ملايين.
إلا أنه بعد فرض الحظر السياحي، تراجعت حركة السياحة الروسية إلى تركيا بنسبة 71% في الربع الأول من العام الجاري، لتبلغ 21 ألف سائح فقط، وكان جميعهم سياحا مستقلين ذهبوا إلى تركيا من دون الاستعانة بشركات سياحية.
وعلى عكس مصر التي تم تعليق كافة رحلات الطيران إليها بعد حادثة تحطم طائرة "أيرباص-321" في سيناء، فإن استمرار حركة السياحة الروسية إلى تركيا، ولو بشكل محدود، جاء نتيجة لوجود إمكانية السفر على متن الرحلات المنتظمة لشركتي "أيروفلوت" و"الخطوط الجوية التركية" وغيرهما، مع حجز الفندق عبر الإنترنت.
وحتى الأيام الأخيرة، ظلت مصر تبدو أوفر حظا من تركيا في استئناف حركة السياحة الروسية. إلا أن اعتذار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن إسقاط قاذفة "سوخوي-24" أسفر عن انفراجة في العلاقات بين البلدين، ما دفع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى رفع الحظر عن الرحلات وتكليف الحكومة الروسية ببدء تطبيع العلاقات الاقتصادية مع تركيا.