صناديق "جمع الفكة" تُغضب المسافرين في المطارات المصرية

وكانت الإدارة المسؤولة عن مطار القاهرة قامت بوضع عدد من الصناديق لجمع الأموال، أياً كانت تلك العملات المالية، داخل صالات الوصول والسفر، فيما أكد مسؤول أمني أن تعليمات أمنية صدرت بذلك، مشيراً إلى أن تلك الصناديق تم وضعها في كافة المطارات المصرية.

وأضاف المصدر أن هناك حالة من عدم الرضا بين العاملين في المطارات من تلك الصناديق، مشبهاً إياها بأنها عبارة عن الرجل الذي يتسوّل المال في الشارع ووسائل النقل والمواصلات، لافتاً إلى أن مطار القاهرة يقوم بجمع الفكة من الركاب المغادرين والقادمين من خلال وضع صناديق داخل الصالات لوضع الفكة بداخلها.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طالب في تصريحات له خلال افتتاح مشروع تطوير العشوائيات بغيط العنب في محافظة الإسكندرية بـ"جمع الفكة" من حسابات المواطنين لتمويل مشروعات قومية، وهي التصريحات التي أثارت جدلاً كبيراً، حيث تساءل الكثيرون عن آلية جمع هذه الأموال، وكيفية استغلالها، وهل ذلك يؤثر على الاقتصاد سلباً؟

وانتقد الخبير الاقتصادي الدكتور فاروق عبد الخالق، وضع صناديق لجمع الأموال في المطارات، مؤكداً أن ذلك يعد عيباً كبيراً على جبين الحكومة، وكارثة اقتصادية كبيرة أمام العالم الذي يشاهد تلك الصناديق، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد مدى التخبط الاقتصادي الذي تمر به مصر حالياً.

وأوضح عبد الخالق أن النظام في مصر اعتاد على ذلك، وكانت البداية صندوق "تحيا مصر" والذي طالب فيه السيسي المصريين بالتبرع على حساب الصندوق، وكذا المنح والقروض التي تلقتها الحكومة المصرية من الخارج، فضلاً عن مشروع قناة السويس الذي دعا فيه الشعب إلى شراء شهادات استثمار قناة السويس الجديدة.

وفي فبراير/شباط 2015 دعا الشعب للإسهام في النهوض الاقتصادي من خلال حملة "صبّح على مصر بجنيه"، وأخيراً قرار "جمع الفكة". وحسب الخبير الاقتصادي، فإنه لا توجد أي آلية أو قانون يسمح بالاستيلاء على أموال المواطنين، وسيفتح باباً من الاعتراضات وانتهاكات القانون، وهي طريقة للاحتيال، وسذاجة غير مسبوقة من قبل.

وسأل عبد الخالق: كيف يتم وضع صناديق في المطارات وشبابيك المصارف وأمام الموظفين لجمع "الفكة" من الأهالي وتسليمها للسيد الرئيس، الذي أكد أمام العالم أنه "عايز الفلوس دي"، معتبراً أن جمع الفكة يعبّر عن جهل اقتصادي، وعدم وجود أي رؤية اقتصادية لدى النظام والحكومة الحالية، لافتاً إلى أن هناك طرقاً أخرى بإمكانها حل الأزمة الاقتصادية، منها حل أزمة التهرب من الضرائب، ومكافحة الفساد المستشري في البلاد، والاعتماد على التصنيع المحلي، والعمل على زيادة جودته.