أثار التغيير المفاجئ في سياسة الهجرة الأميركية ردود فعل غاضبة من قبل شركات الطيران، إذ قالت إنها تواجه صعوبة في تطبيق القواعد غير الواضحة وتكاليف إضافية غير متوقعة، معبرة عن قلقها من تعرّضها للغرامة إذا أخطأت فهمها.
وأعلن الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، مطلع الأسبوع، عدم السماح للاجئين بدخول الولايات المتحدة لمدة أربعة أشهر، وحظر السفر مؤقتا للوافدين من سورية وست دول أخرى ذات أغلبية مسلمة، مما أثار ردود فعل غاضبة في أنحاء العالم واحتجاجات في المطارات الأميركية.
وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) الذي يمثل 265 شركة طيران، مساء أمس الإثنين، إن القرار صدر من دون تنسيق أو إنذار مسبق، مما أثار حالة من الارتباك بين المسافرين وأعضاء الاتحاد المطلوب منهم الآن تنفيذ القواعد الجديدة.
وأوضح في بيان: "وضع ذلك أيضا أعباء إضافية على شركات الطيران للامتثال لمتطلبات غير واضحة وتحمّل تكاليف التنفيذ ومواجهة عقوبات محتملة لعدم الالتزام"، داعيا إلى مزيد من الوضوح والاهتمام بالإخطار المسبق في المستقبل.
وشكا مسؤول في شركة طيران خليجية، طلب عدم ذكر اسمه، من أن مسؤولي حماية الحدود والجمارك الأميركيين بدؤوا في إخطار شركات الطيران والمطارات في نفس التوقيت الذي نشرت فيه التقارير الإعلامية.
وقالت شركة إير شاتل النرويجية للطيران منخفض التكلفة إنها علمت بالأمر من التقارير الإعلامية.
وجرى إبلاغ شركات طيران أخرى بالقواعد الجديدة في مؤتمرات بالهاتف مع السلطات الأميركية.
وذكرت شركة كيه.ال.ام الهولندية، أمس، أنه بعدما منعت سبعة ركاب من السفر يوم السبت: "من المؤلم أن يضطر بعض مسافرينا إلى مواجهة هذه التغييرات المفاجئة".
ودافع ترامب، أمس، عن قراره المفاجئ عبر موقع تويتر قائلا: "إذا جرى الإعلان عن الحظر مع إعطاء مهلة أسبوع لتدفق الأشرار على بلادنا خلال هذا الأسبوع".
وقال المسؤول في شركة طيران خليجية، إن مسؤولين أميركيين أبلغوا الشركة شفهيا بأن المسافرين الوافدين من الدول المدرَجة على قائمة الحظر يمكنهم السفر على الرحلات إذا كانت لديهم تأشيرات معينة، لكن لا يوجد بيان رسمي أو علني يؤيد ذلك.
وأفادت شركات طيران ومطارات في دبي وألمانيا وفرنسا وأمستردام، أمس، بأن عددا ضئيلا من المسافرين مُنعوا من السفر على الرحلات المتجهة إلى الولايات المتحدة نتيجة القواعد الجديدة.
وقال متحدث باسم لوفتهانزا إنه لم يُسمح لمنظمة إغاثة بجلب لاجئين إلى الولايات المتحدة عبر فرانكفورت.
وشكت شركات الطيران أيضا من أن القواعد الجديدة تعقّد ترتيباتها الخاصة بعمل أطقم الطائرات.
وأكدت طيران الإمارات ولوفتهانزا أنهما عدلتا جداول عمل أطقم الطائرات بسبب حظر السفر.
وقالت شركة الاتحاد للطيران التي مقرها أبوظبي إنها اتخذت خطوات لضمان مغادرة رحلاتها.
وذكر مسؤول آخر بشركة طيران خليجية: "لا أعتقد أن التعامل مع الأمر كان كما ينبغي"، مضيفا أن الشركة تسعى إلى موافقة الولايات المتحدة على السماح بعمل أفراد الأطقم من الدول السبع المحظورة على متن الرحلات الأميركية، وإن كان الاتحاد الدولي للنقل الجوي قال في مذكرة إن الحظر ينطبق على أطقم الضيافة والطيارين.
(رويترز)