البورصات الخليجية تعمق خسائر بمليارات الدولارات في جلسة واحدة

07 نوفمبر 2017
بورصة الكويت سجلت أكبر وتيرة هبوط في العام الجاري(Getty)
+ الخط -


عمقت البورصات الخليجية من خسائرها خلال تداولات اليوم الثلاثاء مع تزايد المخاوف في المنطقة من تهديدات الحوثيين بضرب الملاحة في البحر الأحمر من ناحية، وعلى إثر قرار السعودية بتوقيف 11 أميراً و4 وزراء حاليين وعشرات سابقين في البلاد بتهم فساد، حيث غلب التراجع على أداء مؤشرات معظم أسواق مال الخليج بعد مبيعات تمت على أسهم قيادية يمتلكها بنسب مباشرة وغير مباشرة لشخصيات كبرى في السعودية والخليج.

وتراجعت بورصة الكويت لتسجل أكبر وتيرة هبوط في العام الجاري. وانخفض مؤشرها السعري 2.79% مسجلا أدنى مستوياته منذ يناير/كانون الثاني الماضي، حيث تلقت ضربة قوية بخسارة تعد الأعنف منذ بداية العام على مستوى كل المؤشرات خاصة الوزنية.

وفي ظل استمرار موجة البيع العنيفة للأسهم الكبيرة، خسرت القيمة الرأسمالية للبورصة أكثر من مليار دينار، وبذلك يكون المستثمرون الكويتيون قد خسروا أكثر من 2.1 مليار دينار في 72 ساعة فقط (تعادل 7 مليارات دولار) لتقارب قيمة الاستدانة الخارجية للكويت والتي تعادل سندات بقيمة 8 مليارات دولار أصدرتها في مارس/آذار الماضي.

وفي السياق ذاته يرى مدير ادارة البحوث في شركة التداول الكويتية ثامر العلي أن أسواق الخليج زادت من خسائرها، لتضرب بالتوقعات المتفائلة بارتدادها اليوم عرض الحائط، ربما بسبب استمرار القلق والمخاوف بعد توقيفات السعودية الأخيرة، بالإضافة إلى تهديدات الحوثيين بضرب الإمارات بالصواريخ الباليستية.

ويضيف العلي خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن التراجعات الحالية التي تشهدها الأسواق من المتوقع أن تستمر حتى نهاية التداولات الأسبوعية وقد تمتد إلى الأسبوع المقبل، وذلك على إثر حالة الهلع والخوف التي يعيشها المتداولون في أسواق المال الخليجية وتخوفهم من حدوث أي ضربات عسكرية خلال الساعات المقبلة.

ويرى مدير الأصول في شركة الشرق للاستثمار، يحيى كمشاد، خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن الأوضاع السياسية في المنطقة انعكست بشكل مباشر على تداولات أسواق الخليج ما ارتدّ عليها بالسلب لتحقق خسائر قدرت بمليارات الدولارات خلال الساعات الماضية، وسط ترشيحات أن تزداد حدة الخسائر مع نهاية تداولات الأسبوع يوم الخميس، وذلك على إثر عمليات بيع عشوائية على الأسهم القيادية في البورصات الخليجية للخروج من البورصات قبل العطلة الأسبوعية تخوفا من حدوث أي تحركات عسكرية خلال هذه الفترة.

هبوط البورصة السعودية

هبط المؤشر العام للبورصة السعودية في ختام تعاملات، الثلاثاء، بنسبة 0.74% تعادل 51.4 نقطة، ليصل إلى مستوى 6933.46 نقطة. وسجل نحو 48 سهماً أدنى مستوى في 52 أسبوعاً، تصدرها سهم المملكة القابضة بتراجع 10%.

ويترأس مجلس إدارة الشركة رجل الأعمال البارز الوليد بن طلال، الذي أوقفته السلطات السعودية يوم السبت الماضي ضمن حملة اعتقالات واسعة طاولت أمراء ورجال أعمال ووزراء سابقين وحاليين.

وقالت السلطات السعودية إن الموقوفين متهمين من قبل لجنة عليا لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، بالفساد.

وخيم التراجع على قطاعات السوق باستثناء قطاعي البنوك والاتصالات الرئيسيين بارتفاع محدود 0.55%، و0.41% على التوالي، وتصدر التراجعات قطاع الاستثمار والتمويل بنسبة 10%. 

أدنى مستوى لأبوظبي

واصل المؤشر العام لسوق أبوظبي تراجعه للجلسة الرابعة على التوالي بنهاية تعاملات، اليوم، وسط قلق متزايد من المستثمرين من إمكانية تردي الظروف الاقتصادية على خلفية الاضطرابات السياسية والأمنية التي تشهدها منطقة الخليج.

وهبط المؤشر العام بنسبة 0.35%، ليغلق عند مستوى 4419.62 نقطة، خاسرا نحو 15.59 نقطة، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ إغلاق 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وضغط على المؤشر تراجع قطاع الاتصالات 1.13%، متأثراً من هبوط سهم اتصالات بنفس النسبة. كما هبط قطاع الطاقة بنسبة 1.6%، بعد انخفاض سهم دانة غاز 2.67%.

وأجبرت ضغوط بيع مكثفة، سوق دبي المالي على التراجع، بعد أن تصدر قطاع الاستثمار قائمة القطاعات المتراجعة بنسبة 3% مع هبوط سهم دبي للاستثمار 3.24%.

وهبط المؤشر العام بنسبة 1.79% بخسائر بلغت 63.38 نقطة، ليغلق عند مستوى 3480.70 نقطة، مواصلا انخفاضه للجلسة الرابعة على التوالي.

وانخفض قطاع العقارات 2.5% والبنوك 0.2%. وقال محللون ماليون إن السوق يشهد ارتباكا وخروج للمستثمرين في ظل التطورات السياسية السلبية في المنطقة.


تراجع بورصتي البحرين وقطر

كما هبط مؤشر بورصة البحرين إلى أدنى مستوى منذ بداية العام الجاري 2017، وسط تقلص التداولات وانخفاض القطاعات الرئيسية في السوق.

وانخفض المؤشر العام للسوق بنحو 0.99%، ليصل إلى مستوى 1253.07 نقطة، فاقداً نحو 12.57 نقطة. ولم يسجل السوق البحريني ذلك الهبوط عند هذا المستوى منذ بداية العام خلال جلسة 19 يناير/كانون الثاني الماضي. وتقلصت التداولات من خلال التعامل على 1.97 مليون سهم، مقابل 2.7 مليون سهم بجلسة الإثنين. وضغط على المؤشر، قطاع الاستثمار الذي هبط بنسبة 0.65%.

وسجل المؤشر العام لبورصة قطر اليوم، انخفاضا بقيمة 83.93 نقطة، أي ما نسبته 1.05%، ليصل إلى7.930 آلاف نقطة.

وفي جلسة اليوم، ارتفعت أسهم شركتين وانخفضت أسعار 36 شركة، وحافظت خمس شركات على سعر إغلاقها السابق.