قضت محكمة جنايات شمال القاهرة المصرية، اليوم الأربعاء، برئاسة المستشار أسامة شاهين، بالسجن المؤبد 25 عاماً على مدير الإدارة العامة للتوريدات بمجلس الدولة، جمال الدين محمد إبراهيم اللبان، وعزْله من وظيفته.
كما قضت المحكمة بإعفاء متهمين اثنين آخرين من العقوبة لاعترافهما بالرشوة، وذلك في قضية "الرشوة الكبرى بمجلس الدولة"، والتي كشفت عن اتهام "اللبان" بتقاضيه عطايا تمثّلت في مبالغ مالية وفوائد غير مادية على سبيل الرشوة مقابل أداء عمل من أعمال وظيفته والإخلال بواجباتها وارتكابه تزويرا في محررات رسمية.
وقررت المحكمة مصادرة مبلغ مليون و200 ألف جنيه، موضوع الرشوة، ومصادرة كافة المحررات المزورة والكرسيين والطاولة الموجودة ضمن الرشوة.
واستمعت المحكمة خلال جلسات المحاكمة الماضية، إلى مدير عام إدارة التوريدات والمشتريات بمجلس الدولة، جمال الدين محمد إبراهيم اللبان، المتهم بالقضية، والذي نفى الاتهامات الواردة له بأمر الإحالة بتقاضي رشوة وطلب رشوة جنسية من المتهمة الثانية.
بينما اعترفت المتهمة الثانية وتدعى "رباب"، بتقديم رشوة مادية وجنسية للمتهم جمال اللبان، وكذلك المستشار المتوفي وائل شلبي.
كما اعترف المتهم الثالث مدحت عبد الصبور بجميع الاتهامات المنسوبة إليه، ما عدا الرشوة الجنسية المقدمة من زوجته "المتهمة الثانية"، وأكد أنه حرّك دعوى جنائية ضد زوجته يتهمها بالزنا.
واعترف المتهم الرابع بالواقعة وقال إنه لا يعلم بأن المستشار وائل شلبي ضمن طالبي الرشوة.
كان النائب العام المصري المستشار نبيل صادق، أمر بإحالة المتهمين بالقضية المعروفة إعلاميا باسم "الرشوة الكبرى بمجلس الدولة" للمحاكمة الجنائية، بعد أن انتهت نيابة أمن الدولة العليا من تحقيقاتها، والتي كشفت، وفقا لبيان صادر من مكتب النائب العام، عن اتهام المتهم جمال الدين محمد إبراهيم اللبان، مدير الإدارة العامة للتوريدات بمجلس الدولة، بتقاضي عطايا تمثلت في مبالغ مالية وفوائد غير مادية على سبيل الرشوة، مقابل أداء عمل من أعمال وظيفته والإخلال بواجباتها وارتكابه تزويرا في محررات رسمية.
وأنه ثبت من تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا واعتراف كل من مالك مؤسسة الخلود للأثاث المكتبي وزوجته، بالتحقيقات ومن خلال التسجيلات الهاتفية المأذون بها، طلب المتهم جمال الدين محمد إبراهيم اللبان، مدير الإدارة العامة للتوريدات بمجلس الدولة، والمستشار وائل شلبي أمين عام مجلس الدولة، المنتحر، مبلغ 800 ألف جنيه على سبيل الرشوة من مالك مؤسسة الخلود للأثاث المكتبي وزوجته، وأخذهما مبلغ 732 ألفا و150 جنيها بواسطة آخر.
كما تضمنت الواقعة رشوة جنسية مقابل إرساء بنود توريد أثاث مكتبي بالمناقصة المحدودة رقم 8 للعام المالي 2016- 2017، على مؤسسة الخلود للأثاث المكتبي، وإجراء تعلية على بنود تلك المناقصة بشراء أثاث إضافي من المؤسسة بذات أسعار المناقصة دون إجراء مناقصة جديدة، وصرف المستحقات الخاصة بتلك التوريدات بالمخالفة للقانون وبسعر يزيد عن قيمتها دون إجراء أي توريدات فعلية إلى مخازن مجلس الدولة.
وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة، وتقارير خبراء إدارة أبحاث التزييف والتزوير بمصلحة الطب الشرعي، عن قيام المتهم جمال اللبان بتزوير محضر أثبت فيه على خلاف الحقيقة قيام لجنة الفحص باستلام أثاث مورد من مؤسسة الخلود للأثاث المكتبي إلى مجلس الدولة بموجب المناقصة المشار إليها، وتوقيعه بخط يده بأسماء أعضاء اللجنة، وتزوير إذن إضافة ذلك الأثاث إلى المخازن دون أن يتم توريده فعليا إلى تلك المخازن.
كما ثبت من تقرير أبحاث التزييف والتزوير قيام المتهم جمال الدين اللبان بتزوير محضر آخر وإذن إضافة بذات الطريقة بأن أثبت فيهما خلافا للحقيقة استلام وتوريد أثاث بموجب التعلية على المناقصة دون أن يتم توريده فعليا إلى مخازن مجلس الدولة.
واستعمل المتهم تلك الأوراق المزورة في استصدار شيكين لصالح مؤسسة الخلود للأثاث المكتبي بقيمة إجمالية قدرها 3 ملايين و397 ألفا و155 جنيها مقابل ما أخذه هو والمستشار المتوفى "أمين عام مجلس الدولة" من عطايا مادية وغير مادية.
وثبت من التحقيقات أيضاً وما تضمنه تقرير الصفة التشريحية بمصلحة الطب الشرعي، أن وفاة أمين عام مجلس الدولة السابق، حصلت نتيجة انتحار صريح، وخلو دمائه من أي آثار لمواد مخدرة.