افتتح أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الثلاثاء، رسمياً ميناء حمد الدولي في منطقة أم الحول الاقتصادية، ليصبح أحد أكبر المرافئ البحرية في الخليج والمنطقة العربية، وسيشكل أهم بوابة بحرية للتجارة الخارجية لقطر، بتمكينها من استقبال أضخم السفن في العالم.
وبحسب وكالة الأنباء القطرية "قنا"، فقد حضر الافتتاح الرسمي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، ورئيس مجلس الشورى محمد بن مبارك الخليفي، وعدد من أصحاب السعادة والوزراء وكبار المسؤولين في الدولة، بالإضافة إلى العديد من المسؤولين والنواب من مختلف الدول العربية والأجنبية.
ويأتي الافتتاح قبل ستة أشهر من الموعد المقرر، وبكلفة إنشاء أقل من الكلفة التقديرية التي كانت مخصصة له والبالغة 7.5 مليارات دولار.
وقالت وزارة المواصلات القطرية إن الميناء يضم مشروعاً لتخزين السلع الغذائية ليوفر مخزوناً إستراتيجياً يكفي ثلاثة ملايين نسمة لمدة عامين، ويمكن أن يوفر أكثر من 200% من التزامات واحتياجات السوق المحلية، كما يتوقع أن يساعد الميناء في خفض كلفة الاستيراد وأن يستحوذ على 35% من تجارة الشرق الأوسط.
ولعب ميناء حمد، الذي افتتح جزئياً في فبراير/ شباط عام 2015، دوراً مهماً في كسر الحصار الذي فرضته 4 دول (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر)، على قطر منذ الخامس من شهر يونيو/حزيران الماضي، عبر تدشين العديد من الخطوط الملاحية الجديدة لتركيا وعمان والهند وباكستان وغيرها.
وتشكّلت خريطة ملاحية جديدة في منطقة الخليج بعد الحصار، إذ تراجعت فيه أسهم ميناء جبل علي الإماراتي الذي فقد حصة سوقية مهمة من التجارة بالمنطقة بعد مغادرة العديد من الشركات العالمية له، في حين انتعشت موانئ أخرى، وأبرزها ميناء حمد الدولي في قطر، وصلالة وصحار في سلطنة عُمان والشويخ في الكويت.
وفي هذا السياق، قال وزير المواصلات والاتصالات القطري، جاسم بن سيف السليطي، إن ميناء حمد تمكن من تحقيق إنجازات هامة على الصعيدين الإقليمي والدولي في فترة وجيزة، إذ وفر خطوط نقل بحرية عالمية متعددة، وسيشق طريقه بثبات نحو تحقيق التنويع الاقتصادي من خلال فتح خطوط عالمية جديدة، تسهم في تحقيق أهدافه بتحسين القدرة التنافسية لدولة قطر في المنطقة عن طريق تحويلها إلى مركز تجاري إقليمي، مشيراً إلى افتتاح ثلاثة خطوط بحرية مباشرة مع كل من ماليزيا وباكستان وتايوان خلال شهر سبتمبر/أيلول الجاري.
ويلبي الميناء الاحتياجات الحالية والمستقبلية في ظل الطفرة التنموية التي تشهدها دولة قطر والتي تشمل مختلف قطاعات البنية التحتية والصناعية.
ويبلغ طول حوض ميناء حمد أربعة كيلومترات، ويصل عرض الحوض إلى 700 متر، في حين يصل عمقه إلى 17 متراً. ويمثل الميناء إضافة مهمة إلى موانئ قطر، كما أنه يحتوي على محطة للبضائع العامة بطاقة استيعابية تبلغ 1.7 مليون طن سنوياً، ومحطة للحبوب بطاقة استيعاب تبلغ مليون طن سنوياً، ومحطة لاستقبال السيارات بطاقة استيعاب تبلغ 500 ألف سيارة سنوياً، ومحطات لاستقبال المواشي، وسفن أمن السواحل، والدعم والإسناد البحري.
وحسب تقارير رسمية، تصل الطاقة الاستيعابية الإجمالية للميناء إلى نحو 7.6 ملايين حاوية. وقد استقبلت موانئ قطر خلال النصف الأول من العام الجاري ما يصل إلى 470 ألف طن من البضائع العامة ونحو 407 آلاف رأس من الثروة الحيوانية، إضافة إلى 449 ألف طن من مادة "الجابرو" ومواد البناء المتنوعة، وأكثر من 400 ألف طن من المعدات والسيارات.