تُعدّ آلة النول من أقدم الآلات المُستخدمة في الصناعات التقليدية حتى الآن، إذ يعتمد عليها أساساً من قديم الزمن، في صناعة الألبسة النسائية والرجالية في ليبيا.
فقد كانت النساء قديماً يصنعن النسيج وينسجن ألبسة أسرهن من أيسر الموارد المتوافرة محلياً لديهن.
وبقي النول حتى يومنا هذا محتفظاً بشكله وتصميمه الأفقي المصنوع من الأخشاب بعد إعدادها جيّداً لصناعته.
علي المدنيين، العامل في هذا القطاع يقول باللغة المحلية: "آلة النسيج هذه تتكون من الخشب، نطلعوا الخشب عند النجار، ناخذوا مطوه وسلوه الحرير، ونلفوها طيعا على السدوه.. تولي آلة نسيج كاملة حاضرة للعمل".
وصناعة المنسوجات كما في السابق، لا تزال تحتفظ بكونها مورد رزق في ليبيا، حيث يحرص أصحاب هذه الحرفة على ضرورة تعليمها وتوريثها لأبنائهم على مر الأجيال، لما تعنيه لهم كآباء من أهمية.
في غضون ذلك، تبقى للشباب نظرة مختلفة، بخاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد حالياً، فهي حرفة مربحة بالنسبة إلى بعض الشباب، لا سيما أن إتقان فن النسج باستخدام النول يستغرق من شهر إلى شهرين، بحسب تجربة محمد فرج الخليفي، الذي يقول إن "بداية خدمتي هني في الحرير... هذا عليش أنا حبيت نتعلم الفكرة اهيا".
وتتنوّع المنسوجات التي يُستخدم النول في صناعاتها، منها الجرد الليبي والرداء الحرير والصوف والهدمة والفرش الليبي القديم وغيرها من الأشياء التي تُصنع من الصوف، والتي يُستعمل بعضها إلى يومنا هذا في معظم المناسبات الاجتماعية.
ويرتدي الليبيون هذه الألبسة خصوصاً في الأعراس، حيث تحرص المرأة على ارتداء الحرير المنسوج بالفضة أو الذهب، بعد أن تفنّن الحرفيون في صناعته، فأدخلوا في الرداء خيوطاً وأسلاكاً معدنية من الفضة أو الذهب زادته جمالاً وتميّزاً، وأصبح مقياس جودته حالياً يعتمد على كمية الفضة والذهب الداخلة في صناعته.
كثير من الليبيين يفضلون هذه المصنوعات التقليدية، خصوصاً في صناعة الجرد والعباءة، أكثر من الصناعات النسيجية الحديثة، ولهذا ظلت هذه الحرف حيّة وتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد.
وما زالت المصنوعات من النول أو المسدة، كما يسميه البعض، موروثاً ثقافياً، كما لا تزال هذه الحرفة التراثية تحمل طابعاً ليبياً أصيلاً من الصناعات والموروثات القديمة ذات المكانة الخاصة بالمجتمع المحلي، حيث أن للصناعات التقليدية والتراثية عظمتها وأثرها الذي يبعث بأبناء البلد الغبطة والفرح والفخر.