ونشرت السلطات وفقا لوكالة "أسوشيتد برس" اليوم السبت، الآلاف من رجال الشرطة في جميع أنحاء البلاد لاحتواء التظاهرات، بما في ذلك الاحتجاجات الغاضبة أمام الشانزليزيه.
وقالت شرطة باريس لـ "أسوشيتد برس"، إن أحدا لم يصب بأذى في الاشتباكات، لكنها اعتقلت ستة متظاهرين بتهمة "إلقاء الأغراض".
وقال بنجامين فريغنو، أحد المتظاهرين البالغ من العمر 21 عاما من مدينة شارتر: "سيؤدي ذلك إلى اندلاع حرب أهلية، وأنا كحال غالبية المواطنين، مستعدون جميعا".
وغمر اللون الفوسفوري المكان الشهير منذ الصباح الباكر، بسبب لون السترات التي ارتداها المتظاهرون، وطالبوا السائقين الفرنسيين بالاحتفاظ بسترات النيون في سياراتهم.
وأطلق المحتجون على زيادة الرسوم على المحروقات في حركة "السترات الصفراء"، السبت، "الفصل الثاني" من تعبئتهم الذي تمثل بتظاهرة كبيرة في باريس تثير قلق السلطات، وتحركات في مناطق أخرى.
وهتف مئات المحتجين، في ساحة الايتوال ومدخل جادة الشانزيليزيه بهتافات، منها "استقالة ماكرون" و"الشرطة معنا".
وقرر المحتجون وفقا لوكالة "فرانس برس"، القيام بتحركات في مناطق أخرى أيضا، وخصوصا في محيط الطرق المدفوعة ومحاور الطرق السريعة.
وقال أحد المتظاهرين كليمان جون (47 عاما)، إن "الحكومة فعلت ما بوسعها لشيطنة التحرك الذي سيجري في باريس"، مضيفا "أننا نسمع نواب الجمهورية إلى الأمام (الحزب الحاكم في فرنسا) يقولون سنصمد، لكن الحركة مستمرة وليست مستعدة للتوقف".
وقال كريستوف (49 عاما) الذي قدم مع زوجته من منطقة إيزير (شرق) ليشارك في التظاهرة "تظاهرنا بطريقة سلمية لكنهم استخدموا الغاز ضدنا! هكذا نرى كيف يستقبلوننا في باريس".
وقالت دومينيك التي اقتربت من سن التقاعد وقدمت بحافلة إلى باريس من شمال فرنسا "لم نعد قادرين على العيش عندما ندفع ما يترتب علينا. أشعر بغضب كبير. إنهم يقودوننا إلى الفقر".
وبعد نجاح التحرك الأول في باريس السبت الماضي، عندما أغلق 282 ألف شخص محاور طرق ومواقع استراتيجية، تلاه أسبوع من التجمعات التي ضعفت تدريجيا، يريد المحتجون تقديم عرض جديد لقوّتهم.
وخلال الأسبوع الأول من الاحتجاجات، سقط قتيلان وأصيب 620 متظاهرا و136 من أفراد قوات الأمن.
وأعلن نحو 35 ألف شخص على "فيسبوك" استعدادهم للمشاركة في تجمع كبير في ساحة الكونكورد في باريس اليوم السبت، لكن السلطات منعت هذا التجمع بسبب قرب الموقع من القصر الرئاسي. ومنذ الفجر، أغلقت الطرق المؤدية إلى الإليزيه والقسم السفلي من جادة الشانزليزيه وساحة الكونكورد والجمعية الوطنية ومقر رئيس الحكومة.
تأييد شعبي
وكشف استطلاع للرأي أجراه معهد "بي في آ"، تأييد 72 بالمئة من الفرنسيين مطالب "السترات الصفراء" الغاضبين من زيادة رسم للبيئة، أدى إلى ارتفاع أسعار المحروقات.
ومع أن طريقة التحرك تثير انقساما بين الفرنسيين، إذ يؤيدها 52 بالمئة بينما يعارضها 46 بالمئة، فإن الحركة غير السياسية وغير النقابية تشكل تحديا حقيقيا للرئيس إيمانويل ماكرون، الذي لم يبد حتى الآن أي رغبة في تخفيف وتيرة إصلاحاته من أجل "تغيير" فرنسا.
وتؤكد الحركة أنها غير سياسية، لكن عددا من نواب المعارضة مهتمون بها، إذ اقترحت رئيسة حزب التجمع الوطني (يمين متطرف) مارين لوبان تنظيم تجمع في الشانزيليزيه، بينما توقع جان لوك ميلانشون زعيم كتلة حزب فرنسا المتمردة اليساري المتطرف في البرلمان "تعبئة هائلة".
من جانبها، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون سيطلق الثلاثاء "توجيهات للانتقال البيئي"، مؤكدا أنه "تلقى رسالة المواطنين".
(العربي الجديد، وكالات)