ساهمت الأسمدة في إحداث قفزة في صادرات المغرب من الفوسفات ومشتقاته في النصف الأول من العام الجاري، لتصل إلى أكثر من 2.5 مليار دولار، مقابل 2.24 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة بنسبة 16.7%.
ولم تسجّل مبيعات الفوسفات ارتفاعا كبيرا، إذ استقرت في حدود 420 مليون دولار في نهاية يونيو/ حزيران، بعدما كانت في حدود 410 ملايين دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، حسب بيانات مكتب الصرف.
وقفزت صادرات الأسمدة من 1.2 مليار دولار إلى 1.5 مليار دولار، فيما انتقلت مبيعات الحامض الفوسفوري من 530 مليون دولار إلى 610 ملايين دولار.
وخطط المجمع الشريف للفوسفات المملوك للدولة لاستثمار 11 مليار دولار، للاستفادة من الطلب العالمي الإضافي على الفوسفات ومشتقاته في العقد المقبل، بعدما أنجز استثمارات في حدود 8.2 مليارات دولار في العشرة أعوام الماضية.
ويعبئ المجمع، الذي يعتبر أكبر فاعل في قطاع الفوسفات في العالم، تلك الاستثمارات لتكريس ريادته في سوق الأسمدة في العام، عبر نقل مستوى قدرات الإنتاج من 12 مليون طن إلى 25 مليون طن.
وكرس المجمع استثماراته في الأعوام الماضي لتحسين قدرات الإنتاج، عبر بناء مصانع جديدة للأسمدة ومد أنابيب لنقل الفوسفات بين المناجم ومصانع التحويل، ما ساهم في رفع مبيعاته في العام الماضي بـ14%.
وزادت صادرات الفوسفات إلى القارة الأفريقية بـ 50% في العام الماضي، بينما ظل الطلب قويا على الفوسفات ومشتقاته من العملاء الرئيسيين بالأميركيتين.
ويعتبر الخبير الزراعي، ياسين أيت الطالب، أن السوق المغربي الذي لا يستقبل سوى 500 ألف طن من الأسمدة المنتجة محليا، يساعد المجمع الشريف للفوسفات على التصدير أكثر وحيازة موقع الريادة في سوق الأسمدة في العالم.
ويشير إلى أن المجمع تمكن عبر سياسته التي تقوم على التحكم في التكاليف في العشرة أعوام الأخيرة، والتوجه نحو تحويل الفوسفات محليا، من تكريس نفسه لاعباً لا محيد عنه في سوق الأسمدة، التي يرتهن لها الغذاء العالمي.
ويعتبر المندوب السامي في التخطيط، أحمد الحليمي، أن الفوسفات كان محركا للاقتصاد في العام الماضي، خاصة عبر مشتقاته التي ساعدت المجمع الشريف للفوسفات على تعزيز حضوره في السوق الأفريقية.
وتشير المندوبية السامية للتخطيط في تقرير سابق، إلى أن الفوسفات يلعب دورا وازنا في نمو القطاع غير الزراعي، مقارنة بالقطاعات الأخرى الحديثة، سواء في بعده المعدني أو المشتقات المتمثلة أساسا في الأسمدة والحامض الفوسفوري، مستفيدا من تطور ملائم في سوق الفوسفات العالمي.
وتوضح أن تلك السوق التي يعتبر فيها المغرب لاعبا حاسما، تتميز بانسحاب الصين، وارتفاع الطلب الزراعي العالمي، والدينامية الجديدة، المتمثلة في انفتاح المجمع الشريف للفوسفات على القارة الأفريقية.